كشف الطهاة في منطقة الشرق الأوسط عن أغرب الطلبات التي تلقوها من رواد المطاعم الذين يشعرون بالجوع، وقد تدحض تصريحات هؤلاء الطهاة المقولة المأثورة القديمة التي مفادها أن الزبون يكون دائمًا على حق! وكانت دراسة استقصائية، أجريت قبل معرض الفنادق بدبي ٢٠١٧ ، قد اكتشفت العالم الغريب بحق أصناف الطعام المعدة خصيصًا والتي طُلب من الطهاة في المنطقة تحضيرها للرواد.
ويمكن القول إن خبراء الطهي لدينا يبذلون قصارى جهدهم دائمًا، إلا عندما يتعلق الأمر بطبيعة الحال بتحضير صنف من شأنه أن يعرض المطبخ للخطر! وبدءًا بالأصناف غير العادية، اعترف العشرات من طهاة الفنادق والمطاعم بأنه ليس كل الرواد يطلبون أطباقًا معدة وفقًا لأهم متطلباتهم الأساسية. وذكر أحد الطهاة أنه قد طُلب منه مثلاً طهي عجة من دون بيض، إرضاءً لأحد الرواد، من خلال ابتكار طبق جبن نباتي مقلي وصفه بأنه "شبيه بالعجة".
وهناك طاهٍ آخر راح يهرش رأسه عندما طلب منه أحد الزبائن حساء طماطم، على أن يكون خاليًا من الطماطم! وفي مكان آخر، أصر أحد رواد مطعم على حصوله على ستيك تارتار - وهو طبق من اللحم النيئ بالبصل والبيض- على أن يكون مشويًا بشكلٍ جيد. وفي تعليمات أكثر إثارةً للقلق، أشار طاهٍ آخر إلى طلب مزعج للمعدة من إحدى مجموعات الرواد. وأوضح قائلاً: "حدث ذات يوم في المطعم الذي أعمل به أن طلبت طاولة من الرواد صدور دجاج مطهية بدرجة متوسطة. وبالطبع كان النادل أول من أوضح لهم أنه وفقًا للوائح سلامة الأغذية لا يمكننا تحقيق توقعاتهم، ولكنني في النهاية اضطررت إلى مقاطعة الجدال بنفسي وأوضحت لهم أن الدجاج لن يتم تقديمه إلا مطهيًا بدرجة كاملة".
وجاءت تحديات الطهي الأخرى المطروحة من العملاء الذين يبحثون عن مذاقات بديلة إلى حدٍ ما. وقد كُلف أحد الطهاة بتحضير تشكيلة مثيرة للاهتمام من سمك موسى المشوي مع ملفوف مخلل وصلصة شوكولاتة. وطُلب من طاهٍ آخر أن يخبز حلوى تيراميسو من دون أي سكر. وكما هو متوقع في دول الخليج العربي، فإن الطلبات تصل بشكلٍ طبيعي إلى حافة البذخ أيضًا. وفي حين أن أغلب رواد المطاعم ربما يترددون أمام سعر شريحة لحم الواغو اللذيذة، فإن آخرين يعتبرونها طعامًا لحيواناتهم الأليفة بكل معنى الكلمة. وتذكر أحد طهاة الفنادق أنه كُلف بطهي طبق لحم ياباني شهير لتلبية الاحتياجات الغذائية لكلب أحد النزلاء! ليس ذلك فحسب، وإنما طُلب منه أيضًا جلب مياه معبأة في زجاجات ولتر من الحليب الفلاحي كامل الدسم لنفس الحيوان الأليف؛ وهذه المرة للاستحمام بها وضمان أن يبقى فراؤه "ناعمًا وبراقًا". وكشف طاهٍ آخر أنه قد بذل جهودًا مماثلة لتلبية احتياجات قطة أحد الزبائن. وقال هذا الطاهي: "طلبت زبونة شواء مكعبات من الدجاج على النار لقطتها. وأصرت على أن أعرف أن قطتها لا تحب الثوم، وأنه يتعين أن يكون الدجاج طريًا وبنيًا".