لا نحتاج لدراسة مسحية حتى نثبت بأننا في دولنا العربية نتفوق على اليابان نفسها، وأي دولة غربية متطورة في عمليات «التنظير».
عندنا «منظرون» من الطراز الرفيع، وهذا واقع يمكن أن تلمسه بسهولة في مجتمعنا ومؤسساتنا وحتى في تجمعاتنا الاجتماعية.
الكل «ينظر»، الكل «يعرف»، الكل «يقترح عليك» ماذا تفعل، ويوجهك، وهناك من لسانه لا تسقط منه مصطلحات التنظير الأثيرة مثل «يتوجب» و»يجب» و«ينبغي» و«يفترض»، وأخطرهم من يقول لك وهو ضارب على صدره «الحل عندي»!
حال هؤلاء يشابه حال الذي يجلس في قهوة شعبية، الشيشة في يد، والمكسرات في يد أخرى، وهو يتابع مباراة كرة قدم عالمية، وحينما يضيع ليونيل ميسي أو كريستيانو رونالدو أفضل لاعبين في العالم أي فرصة أمام المرمى، تراه يقفز ويصرخ منتقداً «المفروض يشوت» أو يفعل كذا وكذا.
حتى على أفضل المتخصصين في مجالهم سننظر، وأكثر شخص «بدانة» مثلاً، سيعلم ميسي وكريستيانو كيف يلعبون باحترافية وذكاء!
ضربت مثالاً رياضياً لأقرب الفكرة، لكن المسألة أخطر وأكبر، وسأبتعد عن الخوض في حالة أولئك المنظرين الاجتماعيين، الذين حينما يتحدثون معك، يحاولون الدخول لتفاصيل حياتك الاجتماعية وحتى المهنية، يتحدثون معك كما «الخياط» الذي سيفصل لك ثيابك، أي أنهم سيفصلون لك حياتك الآن، وكثير منهم لو تمعنت في مستواهم العلمي أو مشوارهم المهني، قد تجدهم ورائك بسنوات ضوئية.
لا، سنتحدث عن النوع الأخطر من التنظير، وهو ذاك الذي يصدر عن بعض المسؤولين الذين نعول عليهم كمواطنين، وتعول عليهم البلد، في تحقيق الإنجازات، وتحسين مخرجات العمل، وتطوير قطاعاتهم.
قلتها وأكررها وسأظل، بأنه لم «يضيع» بوصلتنا في عملنا إلا «المنظرين»، أولئك النفر الذين يظنون أن الإنجازات تتم عبر «الهذرة» الزائدة شريطة أن تكون علمية ومبنية على نظريات، أو أساليب يحفظونها من صفحات كتب الإدارة والتخطيط الاستراتيجي، والتي يمكن الحصول على ملايين الكتب تتحدث عنها وعن أساليبها وتكتيكاتها، ويمكن حفظ نقاط منها بسهولة.
هل تريد مسؤلا «خبيرا في التنظير» و«بياع كلام» مثلما نقول بلهجتنا الدارجة، أم تريد مسؤولاً خبيراً في «الأفعال» وفي تحقيق الإنجازات؟!
اليابانيون والألمان على وجه الخصوص، يكرهون عمليات «التنظير»، لا يتحدثون كثيراً، بل يعملون كثيراً، وحينما ينجزون العمل، ويحققون النتائج، حينها يتحدثون عن «الإنجازات التي تحققت»، ولا يتحدثون عن «الأحلام المفترضة» التي يبرع فيها كثير من المسؤولين لدينا.
هناك تصريحات تنشر لمسؤولين بشكل يومي في وسائل الإعلام ومنها الصحافة، يمكنك يا مواطن أن تفرز هذه التصريحات بكل سهولة، وتصنع خانتين، واحدة تضع فيها التصريحات التي تتحدث عن أعمال قائمة وحراكها موجود على الأرض، وتتم وإنجازاتها يمكن قياسها، وخانة تضع فيها «الأحلام الوردية» لبعض المسؤولين أو «الوعود» التي تشير لـ«إنجاز» متأكدون هم من تحقيقه، لكن متى؟! هنا السؤال، إذ بعضهم يعد بأن النتيجة ستتحقق خلال خمسة أعوام، في حين أنها لو تحققت في عشرة فأنت من المحظوظين، وبعضهم يصرح بأمور تنظيمية وإدارية وتخطيطات استراتيجية يوهمك من خلالها بأننا سنعلم اليابان والألمان قريباً كيف يكون العمل الاحترافي.
والله ابتلينا بمنظرين من الطراز الرفيع، بعضهم و«بكل قوة عين» ترى تصريحاتهم لا تتوقف في الصحافة، كلها وعود ووعود، وإنجازات وهمية، والأخطر أن بعضهم يشخص لك الواقع ويعطيك الحلول، وحينما ترى عمله وإنجازه تدرك تماماً بأن هذا «منظر كبير» وفي العمل والإنجاز «فاشل كبير»، الوصف الذي يليق به، هو ذاك المثل الشهير القائل «باب النجار مخلع».
