تميز الموقف الإيراني الرافض للاستفتاء الذي جرى في المنطقة الكردية شمال العراق، بأنه كان أعنف وأشد وأسرع رد فعل، خصوصاً وأنه كان أول من بادرَ بإطلاقِ تهديداتٍ ضده وقام بسلسلة اتصالات ومشاورات إقليمية إلى جانب اتصالاته المستمرة مع حلفائه في داخل الحكومة العراقية، وقد كانت إيران تسعى من خلال ذلك أن تبين في ظاهر الأمر حرصها الشديد على وحدة الأراضي العراقية، وعدم سماحها بحدوث أي طارئ يهددها، لكن، وجرياً على عادتها دائماً ومنذ أن وطدت ورسخت من نفوذها داخل العراق، بعد الاحتلال الأمريكي لهذا البلد، فإنها سعت دائماً لاستغلال أي مشكلة أو ظرف طارئ في العراق خصوصاً والمناطق الأخرى التي لها فيها نفوذ، من أجل الحصول على مكاسب ومنافع أكبر.
الموقف الشديد والصارم الذي اتخذته إيران من الاستفتاء الكردي والذي لا يزال مستمراً لحد الآن، يخبئ خلف طياته الكثير من الحقائق الصادمة التي تكشف معدن وماهية نظام «ولاية الفقيه»، ليس اتجاه الاستفتاء الكردي في العراق وإنما اتجاه الأقليات العرقية والمذهبية داخل إيران نفسها التي تتعرض وبانتظام لنهج عنصري ـ طائفي ـ ديني تنال منها من مختلف النواحي، ولعل ما يجري بشكل خاص ضد المكون العربي في الأحواز وغيرها نموذج صارخ يثبت ذلك.
إيران التي تدعي أن جميع أطياف ومكونات وأعراق الشعب الإيراني، متساوون في الحقوق و الواجبات ويتمتعون بكل الامتيازات المتاحة، لكن ما يجري على أرض الحقيقة والواقع غير ذلك تماماً، فالمنطقة العربية في إيران تتعرض لحملة تفريس وتغريب غير مسبوقة، حيث وصلت إلى حد تحريف مجرى الأنهار كما جرى مع نهر «الكرخة»، وقد تسبب حرف مجرى هذا النهر إلى تصحر المناطق التي كانت تمر بها وإلى تلوث هوائها بغبار الأتربة بصورة باتت تؤثر على حياة المواطنين وتجعلها صعبة جداً، ولكن الملفت للنظر، أن المواطنين العرب عندما يقومون بتحركات ونشاطات احتجاجية، فإنهم يواجهون ردود فعل قاسية جداً من جانب السلطات الإيرانية حيث يتم قمعها بمنتهى العنف والقسوة.
على سبيل المثال لا الحصر وخلال الأيام القليلة الماضية، وطبقاً لما نشره ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، فقد قامت عناصر من الأمن الداخلي الإيراني، بعد اعتقالها مجموعة من العرب في الأحواز، قامت بتعذيبهم وهم معصوبو الأعين باستخدام مختلف الفنون القتالية وكأنهم يقومون بممارسة التدريب الحي عليهم، وتزامناً مع ذلك يقومون بتوجيه الألفاظ البذيئة لهم ونعتهم بصفات غير لائقة وتمادوا في الاستهانة بهم والنيل من كرامتهم كبشر عندما كانوا يجبرونهم على العواء وتقليد نباح الكلاب، وبطبيعة الحال يجب أن لا ننسى هنا الحوادث المتفرقة لحالات الانتحار التي تجري في المناطق العربية ومن ضمنها حرق النفس في الأماكن العامة التي في طريقها لأن تصبح ظاهرة، وهي انعكاس ورد فعل للأوضاع التي يعيشونها في ظل نظام «ولاية الفقيه» الذي يقوم باستغلال مختلف المناسبات للنيل منهم، وقد رافقت عملية الاستفتاء الكردي بالإضافة إلى ما جرى من قمع وحشي للأكراد الذين خرجوا متظاهرين في المدن الكردية، فقد رافقتها أيضاً حملات قمع وحشية ضد المواطنين العرب حيث استغلت السلطات الإيرانية انشغال المنطقة والعالم بحالة الرفض للاستفتاء الكردي ووظفته لكي تصب جام غضبها على الناشطين العرب بشكل خاص، مع ملاحظة أن المكونات الأخرى نظير البلوش والتركمان والآذريين وغيرهم يواجهون نفس السياسة القمعية، وبرأينا فإن على المجتمع الدولي أن يوجه رسالة واضحة لنظام «ولاية الفقيه» مفادها: إن رفض الاستفتاء الكردي في إقليم كردستان العراق لا يعني إطلاقا وبأي شكل من الأشكال استباحة هضم حقوق الأقليات العرقية والدينية والمذهبية وقمعها والنيل منها والاستهانة بها، فنظام «ولاية الفقيه» في إيران كما يبدو يريد أن يخدع العالم كله في وضح النهار!
