من أكثر ما عمِلت عليه اليابان وكل الدول الغربية المتطورة هو أنهم استطاعوا تربية صغارهم على احترام النظام وتطبيقه بشكل صارم. هذه الأسس الرئيسية في قواعد التربية عندهم جعلتهم في مقدمة العالم، فهناك لا أحد يخالف القانون والكل يحترم النظام. هذا الكم الهائل من التحضّر لديهم لم يك وليد صدفة تافهة بل هي مجهودات جبارة قامت بها اليابان وبقية الدول الغربية في تعاملها المُحْكَم منذ البداية مع أطفال الروضات ومروراً بالجامعات البحثية الكبيرة، وانتهاء بدخول الإنسان قبره، فما نراه اليوم من قيم حضارية هناك سببها التربية واحترام النظام وتقديس القانون.
ما نراه من فوضى عارمة في منازلنا وشوارعنا ومتاجرنا ومجمعاتنا وتجمعاتنا وحتى في الكثير من مدارسنا هو بسبب عدم تدخل التعليم باكراً في غرس هذه القيم كحقائق وثوابت وليس كنظريات أخلاقية عابرة. الطفل الذي نعلِّمه ضرورة وجوب احترام الإشارة الضوئية منذ أيام الحضانة لا يمكن أن يكبر وهو يتخطاه دون مراعاة لحياة الناس ومستخدمي الطرق. ليس فقط التلقين الساذج عبر صفحات جامدة إسمها «كتاب مدرسي»، بل يجب أن تكون هذه المادة من المقررات الرئيسية قبل كل المواد العلمية الأخرى، وأن ترافقها جولات ميدانية للأطفال كي يتعلموا هذه القيم على أرض الواقع وليس على الورق فقط.
هذا الكلام يدفعنا للحديث اليوم عن أهمية تدريس مادة «الإتيكيت» في مدارسنا الحكومية والخاصة في البحرين بشكل موسَّع واعتبارها مادة أساسية وضرورية وثابتة كمادة الدين، لأننا نؤمن أن الإتيكيت من صلب العقيدة ومن روح الدين، لكن يجب أن تكون مادة خاصة تحاكي كل النظم والقوانين الحديثة التي يجب على الإنسان احترامها مادام يريد حياة منظَّمة وجميلة بعيدة كل البعد عن منغِّصات المخالفات التي يقوم بها الكثير من الناس الذين اعتادوا على ارتكابها بسبب ضعف البنية التربوية الأولى داخل الأسرة والمدرسة. من هنا يأتي أهمية تدريس مادة» الأتيكيت» كمادة أساسية في مدارس البحرين ليتعلم الإنسان منذ بداياته أن مخالفة قطع الإشارة الحمراء من الكبائر، وعدم الالتزام بالطابور في كل مكان يعتبر من أقبح الذنوب. هذه القيم إذا أعطيت للأطفال في مدارسنا كمفاصل حياتية واجبة وليست كخيارات شخصية حينها يمكننا أن نصنع جيلاً يعتبر مخالفة الأنظمة التي ترتِّب حياة الأفراد والمجموعات وتضمن حريتهم وجودة معيشتهم من أكبر الكوارث الإنسانية، كما أن زرع مثل هذه القيم منذ البداية سيعلمنا أمراً آخر في غاية الأهمية وهو أن لا فضل لأي إنسان يحترم القانون على غيره لأن الجميع من واجبهم احترامه دون منَّة من أحدٍ عليه، هذا ما يجب أن نوجهه لوزارة التربية والتعليم كمقترح بتدريس مادة «الإتيكيت» منذ أيام الروضة حتى آخر يوم في الجامعة، حتى يمكننا بعد عشرة أعوام أن نرى مجتمعاً يخلو من كل أشكال الفوضى التي نشاهدها كل دقيقة في كل مكان حولنا بسبب أن من يقوم بتلكم المخالفات لم يدرب على أن عدم احترام النظام يعتبر جريمة لا تغتفر.
