موسى راكان:
قال الباحث محمد الرويعي إن الإنسان في العادة ينزع تجاه الخوارق والأساطير، وأنه يدعي العقلانية، لكن في الحقيقة لايزال متأثرين بالفكر الأسطوري.
وأضاف في ندوة بعنوان "الميثولوجيا وعلاقتها بالدين والفن والأدب" أقامت مبادرة القراء البحرينيون الأربعاء 11 أكتوبر، في مشق جاليري على شارع البديع: "أول من قال بالميثولوجيا كان أفلاطون، واستعملها للتدليل على أن العالم عبارة عن صور مشوهة عن العالم الآخر، ومر المصطلح المعني بالميثولوجيا بتطور لغوي لكنه في آخر المطاف رجع إلى ما كانت عليه الكلمة في أول الأمر "ميثولوجيا".
وأضاف أن "مؤسس الميثولوجيا بإعتبارها نسق أو علم معني بالأساطير هو إدوارد تايلور، والميثولوجيا مرتبطة بعلم الأنسنة "الأنثروبولوجيا"، وعرفت التقنين مع عالمي الميثولوجيا جوزيف كامبل وتيموثي ماهوني".
وقال إن "الأسطورة تبدأ مع بداية الوعي الإنساني وتشكل الخيال، ففي مرحلة ما قبل عصر الصيد والزراعة فالأسطورة نشأت مع البحث عن تفسير للظواهر الكونية وعن غاية الحياة وسببية الوجود، دون الغفل عن دور الخوف والبحث عن الأمان في نشوء الأسطورة، وأيضاً كانت وسيلة للتجمع "القبيلة" في حفظ النظام فيها وتماسكها".
وأوضح أن "الإنسان البدائي لم يجد إجابات عن الأسئلة الوجودية من قبيل غاية الوجود وماذا بعد الموت وما شابه ذلك في الواقع الذي كان يعيش فيه، فلجأ إلى الخيال ليوجد الإجابات التي يبحث عنها فكانت الأسطورة".
ونبه إلى الفرق بين الأسطورة والخرافة، "فالأسطورة فيها جانب من الحقيقة ممزوجة بشيء من الخيال، بينما الخرافة لا يوجد شيء حقيقي فيها".
والرويعي حاصل على الماجستير في القانون العام، وعلى إجازة في المنهج التأسيسي من الأكاديمية الدولية للتنمية الذاتية، وشارك في ورش عمل متفرقة في مجال القانون الدولي بإيطاليا وبريطانيا، ومهتم بالفلسفة والتاريخ وعلم الأديان المقارن، وله كتاب قيد الطباعة بعنوان "الثيوديسيا" يتناول فيه معضلة الشر، وتناولت الندوة محاولات لمعرفة ما هي الأسطورة؟ وكيف تكونت وتطورت؟ وما علاقتها بالدين والأدب والفن؟