قدر الاتحاد الأوروبي على لسان مفوضيته لـ"شؤون المساعدات الإنسانية والاستجابة للأزمات" عدد ضحايا الحرب السورية بأكثر من 360 ألف شخص، قضى منهم حوالي 200 ألف شخص بالأمراض المزمنة، وذلك بسبب سوء الرعاية الصحية وشح الإمكانات الطبية، وهو ما يفوق عدد ضحايا القتل المباشر والذين بلغوا حوالي 162 ألف شخص.وقالت "كريستالينا جيورجيفا"، أمس الأربعاء، في التقرير الذي أصدرته المفوضية وتلقت "العربية.نت" نسخة منه، إن المدنيين في سوريا ليسوا فقط ضحايا لهجمات قذائف الهاون، والبراميل التي تلقيها الطائرات، وتبادل إطلاق النار، بل إن هناك أكثر من 200 ألف شخص كانوا يعانون من أمراض مزمنة، وحرمتهم الحرب المستمرة منذ ثلاث سنوات من الحصول على العلاج المناسب حتى ماتوا، هناك حرب خفية أخرى تختبئ خلف صور الدمار.وقدر التقرير عدد الأشخاص الذين أصيبوا بعاهات وإعاقات دائمة نتيجة الاقتتال بـ650 ألف شخص، وأضاف أن أكثر من نصف الأطباء السوريين قد غادروا إلى خارج البلاد منذ بداية الصراع، وهو ما أدى إلى سوء الرعاية الصحية، بحيث تفشى "شلل الأطفال" إضافة إلى أمراض معدية أخرى، مثل "الحصبة" نتيجة تعطل برامج التلقيح.كما حث البيان أطراف النزاع كافة على الالتزام ببنود القرار 2139 الصادر عن الأمم المتحدة والقاضي بتسهيل وصول المساعدات الإنسانية لملايين الأشخاص الذين يعانون داخل سوريا، واعتبر أن حرمانهم من تلك المساعدات هو "جريمة" بكل ما تحمله الكلمة من معنى.وقال التقرير إن هناك أكثر من ثلاثة ملايين ونصف المليون شخص يقطنون في أماكن يصعب - أو حتى يستحيل - على الجهات الطبية الوصول إليها، وطالب الجميع وبالأخص الحكومة السورية بالسماح بوصول القوافل الإنسانية - بما فيها المساعدات الطبية - إلى الناس الأشد حاجة في جميع أنحاء البلاد سواء أكانوا في المناطق التي يصعب الوصول إليها أو حتى في المناطق المحاصرة.واختتمت المسؤولة الأوروبية بيانها بالقول: "مع دخول الصراع في سوريا عامه الرابع ووقوف المجتمع الدولي عاجزاً أمام هذه الكارثة المستمرة أصبح من الواضح أن الحل الأنسب لإنهاء معاناة ملايين المتضررين من هذا الصراع المريع هو الحل السياسي".وأضافت: "لذلك فإنني أطالب المجتمع الدولي مجدداً العمل معنا لإيجاد حل سياسي قادر على إنهاء هذه الحرب الطاحنة وإزالة العقبات التي تعوق وصول المساعدات الإنسانية، وأؤكد على أن الاتحاد الأوروبي مستمر في دوره بقيادة جهود المجتمع الدولي للتخفيف من وطأة تلك المحنة التي يعيشها الشعب السوري".