* ضوء:
الإتيكيت مصطلح يعني «احترام النفس واحترام الآخرين وحسن التعامل معهم»، ويعني أيضاً «الآداب الاجتماعية والآداب السلوكية واللباقة وفن التصرف في المواقف الحرجة»، كما يعني أيضاً «الآداب العامة في التعامل مع الأشياء ومرجعيتها هي الثقافة الإنسانية الشاملة التي قلما تختلف من بلد إلى آخر».
ما نراه من فوضى عارمة في منازلنا وشوارعنا ومتاجرنا ومجمعاتنا وتجمعاتنا وحتى في الكثير من مدارسنا هو بسبب عدم تدخل التعليم باكراً في غرس هذه القيم كحقائق وثوابت وليس كنظريات أخلاقية عابرة. الطفل الذي نعلِّمه ضرورة وجوب احترام الإشارة الضوئية منذ أيام الحضانة لا يمكن أن يكبر وهو يتخطاه دون مراعاة لحياة الناس ومستخدمي الطرق. ليس فقط التلقين الساذج عبر صفحات جامدة إسمها «كتاب مدرسي»، بل يجب أن تكون هذه المادة من المقررات الرئيسية قبل كل المواد العلمية الأخرى، وأن ترافقها جولات ميدانية للأطفال كي يتعلموا هذه القيم على أرض الواقع وليس على الورق فقط.
هذا الكلام يدفعنا للحديث اليوم عن أهمية تدريس مادة «الإتيكيت» في مدارسنا الحكومية والخاصة في البحرين بشكل موسَّع واعتبارها مادة أساسية وضرورية وثابتة كمادة الدين، لأننا نؤمن أن الإتيكيت من صلب العقيدة ومن روح الدين، لكن يجب أن تكون مادة خاصة تحاكي كل النظم والقوانين الحديثة التي يجب على الإنسان احترامها مادام يريد حياة منظَّمة وجميلة بعيدة كل البعد عن منغِّصات المخالفات التي يقوم بها الكثير من الناس الذين اعتادوا على ارتكابها بسبب ضعف البنية التربوية الأولى داخل الأسرة والمدرسة. من هنا يأتي أهمية تدريس مادة» الأتيكيت» كمادة أساسية في مدارس البحرين ليتعلم الإنسان منذ بداياته أن مخالفة قطع الإشارة الحمراء من الكبائر، وعدم الالتزام بالطابور في كل مكان يعتبر من أقبح الذنوب. هذه القيم إذا أعطيت للأطفال في مدارسنا كمفاصل حياتية واجبة وليست كخيارات شخصية حينها يمكننا أن نصنع جيلاً يعتبر مخالفة الأنظمة التي ترتِّب حياة الأفراد والمجموعات وتضمن حريتهم وجودة معيشتهم من أكبر الكوارث الإنسانية، كما أن زرع مثل هذه القيم منذ البداية سيعلمنا أمراً آخر في غاية الأهمية وهو أن لا فضل لأي إنسان يحترم القانون على غيره لأن الجميع من واجبهم احترامه دون منَّة من أحدٍ عليه، هذا ما يجب أن نوجهه لوزارة التربية والتعليم كمقترح بتدريس مادة «الإتيكيت» منذ أيام الروضة حتى آخر يوم في الجامعة، حتى يمكننا بعد عشرة أعوام أن نرى مجتمعاً يخلو من كل أشكال الفوضى التي نشاهدها كل دقيقة في كل مكان حولنا بسبب أن من يقوم بتلكم المخالفات لم يدرب على أن عدم احترام النظام يعتبر جريمة لا تغتفر.
* ضوء:
الإتيكيت مصطلح يعني «احترام النفس واحترام الآخرين وحسن التعامل معهم»، ويعني أيضاً «الآداب الاجتماعية والآداب السلوكية واللباقة وفن التصرف في المواقف الحرجة»، كما يعني أيضاً «الآداب العامة في التعامل مع الأشياء ومرجعيتها هي الثقافة الإنسانية الشاملة التي قلما تختلف من بلد إلى آخر».