من منزلك تستطيع تلقي أصوات الخطباء خاصة في خطب الجمعة من منابرهم المتعددة. ما عليك إلا أن تلتقط صوت أحدهم وتركز معه مجتهداً في فرز صوته عن الآخرين لمنع التشويش الذهني لتكون بذلك قد حضرت الخطبة كاملة من منزلك. الأمر لا يختلف مع أصوات الأذان وتلاوة الآيات في الصلوات. من منزلك تستطيع أن تشهد كل هذا وتحضره بتفاصيله.
منّ الله علينا في بلادنا بمساجد تفوق في عددها المدارس والمستشفيات في الحي الواحد. منّ الله علينا أن يجد المصلون سعة كبيرة في مساحات المساجد وتعدد طوابقها وأفنيتها. نحن في بلاد آمنت بالإسلام مع بداية مشرقة ومع أول رسول بعث به نبينا عليه الصلاة والسلام إلينا «أبي العلاء الحضرمي». نحن في بلاد عريقة الإسلام ولا يستدعي الأمر إثبات الهوية الإسلامية بالحرب القديمة المتجددة لميكرفونات المساجد.
تشكو العديد من المناطق في البحرين من الارتفاع، غير المبرر، لأصوات الميكروفونات في المساجد عند الأذان والصلوات وخطب الجمعة. ومن يجهر بشكواه من الأهالي تنهال عليه اتهامات إثارة الفتنة ومحاربة مظاهر تدين المجتمع وغير ذلك من قائمة التشكيك التي حفظناها. وبزيارة بسيطة لمدينة حمد، على سبيل المثال، وتحديداً بعض أحياء الدوار السابع يمكن معرفة حقيقة هذه الظاهرة وحجمها غير المنطقي!! إذ تشغل بعض المساجد هناك الميكروفونات على الحد الأقصى للصوت بما يتجاوز الغرض الديني الذي لأجله تستخدم وهو إعلان دخول وقت الصلاة!! يجري ذلك في أحياء صغيرة ذات مساجد متعددة ومتجاورة، وفي زمن يمتلك الجميع فيه ساعات ومنبهات ذاتية تعلن دخول وقت الصلاة.
وقد عملت وزارة العدل كثيراً على ضبط هذه الظاهرة القديمة المتجددة التي شكا منها العديد من المواطنين في مناطق مختلفة من البحرين. وقد طالب الكثيرون بضبط صوت الميكروفونات. وقصر استخدامها في المساجد على الأذان فقط، دون الصلوات الجهرية ودون خطب الجمعة ودون صلاة التراويح. ولكنّ كثيراً من القائمين على المساجد يمتنعون عن الاستجابة لتوجيهات وزارة العدل ويرفضون تفهم مطالب أهالي الأحياء الذين لدى كثير منهم أطفال رضع أو مرضى في البيوت أو من يعمل بنظام المناوبات. ومن يستجب من المساجد لفترة ويرى باقي جيرانه من المساجد تتطاول أصوات مؤذنيها وقارئيها لا يملك إلا أن يعود إلى سباق ارتفاع الأصوات ليقول: ونحن أيضاً هنا.
نعم. هذا ما يدرك الكثيرون أنه أحد التفاسير لنشوب حرب ميكروفونات المساجد خصوصاً مع اقتراب بعض المواسم. «نحن هنا» رسائل توجهها، ومن المساجد، بعض الجمعيات السياسية الإسلامية وبعض التيارات الإسلامية مع اقتراب موسم الانتخابات. رسائل قد يدخل فيها حتى الطابع الطائفي حين تكون بعض المساجد السنية قريبة من بعض المآتم والحسينيات التي ترتفع ميكروفوناتها. وهي الأخرى.. ومن منزلك يمكنك حضور قراية حسينية كاملة بفضل الميكروفون.
ارتفاع أصوات ميكروفونات المساجد لن يضيف إلى الهوية الإسلامية في البحرين جديداً. ولن ينشر الإسلام بين غير المسلمين في البحرين. ولن يساعد على حفظ القرآن الكريم للمارين في الشوارع والقاطنين في البيوت، ولن يحل مشكلة الفساد المالي والإداري وتبديد المال العام. ولن يثني البعض عن مخالفات المرور وافتقادهم للذوق العام في الشارع. ولن يدعوهم إلى التوقف عن الإساءة للناس وشتمهم واستباحة أعراضهم في المجالس وعلى حلبات «تويتر». ولن يصلح بين الناس، ولن يقارب بين المتخالفين، هذا هو الإسلام الحقيقي بقيمه وجوهر أحكامه وليس بارتفاع أصوات الرجال في المساجد ليثبت كل مؤذن وخطيب وجوده وحضوره وموقعه في خارطة المساجد، وأحياناً انتماءه.
