أخبار طيبة حملتها الأيام الأخيرة لمملكة البحرين، خاصة فيما يتعلق باستمرار النهوض القوي في البنية الاقتصادية واستقطاب الشركات العالمية، والإشادات الدولية بأجواء الانفتاح التجاري والاستثماري.

كل هذه التطورات الإيجابية التي تبرز بقوة، مبعثها الأول البيئة «الآمنة» التي تتمثل بها مملكة البحرين.

وهذه البيئة الآمنة لم يتأت لها التحقق إلا من خلال استتباب الأمن وتثبيت دعائم الاستقرار المجتمعي، وحين نتحدث عن ذلك فإنه لا يجب إغفال الأدوار والجهود الكبيرة التي قام بها المعنيون لتحقيق ذلك.

وحين نتحدث عن الجهود، فإننا هنا نتحدث عن الدور الكبير والمؤثر الذي قامت به أجهزة الأمن البحرينية، ممثلة برجال وزارة الداخلية الأوفياء الذين نجحوا باقتدار وجدارة في الحفاظ على مملكة البحرين وشعبها، وتعديل الصورة المغلوطة التي حاولت الفئات الانقلابية تصويرها للعالم، وفشلت في ذلك فشلاً ذريعاً، والدليل استثمارات مثل «أمازون» وثقة شركة «ماكلارين» العالمية وغيرها الكثير.

وزارة الداخلية بقيادة الرجل الوطني المخلص القوي الشيخ راشد بن عبدالله ورجاله الذين يسهرون الليل حتى يهنأ أهل البحرين بحياة آمنة، هؤلاء الرجال نوجه لهم تحية خاصة على جهودهم.

قد ننسى في غمرة تشعبات حياتنا، أنه ما كان لنا ممارستنا لأنشطتنا المختلفة لو أن دعائم الأمن ليست قوية، وأنه لن تكون هناك دولة مؤسسات تعمل كما عقارب الساعة، لو لم يكن الاستقرار الأمني مثبتاً، وما كان لنا أيضاً أن ننجح في استقطاب الاستثمارات، وتنشيط السياحة ودعم الصناعات لو كنا في بيئة غير مستقرة أمنياً.

عودوا لسنوات قليلة مضت، وهذا ليس سراً يكشف للمرة الأولى، إذ الإرهاب حين يتواجد في مكان تجد أول الهاربين رأس المال، لأن المعادلة تقول إن «رأس المال جبان»، وكان هذا الهدف مما تفعله الزمرة الانقلابية، التأثير على البحرين في اقتصادها وتشويه صورتها.

مع التفاني والإخلاص والتضحيات التي قدمتها وزارة الداخلية، ومع أرواح شهداء الواجب رحمهم الله، نجحت البحرين في ضرب الإرهاب على رأسه بقوة، نجحت في القضاء على التحريض وعلى منابع التمويل وقطعت أذرع التهريب. حاولوا كثيراً بشتى الطرق ضربنا في أمننا واستقرارنا، وحاولوا التأثير على البسطاء وزعزعة ثقتهم في بلادهم وأجهزتها الأمنية، لكن بحمد الله، كان ربنا الحافظ، وهو الملهم لرجال البحرين الأقوياء الذين تصدوا لكل ذلك.

بالتالي، رسالتنا التي نعيد تكرارها دائماً حفاظاً على حقوق المخلصين المجتهدين الذين لا يتوانون عن التضحية بأرواحهم فداء لبلادهم، بألا تنسوا وسط لحظات الفرح، ولا تنسوا في أجواء الحياة الآمنة، لا تنسوا الجهود التي تبذلها وزارة الداخلية.

مثل هذه المنظومة القوية التي يقودها رجل مخلص متفان ومعه رجال عاهدوا الله على الدفاع عن بلادهم وقيادتهم وشعبهم، هي منظومة فخر للبحرين، فعملها ونجاحها فيه هو الأساس الذي تنطلق منه كل الأمور الأخرى.

الأمن والاستقرار هو حجر الزواية في أي بلد ناهض لديه خطط طموحة للإصلاح والبناء والتطوير، وكلما نجحت أجهزتنا الأمنية في الحفاظ على البلد وكسر يد الإرهاب نجحت بحريننا في عملها التطويري والاقتصادي، وأثر ذلك إيجاباً في المجتمع والناس.

فشكراً لأبطال الداخلية، تضحياتكم لا تنسى، وملاحم البطولة التي قدمتموها ستظل راسخة في ذاكرة المخلصين.