عندنا «منظرون» من الطراز الرفيع، وهذا واقع يمكن أن تلمسه بسهولة في مجتمعنا ومؤسساتنا وحتى في تجمعاتنا الاجتماعية.
الكل «ينظر»، الكل «يعرف»، الكل «يقترح عليك» ماذا تفعل، ويوجهك، وهناك من لسانه لا تسقط منه مصطلحات التنظير الأثيرة مثل «يتوجب» و»يجب» و«ينبغي» و«يفترض»، وأخطرهم من يقول لك وهو ضارب على صدره «الحل عندي»!
حال هؤلاء يشابه حال الذي يجلس في قهوة شعبية، الشيشة في يد، والمكسرات في يد أخرى، وهو يتابع مباراة كرة قدم عالمية، وحينما يضيع ليونيل ميسي أو كريستيانو رونالدو أفضل لاعبين في العالم أي فرصة أمام المرمى، تراه يقفز ويصرخ منتقداً «المفروض يشوت» أو يفعل كذا وكذا.
حتى على أفضل المتخصصين في مجالهم سننظر، وأكثر شخص «بدانة» مثلاً، سيعلم ميسي وكريستيانو كيف يلعبون باحترافية وذكاء!
ضربت مثالاً رياضياً لأقرب الفكرة، لكن المسألة أخطر وأكبر، وسأبتعد عن الخوض في حالة أولئك المنظرين الاجتماعيين، الذين حينما يتحدثون معك، يحاولون الدخول لتفاصيل حياتك الاجتماعية وحتى المهنية، يتحدثون معك كما «الخياط» الذي سيفصل لك ثيابك، أي أنهم سيفصلون لك حياتك الآن، وكثير منهم لو تمعنت في مستواهم العلمي أو مشوارهم المهني، قد تجدهم ورائك بسنوات ضوئية.
لا، سنتحدث عن النوع الأخطر من التنظير، وهو ذاك الذي يصدر عن بعض المسؤولين الذين نعول عليهم كمواطنين، وتعول عليهم البلد، في تحقيق الإنجازات، وتحسين مخرجات العمل، وتطوير قطاعاتهم.
قلتها وأكررها وسأظل، بأنه لم «يضيع» بوصلتنا في عملنا إلا «المنظرين»، أولئك النفر الذين يظنون أن الإنجازات تتم عبر «الهذرة» الزائدة شريطة أن تكون علمية ومبنية على نظريات، أو أساليب يحفظونها من صفحات كتب الإدارة والتخطيط الاستراتيجي، والتي يمكن الحصول على ملايين الكتب تتحدث عنها وعن أساليبها وتكتيكاتها، ويمكن حفظ نقاط منها بسهولة.
هل تريد مسؤلا «خبيرا في التنظير» و«بياع كلام» مثلما نقول بلهجتنا الدارجة، أم تريد مسؤولاً خبيراً في «الأفعال» وفي تحقيق الإنجازات؟!
اليابانيون والألمان على وجه الخصوص، يكرهون عمليات «التنظير»، لا يتحدثون كثيراً، بل يعملون كثيراً، وحينما ينجزون العمل، ويحققون النتائج، حينها يتحدثون عن «الإنجازات التي تحققت»، ولا يتحدثون عن «الأحلام المفترضة» التي يبرع فيها كثير من المسؤولين لدينا.
هناك تصريحات تنشر لمسؤولين بشكل يومي في وسائل الإعلام ومنها الصحافة، يمكنك يا مواطن أن تفرز هذه التصريحات بكل سهولة، وتصنع خانتين، واحدة تضع فيها التصريحات التي تتحدث عن أعمال قائمة وحراكها موجود على الأرض، وتتم وإنجازاتها يمكن قياسها، وخانة تضع فيها «الأحلام الوردية» لبعض المسؤولين أو «الوعود» التي تشير لـ«إنجاز» متأكدون هم من تحقيقه، لكن متى؟! هنا السؤال، إذ بعضهم يعد بأن النتيجة ستتحقق خلال خمسة أعوام، في حين أنها لو تحققت في عشرة فأنت من المحظوظين، وبعضهم يصرح بأمور تنظيمية وإدارية وتخطيطات استراتيجية يوهمك من خلالها بأننا سنعلم اليابان والألمان قريباً كيف يكون العمل الاحترافي.
والله ابتلينا بمنظرين من الطراز الرفيع، بعضهم و«بكل قوة عين» ترى تصريحاتهم لا تتوقف في الصحافة، كلها وعود ووعود، وإنجازات وهمية، والأخطر أن بعضهم يشخص لك الواقع ويعطيك الحلول، وحينما ترى عمله وإنجازه تدرك تماماً بأن هذا «منظر كبير» وفي العمل والإنجاز «فاشل كبير»، الوصف الذي يليق به، هو ذاك المثل الشهير القائل «باب النجار مخلع».