لم يكن عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز تقليدياً في المملكة العربية السعودية، بل شهد التأسيس الثاني للمملكة -بعد الملك عبدالعزيز- على كافة الأصعدة التي بدأت باستفاقة دول الخليج العربي على «عاصفة الحزم» لتتلوها حزمة من القرارات الحازمة والصارمة في مجال القوانين الاقتصادية والعلاقات الدولية، ومن بينها قيادة المرأة للسيارة..!! فرغم أنها لا تصب في خانة العلاقات الدولية بشكل مباشر، ولكنها كانت واحدة من أهم الملامح الجديدة للمملكة العربية السعودية أمام العالم الخارجي.
أما ما يأتي في سياق العلاقات الدولية، فلا شك في أن فتح الملك سلمان لروسيا عبر الزيارة الرسمية الأولى التي يقوم بها ملك سعودي لأراضيها، إنما جاءت في سياق بناء العلاقات مع بلد لطالما كان العدو الثاني للمملكة بعد إسرائيل وأعني بالبلد «الاتحاد السوفيتي» في حقبة الحرب الباردة، ورغم انقضاء العداء فعلياً منذ زمن بعيد، إلاَّ أن العلاقات البينية ظلت تراوح مكانها خلال التسعينات وحتى العشرية الأولى من القرن الجاري.
وأذكر في لقاء أجريته لصفحة «ضفاف الخليج» قبل أسبوعين مع د.ماجد التركي، رئيس مركز الإعلام والدراسات العربية الروسية، قال فيه إن هناك «تردداً خليجياً في الاتجاه نحو روسيا وبناء مصالح وشراكات استراتيجية متعمقة رغم التواصل والعمق الحضاري الكبير الذي يجمع دول الخليج العربية وروسيا والتي لا تقارن مع الجانب الغربي»، وكان قد أشار كذلك إلى أن روسيا ترجح دول الخليج العربية على إيران في ميزان المصالح، معللاً ذلك بالقول إن «روسيا تدرك جيداً أهمية دول الخليج بالنسبة لها ليس على المستوى الاقتصادي فحسب، بل حتى على المستوى الديني والثقافي، لكون دول الخليج ليست ذات طموح توسعي، ولا تسعى للنفوذ في المناطق الروسية، لكن لم يقابل هذا الاطمئنان الروسي تحرك خليجي فاعل».
ولا شك في أن الفتح السعودي لروسيا اليوم إنما هو إحدى الخطوات الهامة لإعادة التوازن الدولي في المنطقة لا سيما في ظل تعدد وتشعب الملفات المطروحة على الساحتين العربية والخليجية تحديداً، وفي ظل القوى الطامعة والاستعمارية الآخذة في التمدد، والتي أخذت من إيران قدوة لها، وقد يسهم ضبط ميزان المصالح الخليجية مع روسيا في ضبط بوصلة التفاعلات في المنطقة ككل.
ولذلك.. فإن القول بأن الملك سلمان المؤسس الثاني للدولة السعودية الثالثة لم يكن من فراغ، ويدعم ذلك الرأي جملة من الشواهد التاريخية المفصلية الهامة كدور الشيخ مبارك الكبير مؤسس الكويت الحديثة، والسلطان قابوس مؤسس عمان الحديثة، ودور الشيخ زايد مؤسس الإمارات الحديثة، مع عدم إهمال دور من حكم قبلهم، ويقاس على ذلك بقية دول الخليج العربية.
اختلاج النبض:
إن المباركة الشعبية الخليجية قبل الرسمية للجهود السعودية الرائدة الأخيرة، إنما جاءت بناءً على وعي خليجي عام بأهمية إقامة علاقات بناءة وإيجابية مع روسيا، وإعادة ضبط توازنات القوة في المنطقة وفقاً للقوى الفاعلة فيها، ولأن روسيا باتت لاعباً رئيساً في سوريا وتجمعها مصالح متبادلة مع إيران، فضلاً عن أنها حققت قفزات نوعية جعلت منها قوة دولية يعتد بها، أصبح من الضرورة أن يتم التواصل معها خليجياً على مستوى رسمي والارتباط بها استراتيجياً.
أما ما يأتي في سياق العلاقات الدولية، فلا شك في أن فتح الملك سلمان لروسيا عبر الزيارة الرسمية الأولى التي يقوم بها ملك سعودي لأراضيها، إنما جاءت في سياق بناء العلاقات مع بلد لطالما كان العدو الثاني للمملكة بعد إسرائيل وأعني بالبلد «الاتحاد السوفيتي» في حقبة الحرب الباردة، ورغم انقضاء العداء فعلياً منذ زمن بعيد، إلاَّ أن العلاقات البينية ظلت تراوح مكانها خلال التسعينات وحتى العشرية الأولى من القرن الجاري.
وأذكر في لقاء أجريته لصفحة «ضفاف الخليج» قبل أسبوعين مع د.ماجد التركي، رئيس مركز الإعلام والدراسات العربية الروسية، قال فيه إن هناك «تردداً خليجياً في الاتجاه نحو روسيا وبناء مصالح وشراكات استراتيجية متعمقة رغم التواصل والعمق الحضاري الكبير الذي يجمع دول الخليج العربية وروسيا والتي لا تقارن مع الجانب الغربي»، وكان قد أشار كذلك إلى أن روسيا ترجح دول الخليج العربية على إيران في ميزان المصالح، معللاً ذلك بالقول إن «روسيا تدرك جيداً أهمية دول الخليج بالنسبة لها ليس على المستوى الاقتصادي فحسب، بل حتى على المستوى الديني والثقافي، لكون دول الخليج ليست ذات طموح توسعي، ولا تسعى للنفوذ في المناطق الروسية، لكن لم يقابل هذا الاطمئنان الروسي تحرك خليجي فاعل».
ولا شك في أن الفتح السعودي لروسيا اليوم إنما هو إحدى الخطوات الهامة لإعادة التوازن الدولي في المنطقة لا سيما في ظل تعدد وتشعب الملفات المطروحة على الساحتين العربية والخليجية تحديداً، وفي ظل القوى الطامعة والاستعمارية الآخذة في التمدد، والتي أخذت من إيران قدوة لها، وقد يسهم ضبط ميزان المصالح الخليجية مع روسيا في ضبط بوصلة التفاعلات في المنطقة ككل.
ولذلك.. فإن القول بأن الملك سلمان المؤسس الثاني للدولة السعودية الثالثة لم يكن من فراغ، ويدعم ذلك الرأي جملة من الشواهد التاريخية المفصلية الهامة كدور الشيخ مبارك الكبير مؤسس الكويت الحديثة، والسلطان قابوس مؤسس عمان الحديثة، ودور الشيخ زايد مؤسس الإمارات الحديثة، مع عدم إهمال دور من حكم قبلهم، ويقاس على ذلك بقية دول الخليج العربية.
اختلاج النبض:
إن المباركة الشعبية الخليجية قبل الرسمية للجهود السعودية الرائدة الأخيرة، إنما جاءت بناءً على وعي خليجي عام بأهمية إقامة علاقات بناءة وإيجابية مع روسيا، وإعادة ضبط توازنات القوة في المنطقة وفقاً للقوى الفاعلة فيها، ولأن روسيا باتت لاعباً رئيساً في سوريا وتجمعها مصالح متبادلة مع إيران، فضلاً عن أنها حققت قفزات نوعية جعلت منها قوة دولية يعتد بها، أصبح من الضرورة أن يتم التواصل معها خليجياً على مستوى رسمي والارتباط بها استراتيجياً.