لم يجد المسؤولون في قطر والذين فوجئوا بنتائج الاستطلاع الذي نشره معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى في موقعه على الإنترنت وملخصه أن «80 % من الشعب القطري يرفضون سياسات حكومتهم تجاه الدول العربية وتقربها من طهران»، لم يجدوا غير التشكيك فيه والقول بأن أحداً من القطريين لم يشارك فيه، وسارعوا بتوجيه المحسوبين عليهم إلى نشر تغريدات وبث تصريحات وتدبيج مقالات ترفض الموضوع برمته وتشكك في نتائجه وتؤكد أن القطريين لم يقولوا ما ورد فيه.
مدير «منتدى فكرة» في معهد واشنطن ديفيد بولوك قال إن الاستطلاع أظهر أن هذه النسبة من القطريين يعارضون سياسات إيران الإقليمية الحالية وأنهم ينظرون بشكل أسوأ إلى وكلاء إيران الإقليميين حيث حصل كل من «حزب الله» والحوثيين في اليمن على تقييمات سلبية من 90 % من الشريحة السكانية البالغة في قطر.
ورغم أن الاستطلاع أظهر أن تركيا تحظى اليوم بشعبية كبيرة في قطر «يشير الاستطلاع إلى أن 81 % من المستطلعين يرحبون بسياسة تركيا الحالية في الشرق الأوسك و90 % يعتبرون أن العلاقات الطيبة مع تركيا قيّمة بالنسبة إلى قطر»، وأن هذا يفترض أنه يفرح المسؤولين القطريين إلا أن الجزئية المتعلقة بسياسات قطر وبالعلاقة مع إيران تجعلهم يرفضون الاستطلاع كله ويشككون فيه وينفون مشاركة القطريين فيه. وبالتأكيد فإنهم – المسؤولون – لا يوافقون على النتيجة التي تؤكد موقف الشعب القطري السلبي من «الإخوان المسلمين» وتؤكد رفض الغالبية منه للدعم الذي تحصل عليه هذه الجماعة من حكومة بلادهم.
من اطلع على نتائج الاستطلاع لابد أنه لاحظ أن المعهد الذي نشره كان يتوقع هذا الموقف السلبي منه من قبل السلطة القطرية حيث قال بولوك «يقيناً، إنّ قطر ليست دولة ديمقراطية، لذلك فإن لغالبية الرأي العام هناك، تأثير غير مباشر على السياسة العامة. ولكن يتعيّن حتى على هذه الملكية المطلقة أن تولي بعض الاهتمام للمواقف الشعبية»، وبالتأكيد فإن هذا الأمر الأخير غير وارد في قطر حالياً فلا مكان للمواقف الشعبية في السياسة القطرية التي ينفرد بها مجموعة صغيرة تتفاوت خبرات أفرادها ولكن تتفق في قصرالنظر تجاه تطورات الأحداث في المنطقة وفي العالم.
للمعلومة فإن «هذا الاستطلاع يعتبر فريداً من نوعه، إذ إنه يضم طريقة عشوائية حقاً وذات أرجحية جغرافية، ومقابلات وجهاً لوجه، إلى جانب عيّنة وطنية ممثلة شملت ألف مواطن قطري. وقد أجرته شركة رائدة متخصصة في أبحاث الأسواق العربية في أغسطس 2017، تتمتع بخبرة تمتد على عقود في المجتمعات الخليجية العربية» كما جاء في التقرير الذي نشر أخيراً.
الأمر الأكثر أهمية الذي أكد عليه التقرير ويعتبر نتيجته الأهم هو أن «أغلبية ساحقة من سكان قطر الذين يناهز عددهم 300 ألف نسمة يرغبون بتسوية هذا النزاع بطريقة ودية، فقد أعرب 81 % من المستطلعين عن دعمهم لـ «حل وسط تقدّم فيها كافة الأطراف بعض التنازلات إلى بعضها البعض» - بينهم 36 % يؤيدون بشدة هذا الاتجاه».
وبالتأكيد فإن هذا الرأي أيضاً لا قيمة له لدى المسؤولين في قطر وسبب أزمتها والذين يقودون بعنادهم وإصرارهم على القول بأنهم بريئون من كل التهم الموجهة إليهم، يقودون قطر وشعب قطر إلى المجهول ويروجون إلى أنهم الطرف المنتصر في النهاية وإنه ليس على الشعب القطري سوى المزيد من الصبر والصمود.
