أكد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى أنه "لطالما حرص المجتمع البحريني على أن تحظى شعائر يوم عاشوراء ومراسم إحيائها بالتقدير والاحترام، وهي خصوصية تاريخية تنفرد بها مملكة البحرين ولازالت حتى يومنا هذا، ولله الحمد".
وقال جلالته، في كلمة سامية ألقاها جلالته لدى لقائه في قصر الصخير الأربعاء سماحة الشيخ محسن عبدالحسين العصفور رئيس مجلس الأوقاف الجعفرية والهيئة العامة للمواكب الحسينية للسلام على جلالة الملك المفدى، بمناسبة إنتهاء موسم عاشوراء، حيث رفعوا إلى المقام السامي أصدق مشاعر الوفاء والاخلاص والولاء، معربين عن عميق الشكر وبالغ الامتنان والتقدير على توجيهات جلالته السامية لمختلف الأجهزة الحكومية لتقديم الخدمات والتسهيلات خلال مناسبة عاشوراء مما أسهم في إنجاحها، "نحن إذ نفخر بما تنعم به البحرين من حرية كبيرة على صعيد ممارسة الشعائر الدينية دون أدنى شعور بفرقة أو تمييز، نود التأكيد على أن الحفاظ على هذه المستويات الرحبة من الحريات الدينية هي مسئولية مشتركة، وعلينا جميعاً أن نحافظ على هذا النموذج المتحضر والحاضن للتعددية الدينية والمذهبية بتعايش وانسجام، وبما يعكس الخلق الرفيع والشيم الأصيلة لأهل البحرين الكرام، واحترامهم لنسيجهم الاجتماعي وعيشهم المشترك على مر العصور".
وتشرف الجميع بالسلام على جلالة الملك.
وبعد تلاوة آية من الذكر الحكيم تفضل صاحب الجلالة بإلقاء كلمة سامية هذا نصها:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،
يطيب لنا أن نلتقي بكم بمناسبة الانتهاء من مراسم إحياء ذكرى عاشوراء كأحد المناسبات الدينية الهامة التي يحتفي بها العالم الإسلامي، ويحرص جميع المسلمين على توقيرها وتكريمها بالذكر والصيام وتلاوة كتاب الله، والتفكر في قيم الاسلام ومبادئه الموحدة والجامعة للمسلمين على اختلاف مذاهبهم، والتي تطالبهم بالاعتدال والتسامح والرحمة والتصالح ومعايشة سماحة ديننا الحنيف، اعتقاداً وقولاً وممارسة.
وبالنسبة لنا في مملكة البحرين فلطالما حرص المجتمع البحريني على أن تحظى شعائر يوم عاشوراء ومراسم احيائها بالتقدير والاحترام، وهي خصوصية تاريخية تنفرد بها مملكة البحرين ولازالت حتى يومنا هذا، ولله الحمد.
ونحن إذ نفخر بما تنعم به البحرين من حرية كبيرة على صعيد ممارسة الشعائر الدينية دون أدنى شعور بفرقة أو تمييز، نود التأكيد على أن الحفاظ على هذه المستويات الرحبة من الحريات الدينية هي مسئولية مشتركة، وعلينا جميعاً أن نحافظ على هذا النموذج المتحضر والحاضن للتعددية الدينية والمذهبية بتعايش وانسجام، وبما يعكس الخلق الرفيع والشيم الأصيلة لأهل البحرين الكرام، واحترامهم لنسيجهم الاجتماعي وعيشهم المشترك على مر العصور.