* الأمين العام للمجلس الإسلامي العربي في لبنان
الموقف الشديد والصارم الذي اتخذته إيران من الاستفتاء الكردي والذي لا يزال مستمراً لحد الآن، يخبئ خلف طياته الكثير من الحقائق الصادمة التي تكشف معدن وماهية نظام «ولاية الفقيه»، ليس اتجاه الاستفتاء الكردي في العراق وإنما اتجاه الأقليات العرقية والمذهبية داخل إيران نفسها التي تتعرض وبانتظام لنهج عنصري ـ طائفي ـ ديني تنال منها من مختلف النواحي، ولعل ما يجري بشكل خاص ضد المكون العربي في الأحواز وغيرها نموذج صارخ يثبت ذلك.
إيران التي تدعي أن جميع أطياف ومكونات وأعراق الشعب الإيراني، متساوون في الحقوق و الواجبات ويتمتعون بكل الامتيازات المتاحة، لكن ما يجري على أرض الحقيقة والواقع غير ذلك تماماً، فالمنطقة العربية في إيران تتعرض لحملة تفريس وتغريب غير مسبوقة، حيث وصلت إلى حد تحريف مجرى الأنهار كما جرى مع نهر «الكرخة»، وقد تسبب حرف مجرى هذا النهر إلى تصحر المناطق التي كانت تمر بها وإلى تلوث هوائها بغبار الأتربة بصورة باتت تؤثر على حياة المواطنين وتجعلها صعبة جداً، ولكن الملفت للنظر، أن المواطنين العرب عندما يقومون بتحركات ونشاطات احتجاجية، فإنهم يواجهون ردود فعل قاسية جداً من جانب السلطات الإيرانية حيث يتم قمعها بمنتهى العنف والقسوة.
على سبيل المثال لا الحصر وخلال الأيام القليلة الماضية، وطبقاً لما نشره ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، فقد قامت عناصر من الأمن الداخلي الإيراني، بعد اعتقالها مجموعة من العرب في الأحواز، قامت بتعذيبهم وهم معصوبو الأعين باستخدام مختلف الفنون القتالية وكأنهم يقومون بممارسة التدريب الحي عليهم، وتزامناً مع ذلك يقومون بتوجيه الألفاظ البذيئة لهم ونعتهم بصفات غير لائقة وتمادوا في الاستهانة بهم والنيل من كرامتهم كبشر عندما كانوا يجبرونهم على العواء وتقليد نباح الكلاب، وبطبيعة الحال يجب أن لا ننسى هنا الحوادث المتفرقة لحالات الانتحار التي تجري في المناطق العربية ومن ضمنها حرق النفس في الأماكن العامة التي في طريقها لأن تصبح ظاهرة، وهي انعكاس ورد فعل للأوضاع التي يعيشونها في ظل نظام «ولاية الفقيه» الذي يقوم باستغلال مختلف المناسبات للنيل منهم، وقد رافقت عملية الاستفتاء الكردي بالإضافة إلى ما جرى من قمع وحشي للأكراد الذين خرجوا متظاهرين في المدن الكردية، فقد رافقتها أيضاً حملات قمع وحشية ضد المواطنين العرب حيث استغلت السلطات الإيرانية انشغال المنطقة والعالم بحالة الرفض للاستفتاء الكردي ووظفته لكي تصب جام غضبها على الناشطين العرب بشكل خاص، مع ملاحظة أن المكونات الأخرى نظير البلوش والتركمان والآذريين وغيرهم يواجهون نفس السياسة القمعية، وبرأينا فإن على المجتمع الدولي أن يوجه رسالة واضحة لنظام «ولاية الفقيه» مفادها: إن رفض الاستفتاء الكردي في إقليم كردستان العراق لا يعني إطلاقا وبأي شكل من الأشكال استباحة هضم حقوق الأقليات العرقية والدينية والمذهبية وقمعها والنيل منها والاستهانة بها، فنظام «ولاية الفقيه» في إيران كما يبدو يريد أن يخدع العالم كله في وضح النهار!
* الأمين العام للمجلس الإسلامي العربي في لبنان