استقبلت رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار الشيخة مي بنت محمد آل خليفة محمد بن عبدالله آل سنان رئيس مجلس المحرق البلدي، الاثنين، بحضور فريق عمل الثقافة، وأعضاء المجلس البلدي، من أجل الاطلاع على مشروع مسار اللؤلؤ في سياق مدينة المحرق القديمة، ومناقشة الأعمال الفنية المقترحة ضمن برنامج المحرق عاصمة الثقافة الإسلامية للعام المقبل.

وقد زار وفد مجلس المحرق البلدي معرض مسار اللؤلؤ في بداية اللقاء، حيث اطلع على مكونات هذا المشروع المدرج على قائمة التراث الإنساني العالمي، وتعرف على الأعمال التطويرية التي من شأنها الارتقاء بالمضمون الجمالي للمنطقة، والترسيخ للملامح التاريخية فيها.

وخلال اللقاء، رحبت الشيخة مي بالحضور مؤكدة أن هذا اللقاء من شأنه التعريف بمشاريع الهيئة في مدينة المحرق، ومشيرة إلى "أن حدث اختيار المحرق عاصمة للثقافة الإسلامية استثنائي، وبالتأكيد تم اختيار المحرق لاحتضانها لكل المقومات التي تؤهلها لذلك، ونحن من خلال أدواتنا العمرانية نريد أن نوظف هذا الحدث من أجل ازدهار المدينة التي نحب، بل ونرغب أيضا أن يكون ذلك دافعا لنا جميعا كي نحافظ على خصوصية كل مدينة وقرية، لأن وطننا عريق بتاريخه وثقافته".

وتابعت الشيخة مي قائلة "هذه المدينة التاريخية هي جزء من أحلامنا لكل شبر من موطننا الحبيب. نحن لا ننظر للمشروع فحسب كمنجز، بل هو سعينا من أجل الارتقاء بالذائقة الجمالية، واهتمامنا أن نستثمر هذا التاريخ العريق، وهذه الخصوصية من أجل تطوير المدينة ككل".

واستعرضت كل من الشيخة هلا بنت محمد آل خليفة مديرة الثقافة والفنون وقيمة المعارض شوق العلوي مجموعة الأعمال الفنية المقترحة ضمن برنامج "المحرق، عاصمة الثقافة الإسلامية 2018"، حيث أشارت إلى أن الأعمال الثلاثة تهدف إلى إيجاد جماليات بصرية وأيقونات ثقافية ذات هوية حقيقية في مواقع مختلفة ضمن مدينة المحرق القديمة، حيث سيتخذ العمل الفني (اللوهة) للفنان علي المحميد موقعا بمنتزه الشيخ خليفة، فيما (سرب طيور) للفنان خليل الهاشمي فسيجسد عبوراً لطيور محلقة ما بين تقاطع شارع المطار وشارع الغوص، أما عمل الفنان إبراهيم بو سعد فهو تكوين فني مقتبس عن الآية القرآنية الكريمة (ولكم فيها جمال حين تريحون وحين تسرحون).

وقد أكدت الشيخة هلا آل خليفة خلال حديثها: "أن اهتمامنا بهذه الأعمال نابع من دافعين أساسيين، الأول هو فقدان هوية الفنان في العديد من المجسمات في الفضاءات العامة، وهو ما نحاول تجاوزه عبر اختيار ثلاثة أعمال فنية لفنانين محليين أثروا المشهد الثقافي، أما الثاني فهو حاجتنا الحقيقية لإعادة صياغة البصريات الجمالية بقلب المدن التاريخية".

وجاء اقتراح هذه المواقع للأعمال بناء على تغييرات في مسارات المنطقة، وبعد عمل دراسات مع مجموعة من الاختصاصيين المعنيين بالعلاقة ما بين الفنون والفضاءات العامة.

وتناول اللقاء أهمية تضمين الجماليات بهوية المنطقة، كما أكد الطرفان أهمية استمرارية التواصل ما بين جميع الأطراف المعنية، وذلك لتحقيق التكامل من أجل الارتقاء بالمدن التاريخية.