لعالم الدين والفيلسوف الإسلامي والمفكر والكاتب الإيراني الذي اغتيل في بداية الثورة الإيرانية مرتضى مطهري «1919 - 1979»، آراء جريئة في الاحتفالات بذكرى استشهاد الإمام الحسين عليه السلام دوّنها في العديد من كتبه ومنها كتابه الأكثر انتشاراً «الملحمة الحسينية»، ففي هذا الكتاب انتقادات مباشرة لأولئك الذين تطاولوا على الحسين من باب أنهم يريدون إحياء ذكراه ونشر رسالته!
ورغم أن مطهري واحد من أفراد الثورة الإسلامية في إيران وقادتها المؤثرين والأكثر قرباً من الخميني إلا أن هذا كله لم يمنعه من توجيه تلك الانتقادات لأولئك الذين فعلوا ذلك.
من ذلك قوله في كتابه المذكور والمكون من ثلاثة أجزاء: «إننا للأسف قد حرفنا حادثة عاشوراء ألف مرة ومرة أثناء عرضنا لها ونقل وقائعها. حرفناها لفظياً أي في الشكل والظاهر أثناء عرض أصل الحادثة، مقدمات الحادثة، متن الحادثة والحواشي المتعلقة بالحادثة. كما تناول التحريف تفسير الحادثة وتحليلها».
مطهري لم يكتف بذلك ولكنه استشهد بأقوال العلماء الذين اشتكوا من تلك التحريفات فيذكر بعض ما تناوله الميرزا حسين النوري «أستاذ مجموعة كبيرة من كبار المشايخ وعلماء الدين والمتبحر في فن الخطابة والحديث»، في أحد كتبه، ومنه قوله: «من الواجب أن نقيم المآتم على الحسين، أما المآتم التي تقام اليوم فهي جديدة، ولم تكن فيما مضى، وذلك بسبب تلك الأكاذيب التي ألصقت بحادثة كربلاء دون أن يفضحها أحد. إننا يجب أن نبكي الحسين عليه السلام ولكن ليس بسبب السيوف والرماح التي استهدفت جسده الطاهر الشريف في ذلك اليوم التاريخي، بل بسبب الأكاذيب التي ألصقت بالواقعة».
ويعتقد مطهري أن «الرغبة اللامسؤولة لرؤية واقعة كربلاء بشكلها المأساوي من طرف الناس كانت هي الدافع لاختلاق الأكاذيب» فيقول «من أجل شد الناس إلى صورة الفاجعة التاريخية وتصويرها المأساوي ودفع الناس إلى البكاء والنحيب ليس إلا، كان الواعظ على الدوام مضطراً للتزوير والاختلاق».
وفي هذا الصدد يأتي بالعديد من الأمثلة التي منها أن «أحد أصحاب الحسين في يوم عاشوراء هو هاشم المرقال – الذي نبع من الأرض طبعاً – كان يحمل بيده رمحاً طوله ثمانية عشر ذراعا»، وكذلك «الإمام الحسين قتل ثلاثمائة ألف شخص بيده فقط»، ويعلق مطهري على تلك القصص ساخراً بقوله «في هيروشيما كان عدد قتلى القنبلة الذرية ستين ألفا» مضيفاً «حسبت من طرفي مقدار الوقت اللازم لقتل هذا العدد، فلو أن الإمام لم يكن يعمل أي شيء سوى الضرب بالسيف وأن سيفه كان يحصد في كل ثانية أحد الأشخاص فإن قتل هذا العدد الكبير سيحتاج إلى ثلاث وثمانين ساعة وعشرين دقيقة»!
في الكتاب نفسه يقول مطهري إن «الإمام الحسين استشهد ثلاث مرات، الأولى على يد اليزيديين بفقدانه جسده، والثانية على يد أعدائه الذين شوهوا سمعته وأساؤوا لمقامه، أما الثالثة فعندما استشهدت أهدافه على يد البعض من أهل المنبر الحسيني، وكان هذا هو الاستشهاد الأعظم». ويشرح رأيه بالقول بأن «الحسين ظلم بما نسب إليه من أساطير وخرافات وروايات قاصرة عن أن تصبح تاريخاً يألفه أو يقبله العقلاء».
هناك الكثيرون دونما شك يرفضون كل تلك القصص التي هي من خيال معتلي المنبر الحسيني وهدفها الإبكاء بغية القول إن مجلس فلان «حار»، لكن لا يزال هناك الكثيرون أيضاً ممن يصدقون تلك القصص ويهاجمون كل من يتجرأ على انتقادها وانتقاد أصحابها ويعتبرون ذلك «تطاولاً» على الحسين عليه السلام.
