من المؤسف أن تتحول ليلة من الليالي الجميلة التي يترقبها جمهور الموسيقى «الكانتري» في لاس فيغاس في الولايات المتحدة الامريكية إلى مذبحة ومجزرة دموية، كيف للإنسان أن يتنبأ بأن تتحول ليلة عمر إلى ليلة لن ينساه التاريخ الإنساني في مجزرة إرهابية مثل تلك، والتي راح ضحيتها 58 قتيلاً ومئات الجرحى بينهم حالات حرجة جداً. المخزي في ذلك أن الإرهابي الذي ارتكب المجزرة في حق هؤلاء الأبرياء هو مواطن أمريكي يتمتع بجميع حقوقه وحرياته تماماً كما تنادي بها الولايات المتحدة دائماً، ومع ذلك خذل هذا المواطن الأمريكي الجميع بجريمته التي لا يمكن أبداً أن يبرر أحد دواعي القتل والإرهاب والفوضى التي خلفها هذا المجرم.
صحيح أن التعدي على حريات الآخرين والخطوط الحمراء التي تحرص الدولة ألا يتخطاها أحد تعتبر في بعض الأحيان جريمة ترتكب في حق المجتمع، إنما الجريمة البشعة والمقصودة هو أن تتستر جهة معينة على الجريمة التي ارتكبت في حق الأبرياء، وتصريح الإدارة الأمريكية بأن هذا الإرهابي الأمريكي الذي ارتكب المجزرة الدموية في لاس فيغاس - والتي قتل فيها 58 شخصاً ممن حضروا ذلك الحفل - هو شخص «مختل» أو أنه يعاني من حالة نفسية أو مثل ما نسميه «خبل»، هذا التصريح يعتبر عذراً أقبح من ذنب، فالعاقلأابداً لا يصدق تلك الروايات التي تنتقص من حق الأبرياء وذويهم وأسرهم والمجتمع أيضاً، وأسهل تبرير للجرائم، هو إسقاط الحالة النفسية والجنون على المجرم، مثلها مثل الطبيب عندما لا يجد العلاج المناسب لمرض ما، يسقطه على الحالة النفسية للمريض، وكلا الحالتين محاولات لتبرئة الذمة، في «الحالة النفسية ومختل وبشدة». ومن الإجحاف في حق المجتمع الأمريكي أن يتم التصريح بأن الإرهابي هذا غير متزن ولا يتمتع بقواه العقلية، هذا الرجل خطط لهذه المجزرة، اختار الموقع المناسب، حول غرفته في الفندق إلى مستودع من الأسلحة والرصاص ووضع شاشات مراقبة عند المدخل، يعني جريمة مع سبق الإصرار والترصد لرجل محترف واعٍ لتصرفاته، ولا مجال للشك بأنه خطط لهذه اللحظة بحضور كامل حواسه وإدراكه لتبعات هذا الإرهاب لوطنه وللأبرياء الذين حضروا هذا الحفل في تلك الليلة الكئيبة.
تستر الإدارة الأمريكية على دواعي الإرهاب، «حاجة في نفس يعقوب»، وربما كانت تتمنى أن تنظيم الدولة «داعش» هو بالفعل من تبنى هذه العملية، ولكن الحقيقة بأن مواطن أمريكي هو من نفذ العملية، وما قام به هو الإرهاب بعينه، وأي دافع أو مبرر لهذه العملية ليس مقنعاً، من الخطأ على الإدارة الأمريكية ألا تعتبر ذلك إرهاباً، بينما تعتبر أقل ما يحدث في الشرق الأوسط هو إرهاب، عليها أن تعترف بأن بعض المواطنين الأمريكيين لديهم ايضاً نوازع إرهابية وأن تحاول ان تبحث عن الأسباب وتضع أهم الحلول، وأبسطها الحد من انتشار السلاح في المجتمع الأمريكي لأنه يولد العنف وسرعة الغضب بدلاً من أن تتدخل في شؤون الدول الأخرى أو تحاول مساندة بعض الدول على حساب الآخرين.
الولايات المتحدة الأمريكية ابتدعت الحرية المطلقة في كل شيء وهذا هو نتاج هذه الحرية، صنفت منطقتنا – منطقة الشرق الأوسط – بأنها تصدر الإرهاب ولكنها أهملت المواطن الأمريكي، ولم تعتقد أنه يمكن أن تكون له نوازع شيطانية وإرهابية حتى وإن أعطيت له كامل حقوقه وحرياته، والتاريخ الأمريكي بطوله وعرضه يشهد على ذلك، الاعتراف بوجود خلل في المجتمع دليل على العزم في إصلاحه وإنما التستر عليه يدل على الفشل، وتبرير القتل بالحالة النفسية هي سلعة سوف يشتريها كل فرد لديه نوازع مثل هذا الإرهابي، ويصبح بعدها المجتمع الأمريكي معظمه في حالة نفسية مزرية، رحم الله من قتل بغير وجه حق في تلك الليلة وألهم أسرهم ومحبيهم الصبر والسلوان.