ولا يسعنا في الختام ، إلا أن نعرب عن شكرنا للوزارات والمؤسسات المعنية وفي مقدمتها وزارة الداخلية الموقرة على ما بذلته من جهود رفيعة المستوى سواء من خلال تقديم الخدمات الأمنية أو المجتمعية والتي ساهمت بشكل كبير في احاطة الشعائر بالعناية والحماية اللازمة. ونتقدم كذلك بالشكر لإدارة الأوقاف الجعفرية والقائمين على المآتم، على حسن تنظيمهم ومتابعتهم الحثيثة لإنجاح موسم عاشوراء، مقدرين للجميع لما أبدوه من تعاون طيب سائلين الله جلت قدرته، بأن يجعل مملكتنا على الدوام الوطن الحاضن لقيم السلام والتسامح والتعايش، وأن يديم المحبة والآخاء على أهلها الكرام.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وخلال المقابلة، ألقى رئيس الاوقاف الجعفرية كلمة قال فيها:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد بن عبد الله المصطفى الأمين وعترته الطيبين الطاهرين وصحابته المنتجبين ومن تبعهم بإحسان الى قيام يوم الدين.
حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى
أصحاب السمو والمعالي الأخوة الأعزاء الحضور
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
صاحب الجلالة
يطيب لي بالأصالة عن نفسي ونيابة عن جميع أعضاء مجلس الأوقاف الجعفرية وموظفي الإدارة ومنتسبيها و رؤساء إدارات المآتم والمواكب والمضايف في مملكة البحرين أن نرفع إلى مقام جلالتكم السامي أسمى آيات التقدير والامتنان والشكر والعرفان على ما تولونه جلالتكم - حفظكم الله - من رعاية واهتمام بمراسيم إحياء ذكرى عاشوراء السنوية في مملكتنا الغالية في إطار من الوحدة الوطنية والتعايش وفي ظل روح الأسرة الواحدة.
ونثمن عالياً توجيهات جلالتكم الدائمة، وبدعم من حكومتكم الموقرة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر و صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد الأمين نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء لوزارات الدولة ومؤسساتها بتوفير كافة الامكانيات والتسهيلات للمآتم والمواكب والروضات الحسينية والمضايف ، منوهين بالجهود والمساعي الطيبة والخدمات المقدّمة من كافة أجهزة الدولة، وتعاون الجهات الأهلية.
ونشيد بالتعاون الكبير الذي تقوم به وزارة الداخلية بكافة إداراتها لإنجاح هذه المناسبة بإشراف مباشر من وزير الداخلية معالي الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة، ومتابعة محافظي المحافظات الأربع والمسؤولين المعنيين بالوزارة، لبسط الأمن وتأمين حضور المشاركين بإحياء هذه المناسبة في مختلف مناطق ومحافظات المملكة وتسهيل دخول الخطباء والرواديد والمشاركين إلى جانب تنظيم الحركة المرورية وتأمين المسارات وتوفير الخدمات الأمنية والاحتياجات الضرورية التي تتطلبها إحياء هذه المناسبة.
كما نشيد بجهود وزارة الصحة وحرصها على المشاركة لتقديم أفضل الخدمات الطبية والصحية للمشاركين في إحياء موسم عاشوراء من خلال الحملات التوعوية وتواجد سيارات الإسعاف ، إضافة إلى جهود وزارة الأشغال والبلديات والتخطيط العمراني التي تبذل جهوداً مضاعفة لتعزيز النظافة في مختلف المناطق، وخصوصاً مسار المواكب، حيث كان العمل متواصلاً على مدار الساعة لتأمين نظافة الشوارع والطرقات، علاوة على المبادرات التي توليها هيئة الكهرباء والماء وغيرها من المؤسسات الحكومية التي تتضافر جهودها مع كل مؤسسات المجتمع المدني وممثلي المآتم والمواكب والمضايف للخروج بموسم عاشوراء على النحو الأكمل.