منّ الله علينا في بلادنا بمساجد تفوق في عددها المدارس والمستشفيات في الحي الواحد. منّ الله علينا أن يجد المصلون سعة كبيرة في مساحات المساجد وتعدد طوابقها وأفنيتها. نحن في بلاد آمنت بالإسلام مع بداية مشرقة ومع أول رسول بعث به نبينا عليه الصلاة والسلام إلينا «أبي العلاء الحضرمي». نحن في بلاد عريقة الإسلام ولا يستدعي الأمر إثبات الهوية الإسلامية بالحرب القديمة المتجددة لميكرفونات المساجد.
تشكو العديد من المناطق في البحرين من الارتفاع، غير المبرر، لأصوات الميكروفونات في المساجد عند الأذان والصلوات وخطب الجمعة. ومن يجهر بشكواه من الأهالي تنهال عليه اتهامات إثارة الفتنة ومحاربة مظاهر تدين المجتمع وغير ذلك من قائمة التشكيك التي حفظناها. وبزيارة بسيطة لمدينة حمد، على سبيل المثال، وتحديداً بعض أحياء الدوار السابع يمكن معرفة حقيقة هذه الظاهرة وحجمها غير المنطقي!! إذ تشغل بعض المساجد هناك الميكروفونات على الحد الأقصى للصوت بما يتجاوز الغرض الديني الذي لأجله تستخدم وهو إعلان دخول وقت الصلاة!! يجري ذلك في أحياء صغيرة ذات مساجد متعددة ومتجاورة، وفي زمن يمتلك الجميع فيه ساعات ومنبهات ذاتية تعلن دخول وقت الصلاة.
وقد عملت وزارة العدل كثيراً على ضبط هذه الظاهرة القديمة المتجددة التي شكا منها العديد من المواطنين في مناطق مختلفة من البحرين. وقد طالب الكثيرون بضبط صوت الميكروفونات. وقصر استخدامها في المساجد على الأذان فقط، دون الصلوات الجهرية ودون خطب الجمعة ودون صلاة التراويح. ولكنّ كثيراً من القائمين على المساجد يمتنعون عن الاستجابة لتوجيهات وزارة العدل ويرفضون تفهم مطالب أهالي الأحياء الذين لدى كثير منهم أطفال رضع أو مرضى في البيوت أو من يعمل بنظام المناوبات. ومن يستجب من المساجد لفترة ويرى باقي جيرانه من المساجد تتطاول أصوات مؤذنيها وقارئيها لا يملك إلا أن يعود إلى سباق ارتفاع الأصوات ليقول: ونحن أيضاً هنا.
نعم. هذا ما يدرك الكثيرون أنه أحد التفاسير لنشوب حرب ميكروفونات المساجد خصوصاً مع اقتراب بعض المواسم. «نحن هنا» رسائل توجهها، ومن المساجد، بعض الجمعيات السياسية الإسلامية وبعض التيارات الإسلامية مع اقتراب موسم الانتخابات. رسائل قد يدخل فيها حتى الطابع الطائفي حين تكون بعض المساجد السنية قريبة من بعض المآتم والحسينيات التي ترتفع ميكروفوناتها. وهي الأخرى.. ومن منزلك يمكنك حضور قراية حسينية كاملة بفضل الميكروفون.
ارتفاع أصوات ميكروفونات المساجد لن يضيف إلى الهوية الإسلامية في البحرين جديداً. ولن ينشر الإسلام بين غير المسلمين في البحرين. ولن يساعد على حفظ القرآن الكريم للمارين في الشوارع والقاطنين في البيوت، ولن يحل مشكلة الفساد المالي والإداري وتبديد المال العام. ولن يثني البعض عن مخالفات المرور وافتقادهم للذوق العام في الشارع. ولن يدعوهم إلى التوقف عن الإساءة للناس وشتمهم واستباحة أعراضهم في المجالس وعلى حلبات «تويتر». ولن يصلح بين الناس، ولن يقارب بين المتخالفين، هذا هو الإسلام الحقيقي بقيمه وجوهر أحكامه وليس بارتفاع أصوات الرجال في المساجد ليثبت كل مؤذن وخطيب وجوده وحضوره وموقعه في خارطة المساجد، وأحياناً انتماءه.