سماهر سيف اليزل:

المعاكسات والتحرش ظاهرة تحدث في كل المجتمعات وفي مختلف الأماكن. ولا تقتصر على فئة عمرية محددة، تختلف الآراء حول أسباب المعاكسات والتحرش وتكثر القصص والمواقف التي صادفت نساء وفتيات وحتى شباباً ورجالاً، كما إن المعاكسات لا تكون بالكلام أو برمي الأرقام بل بدأت بالتطور لتصل إلى الملاحقة بالسيارات الأمر الذي يدعو للتوقف والنظر في هذه المشكلة.

تحكي ريان عبدالله عن تعرضها للملاحقة من قبل شاب ذي جنسية عربية في وضح النهار وهي متجهة إلى الجامعة مع صديقتها، حيث كان الشاب واقفاً بجوارهما في إحدى الإشارات وكان يقوم بالتلويح من خلال النافذة طالباً منها القيام بفتح نافذتها فظنت هي أنه يريد أن ينبهها على خروج طرف عبايتها من السيارة أو شيء من هذا القبيل فقامت بإنزال الزجاج قليلاً فألقى هو بالتحية وباشر بسؤالها هي وصديقتها هل أنتما بحرينيتان وإلى أين أنتما متجهتان، فلم تقوما بالرد عليه وأكملتا طريقهما وظل هو يلاحقهما ويقوم بتجاوزات في الشارع ويحاول الالتصاق بالسيارة ومحاولة إخافتهما حتى وصلتا إلى مفترق طرق قبل الجامعة فذهب هو في الشارع المخالف لهما. اطمئن قلباهما واعتقدتا أنهما قد تخلصتا منه ولكن كانت المافجأة بعد وصولهما الجامعة وجلوسهما في الفود كورت بحضور نفس الشخص وجلوسه في الطاولة المقابلة لهما وحده، وبقي جالساً قرابة الساعتين دون حراك فقط يراقبهما الأمر الذي بث الخوف فيهما وفكرتا في تبليغ السيكروتي. وحين همتا بالخروج هما ومعهما بعض الزميلات الأخريات خرج هو أيضاً من باب آخر وعند وصولهما للباركات ظهر نفس الشخص مرة أخرى وقام بالتلويح لإحدى الزميلات طالباً منها أن تنادي له صديقتها فقررت الفتيات أن يحسمن الموضوع فذهبن إليه وقمن بتهديده أنهن سيقمن بطلب أمن الجامعة للتصرف معه.

وفي قصة أخرى: سارة يوسف إحدى عاملات البارت تايم في أحد المحلات تقول إنها كلفت بعمل بأحد المجمعات التجارية المعروفة في قسم المنظفات وكانت مدة العمل 8 أيام وكان أحد العاملين في هذا القسم ينتظر مواعيد عملها ويأتي للوقوف أمامها أو الدوران حول منطقة عملها ورغم أنها حاولت تهديده لكن دون فائدة وكانت تأتي وتجده قام بكتابة اسمها واسمه على كراتين البضاعة واضعاً رقمه أيضاً وحين أبلغت المسؤول لم يقم بأي عمل تأديبي له لأنه موظف ثابت وهي موظفة تأتي في فترات العروض فقط.

والأمر الذي يدعو للاستغراب أن ظاهرة المعاكسات قد انقلبت آيتها وأصبح يتعرض لها الشباب من قبل الفتيات فيروي أحمد عيسى أنه تعرض للمعاكسة الصريحة من قبل مجموعة من الفتيات في أحد المقاهي حيث قمن بنطق بعض الألفاظ الغريبة عند مروري بالقرب من طاولتهم ك " يمه منك يمه " و "فديت هالطول والعضلات" الأمر الذي أثار اشمئزازي لأن الفتيات كن عربيات الجنسية وهذا أمر غير لائق وغير مقبول وغير معتاد في مجتمعاتنا العربية والخليجية تحديداً.

ويضيف ليست هذه المرة الأولى التي أتعرض فيها أنا أو أحد أصدقائي لمثل هذا المواقف فقد تعرضنا لموقف آخر عندما سافرنا في رحلة شبابية لتركيا فطلبت منا فتاتان أن تقفا معنا لأخذ صورة جماعية مبررتين طلبهما بـ" لقد أعجبنا بكما" تفاجأنا من جرأتهما وصراحتهما.

والمشكله الأدهى التعرض للمعاكسة من كبار السن، فريم الحسيني تعرضت للملاحقة من رجل كبير في السن يتعدى الأربعين يقود سيارة بلوحة غير بحرينية.

تقول ريم ظل يلاحقني حتى وصلت للمطعم الذي كنت متجهة إليه ونزل وجلس على طاولة تبعد طاولتي بقليل وكنت أنا أتجاهله ولا ألقي له أي اهتمام حتى انتهينا من العشاء وحين طلبت الشيك جاء النادل وقال لي إن صاحب الطاولة يود هو دفع الحساب فرفضت ووجهت له كلاماً بنبرة عالية بأن يحترم سنه ويحترم بنات الناس وأنه لن يصل لشيء بأفعاله هذه بل بالعكس يقلل من قيمة نفسه ويصغرها.