الإمام الحسين قيمة كبرى ويستحق من علماء المسلمين كافة غربلة تلك القصص وإبعاد الدخيل وغير المنطقي منها وتنقيتها ومنع حرف واقعة كربلاء ووقائعها، لفظياً ومعنوياً.
ورغم أن مطهري واحد من أفراد الثورة الإسلامية في إيران وقادتها المؤثرين والأكثر قرباً من الخميني إلا أن هذا كله لم يمنعه من توجيه تلك الانتقادات لأولئك الذين فعلوا ذلك.
من ذلك قوله في كتابه المذكور والمكون من ثلاثة أجزاء: «إننا للأسف قد حرفنا حادثة عاشوراء ألف مرة ومرة أثناء عرضنا لها ونقل وقائعها. حرفناها لفظياً أي في الشكل والظاهر أثناء عرض أصل الحادثة، مقدمات الحادثة، متن الحادثة والحواشي المتعلقة بالحادثة. كما تناول التحريف تفسير الحادثة وتحليلها».
مطهري لم يكتف بذلك ولكنه استشهد بأقوال العلماء الذين اشتكوا من تلك التحريفات فيذكر بعض ما تناوله الميرزا حسين النوري «أستاذ مجموعة كبيرة من كبار المشايخ وعلماء الدين والمتبحر في فن الخطابة والحديث»، في أحد كتبه، ومنه قوله: «من الواجب أن نقيم المآتم على الحسين، أما المآتم التي تقام اليوم فهي جديدة، ولم تكن فيما مضى، وذلك بسبب تلك الأكاذيب التي ألصقت بحادثة كربلاء دون أن يفضحها أحد. إننا يجب أن نبكي الحسين عليه السلام ولكن ليس بسبب السيوف والرماح التي استهدفت جسده الطاهر الشريف في ذلك اليوم التاريخي، بل بسبب الأكاذيب التي ألصقت بالواقعة».
ويعتقد مطهري أن «الرغبة اللامسؤولة لرؤية واقعة كربلاء بشكلها المأساوي من طرف الناس كانت هي الدافع لاختلاق الأكاذيب» فيقول «من أجل شد الناس إلى صورة الفاجعة التاريخية وتصويرها المأساوي ودفع الناس إلى البكاء والنحيب ليس إلا، كان الواعظ على الدوام مضطراً للتزوير والاختلاق».
وفي هذا الصدد يأتي بالعديد من الأمثلة التي منها أن «أحد أصحاب الحسين في يوم عاشوراء هو هاشم المرقال – الذي نبع من الأرض طبعاً – كان يحمل بيده رمحاً طوله ثمانية عشر ذراعا»، وكذلك «الإمام الحسين قتل ثلاثمائة ألف شخص بيده فقط»، ويعلق مطهري على تلك القصص ساخراً بقوله «في هيروشيما كان عدد قتلى القنبلة الذرية ستين ألفا» مضيفاً «حسبت من طرفي مقدار الوقت اللازم لقتل هذا العدد، فلو أن الإمام لم يكن يعمل أي شيء سوى الضرب بالسيف وأن سيفه كان يحصد في كل ثانية أحد الأشخاص فإن قتل هذا العدد الكبير سيحتاج إلى ثلاث وثمانين ساعة وعشرين دقيقة»!
في الكتاب نفسه يقول مطهري إن «الإمام الحسين استشهد ثلاث مرات، الأولى على يد اليزيديين بفقدانه جسده، والثانية على يد أعدائه الذين شوهوا سمعته وأساؤوا لمقامه، أما الثالثة فعندما استشهدت أهدافه على يد البعض من أهل المنبر الحسيني، وكان هذا هو الاستشهاد الأعظم». ويشرح رأيه بالقول بأن «الحسين ظلم بما نسب إليه من أساطير وخرافات وروايات قاصرة عن أن تصبح تاريخاً يألفه أو يقبله العقلاء».
هناك الكثيرون دونما شك يرفضون كل تلك القصص التي هي من خيال معتلي المنبر الحسيني وهدفها الإبكاء بغية القول إن مجلس فلان «حار»، لكن لا يزال هناك الكثيرون أيضاً ممن يصدقون تلك القصص ويهاجمون كل من يتجرأ على انتقادها وانتقاد أصحابها ويعتبرون ذلك «تطاولاً» على الحسين عليه السلام.
الإمام الحسين قيمة كبرى ويستحق من علماء المسلمين كافة غربلة تلك القصص وإبعاد الدخيل وغير المنطقي منها وتنقيتها ومنع حرف واقعة كربلاء ووقائعها، لفظياً ومعنوياً.