السلطة التي ترفض نتائج استطلاع في هذا المستوى بل تشكك في إجرائه وتنفي مشاركة قطريين فيه يصعب التفاهم معها، والسلطة التي لا تعترف بالشعب ولا تعتبر رأيه رأياً لا يمكن أن تستمع إلى صوت العقل والحكمة، ما يعني للأسف أن الأزمة القطرية ستطول.
مدير «منتدى فكرة» في معهد واشنطن ديفيد بولوك قال إن الاستطلاع أظهر أن هذه النسبة من القطريين يعارضون سياسات إيران الإقليمية الحالية وأنهم ينظرون بشكل أسوأ إلى وكلاء إيران الإقليميين حيث حصل كل من «حزب الله» والحوثيين في اليمن على تقييمات سلبية من 90 % من الشريحة السكانية البالغة في قطر.
ورغم أن الاستطلاع أظهر أن تركيا تحظى اليوم بشعبية كبيرة في قطر «يشير الاستطلاع إلى أن 81 % من المستطلعين يرحبون بسياسة تركيا الحالية في الشرق الأوسك و90 % يعتبرون أن العلاقات الطيبة مع تركيا قيّمة بالنسبة إلى قطر»، وأن هذا يفترض أنه يفرح المسؤولين القطريين إلا أن الجزئية المتعلقة بسياسات قطر وبالعلاقة مع إيران تجعلهم يرفضون الاستطلاع كله ويشككون فيه وينفون مشاركة القطريين فيه. وبالتأكيد فإنهم – المسؤولون – لا يوافقون على النتيجة التي تؤكد موقف الشعب القطري السلبي من «الإخوان المسلمين» وتؤكد رفض الغالبية منه للدعم الذي تحصل عليه هذه الجماعة من حكومة بلادهم.
من اطلع على نتائج الاستطلاع لابد أنه لاحظ أن المعهد الذي نشره كان يتوقع هذا الموقف السلبي منه من قبل السلطة القطرية حيث قال بولوك «يقيناً، إنّ قطر ليست دولة ديمقراطية، لذلك فإن لغالبية الرأي العام هناك، تأثير غير مباشر على السياسة العامة. ولكن يتعيّن حتى على هذه الملكية المطلقة أن تولي بعض الاهتمام للمواقف الشعبية»، وبالتأكيد فإن هذا الأمر الأخير غير وارد في قطر حالياً فلا مكان للمواقف الشعبية في السياسة القطرية التي ينفرد بها مجموعة صغيرة تتفاوت خبرات أفرادها ولكن تتفق في قصرالنظر تجاه تطورات الأحداث في المنطقة وفي العالم.
للمعلومة فإن «هذا الاستطلاع يعتبر فريداً من نوعه، إذ إنه يضم طريقة عشوائية حقاً وذات أرجحية جغرافية، ومقابلات وجهاً لوجه، إلى جانب عيّنة وطنية ممثلة شملت ألف مواطن قطري. وقد أجرته شركة رائدة متخصصة في أبحاث الأسواق العربية في أغسطس 2017، تتمتع بخبرة تمتد على عقود في المجتمعات الخليجية العربية» كما جاء في التقرير الذي نشر أخيراً.
الأمر الأكثر أهمية الذي أكد عليه التقرير ويعتبر نتيجته الأهم هو أن «أغلبية ساحقة من سكان قطر الذين يناهز عددهم 300 ألف نسمة يرغبون بتسوية هذا النزاع بطريقة ودية، فقد أعرب 81 % من المستطلعين عن دعمهم لـ «حل وسط تقدّم فيها كافة الأطراف بعض التنازلات إلى بعضها البعض» - بينهم 36 % يؤيدون بشدة هذا الاتجاه».
وبالتأكيد فإن هذا الرأي أيضاً لا قيمة له لدى المسؤولين في قطر وسبب أزمتها والذين يقودون بعنادهم وإصرارهم على القول بأنهم بريئون من كل التهم الموجهة إليهم، يقودون قطر وشعب قطر إلى المجهول ويروجون إلى أنهم الطرف المنتصر في النهاية وإنه ليس على الشعب القطري سوى المزيد من الصبر والصمود.
السلطة التي ترفض نتائج استطلاع في هذا المستوى بل تشكك في إجرائه وتنفي مشاركة قطريين فيه يصعب التفاهم معها، والسلطة التي لا تعترف بالشعب ولا تعتبر رأيه رأياً لا يمكن أن تستمع إلى صوت العقل والحكمة، ما يعني للأسف أن الأزمة القطرية ستطول.