صحيح أن التعدي على حريات الآخرين والخطوط الحمراء التي تحرص الدولة ألا يتخطاها أحد تعتبر في بعض الأحيان جريمة ترتكب في حق المجتمع، إنما الجريمة البشعة والمقصودة هو أن تتستر جهة معينة على الجريمة التي ارتكبت في حق الأبرياء، وتصريح الإدارة الأمريكية بأن هذا الإرهابي الأمريكي الذي ارتكب المجزرة الدموية في لاس فيغاس - والتي قتل فيها 58 شخصاً ممن حضروا ذلك الحفل - هو شخص «مختل» أو أنه يعاني من حالة نفسية أو مثل ما نسميه «خبل»، هذا التصريح يعتبر عذراً أقبح من ذنب، فالعاقلأابداً لا يصدق تلك الروايات التي تنتقص من حق الأبرياء وذويهم وأسرهم والمجتمع أيضاً، وأسهل تبرير للجرائم، هو إسقاط الحالة النفسية والجنون على المجرم، مثلها مثل الطبيب عندما لا يجد العلاج المناسب لمرض ما، يسقطه على الحالة النفسية للمريض، وكلا الحالتين محاولات لتبرئة الذمة، في «الحالة النفسية ومختل وبشدة». ومن الإجحاف في حق المجتمع الأمريكي أن يتم التصريح بأن الإرهابي هذا غير متزن ولا يتمتع بقواه العقلية، هذا الرجل خطط لهذه المجزرة، اختار الموقع المناسب، حول غرفته في الفندق إلى مستودع من الأسلحة والرصاص ووضع شاشات مراقبة عند المدخل، يعني جريمة مع سبق الإصرار والترصد لرجل محترف واعٍ لتصرفاته، ولا مجال للشك بأنه خطط لهذه اللحظة بحضور كامل حواسه وإدراكه لتبعات هذا الإرهاب لوطنه وللأبرياء الذين حضروا هذا الحفل في تلك الليلة الكئيبة.
تستر الإدارة الأمريكية على دواعي الإرهاب، «حاجة في نفس يعقوب»، وربما كانت تتمنى أن تنظيم الدولة «داعش» هو بالفعل من تبنى هذه العملية، ولكن الحقيقة بأن مواطن أمريكي هو من نفذ العملية، وما قام به هو الإرهاب بعينه، وأي دافع أو مبرر لهذه العملية ليس مقنعاً، من الخطأ على الإدارة الأمريكية ألا تعتبر ذلك إرهاباً، بينما تعتبر أقل ما يحدث في الشرق الأوسط هو إرهاب، عليها أن تعترف بأن بعض المواطنين الأمريكيين لديهم ايضاً نوازع إرهابية وأن تحاول ان تبحث عن الأسباب وتضع أهم الحلول، وأبسطها الحد من انتشار السلاح في المجتمع الأمريكي لأنه يولد العنف وسرعة الغضب بدلاً من أن تتدخل في شؤون الدول الأخرى أو تحاول مساندة بعض الدول على حساب الآخرين.
الولايات المتحدة الأمريكية ابتدعت الحرية المطلقة في كل شيء وهذا هو نتاج هذه الحرية، صنفت منطقتنا – منطقة الشرق الأوسط – بأنها تصدر الإرهاب ولكنها أهملت المواطن الأمريكي، ولم تعتقد أنه يمكن أن تكون له نوازع شيطانية وإرهابية حتى وإن أعطيت له كامل حقوقه وحرياته، والتاريخ الأمريكي بطوله وعرضه يشهد على ذلك، الاعتراف بوجود خلل في المجتمع دليل على العزم في إصلاحه وإنما التستر عليه يدل على الفشل، وتبرير القتل بالحالة النفسية هي سلعة سوف يشتريها كل فرد لديه نوازع مثل هذا الإرهابي، ويصبح بعدها المجتمع الأمريكي معظمه في حالة نفسية مزرية، رحم الله من قتل بغير وجه حق في تلك الليلة وألهم أسرهم ومحبيهم الصبر والسلوان.