صاحب الجلالة
إنّ هذه المناسبة الدينية الخالدة متأصلة في وجدان هذا البلد قيادة وشعباً، وكانت محفوظة مصانة على مر السنين ومحل عناية خاصة من حكام البحرين، أجدادكم وآبائكم الكرام الذين كانوا يولون المساجد والمآتم والحسينيات والمواكب وسائر الشعائر الدينية المرعية أيما رعايةٍ وعناية، ودعمٍ سخي تواصل بل تضاعف في عهدكم الزاهر، وخصوصاً في مناسبة عاشوراء التي تولونها جلالتكم وحكومتكم الموقرة أقصى مراتب الرعاية والاهتمام، مثمنين عالياً مكرمتكم السنوية السامية للمآتم والروضات الحسينية والتي تمثل سنة حميدة منذ عهود آبائكم الكرام كابراً عن كابر وتوجيهاتكم الكريمة لحكومتكم الموقرة بمتابعة احتياجات دور العبادة وكفالة ممارسة الشعائر الدينية في أجواء من الأمن والتسامح والطمأنينة وتقديم ما يلزم من تسهيلات وخدمات على الصعد كافة فضلاً عن تخصيص عطلة رسمية في مناسبة عاشوراء تعطل فيها الدولة وكافة وزاراتها ومؤسساتها في يومي التاسع والعاشر.
إننا يا صاحب الجلالة نثمن توجيهاتكم الكريمة بأهمية الحفاظ على قدسية هذه المناسبات العريقة وخصوصيتها الدينية وترسيخ قيم ومبادئ التعايش والإخاء بين جميع أبناء مملكة البحرين تحت راية وحدتهم الوطنية وقيمهم الإسلامية بما يجسد المبادئ السامية التي يحفل بها تراثنا الإسلامي المستمد من قيم خاتم المرسلين (صلى الله عليه وآله) وآل بيته الطاهرين (عليهم السلام) وأصحابه المنتجبين (رضوان الله عليهم ).
صاحب الجلالة
إن إدارة الأوقاف الجعفرية بدأت استعداداتها المبكرة لتنظيم موسم عاشوراء لعام 1439هـ الموافق 2017م ، حيث وضعت خطة متكاملة لضمان نجاح هذا الموسم وإحيائه على أكمل وجه، وذلك لتقديم كل التسهيلات اللازمة لموسم عاشوراء، تشمل التنسيق والتواصل مع جميع الجهات الرسمية وتطوير منظومة الخدمات والتنسيق مع 600 مأتم و135 موكباً و15 هيئة عزاء مركزية و340 مضيفاً على مستوى المحافظات الأربع بمملكة البحرين.
وشاركت في اجتماعات تنسيقية داخل وخارج الإدارة مع الجهات الحكومية والمآتم والحسينيات إلى جانب التعاون والتنسيق المباشر مع رؤساء وممثلي المآتم الحسينية وجميع منظمي مواكب العزاءات المركزية في جميع محافظات المملكة.
وقد وضعت إدارة الأوقاف خطة متكاملة لمنظومة خدمات متكاملة تغطي حاجات المآتم والمضايف طوال الموسم ، وتم إنشاء مركز خاص لتوزيع الخدمات التموينية على جميع المآتم والمضائف والمواكب وتدشين خدمة مجانية لنقل آلاف المعزين من والى خارج العاصمة من ليلة السابع إلى ليلة العاشر من شهر محرم الحرام بالتعاقد من أحدى شركات النقل المحلية مع توفير عدد من سيارات الغولف لتسهل تنقل كبار السن والنساء داخل مسارات العزاء الداخلية .
وختاماً لا يسعنا إلا أن نسأل الله العلي القدير أن يمتّع جلالتكم بموفور الصحة والسعادة وطول العمر. ويمدكم بعونه وتسديده لمواصلة قيادة مسيرة الخير والنماء والإصلاح في مملكة البحرين بقيادتكم الحكيمة والشامخة ومؤازرة حكومتكم الموقرة وشعبكم الوفي . راجين من الله أن يعود هذه المناسبات على جلالتكم وعلى شعب البحرين الكريم بالعزة والمنعة.
ودمتم يا صاحب الجلالة بعون الله سالمين وموفقين ودام العز لمملكة البحرين تحت قيادتكم المحنكة .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.