ذكرت قناة "العربية" اليوم السبت نقلاً عن مصادر أن السلطات الأمنية في إيران فرضت حالة طوارئ في مدينة الأحواز مركز إقليم "خوزستان" العربي، وذلك قبل أيام من ذكرى انتفاضة شعبية قام بها العرب الذين يشكلون غالبية السكان في الإقليم جنوب غرب البلاد.وقالت المصادر إن القوات الأمنية قامت بوضع حواجز تفتيش في عدد من أحياء الأحواز، خصوصاً في حي كوت عبد الله، وعلى جسر القطار في حي كيان آباد، وأطراف حي صياحي، ودوار المطار، وعلى مدخل مدينة الأحواز من جهة مدينة الحميدية.يـذكر أن هذه الإجراءات المشددة تأتي في شهر أبريل من كل عام، خشية اندلاع مظاهرات احتجاجية أو أعمال عنف في ذكرى ما بات يـعرف لدى المطالبين بانفصال الأحواز، بانتفاضة الخامس عشر من أبريل.يشار الى أن القوات الايرانية دخلت مدينة المحمرة، عاصمة إمارة الأحواز العربية وغيرت اسمها الى خرمشهر بتاريخ 1925 وأسقطت آخر حکامها العرب الکعبيين الشيخ خزعل جابر الکعبي.وتعد الأهواز أو عربستان أو خوزستان غنية بالموارد الطبيعية (النفط والغاز) والأراضي الزراعية الخصبة ، وفيها أحد أكبر أنهار المنطقة وهو نهر كارون الذي يسقي سهلاً زراعياً خصباً يجعلها المنتج الرئيسي لمحاصيل مثل السكر والذرة في إيران ، وتساهم الموارد المتواجدة فيها بنصف الناتج القومي الصافي لإيران وأكثر من 80% من قيمة الصادرات، فيما يعاني العرب في الأقليم من الجوع والحرمان.
اعتقال النشطاء الأحوازيين
واندلعت الانتفاضة التي يحييها عرب الأحواز -8مليون من أصل 65 مليون إيراني- كل عام في 2005، بعد تسريب تعميم حكومي يحمل توقيع محمد علي أبطحي رئيس مكتب رئيس الجمهورية آنذاك، يكشف عن التخطيط لقلب التركيبة السكانية في هذا الإقليم. ليصبح المواطنون العرب هناك أقلية خلال عشر سنوات من خلال تهجيرهم إلى باقي المناطق، ومنح الوافدين إمكانيات هناك وبناء مستوطنات لهم، وتغيير الأسماء العربية للمدن والقرى وكل ما يرمز إلى وجود العرب في الأهواز. وكانت السلطات الإيرانية رفضت وجود مثل هذا التعميم واعتبرته مفبركاً ويهدف إلى زعزعة الأمن والاستقرار في البلاد.ونقلت "العربية.نت" عن كريم عبديان رئيس منظمة حقوق الإنسان الأحوازية أن ذكرى 15 أبريل هذا العام، رافقت عمليات تصعيد في الإقليم، شملت إصدار حكم الإعدام بحق عدد من السجناء السياسيين لبث الرعب والخوف بين المواطنين. وقال إن حالة احتقان واسعة يعيشها الإقليم بعد مقتل اثنين من النشطاء السياسيين تحت التعذيب، وهما ناصر آلبوشوكة، ومحمد الكعبي، في يناير الماضي. كما بث التلفزيون الرسمي الأسبوع الماضي مقابلات لعدد من المعتقلين، أرغموا على الاعتراف بالقيام بعمليات مسلحة ضد عناصر الأمن هناك. وأشار إلى أن الديوان الأعلى للقضاء صادق على حكم إعدام 5 من المواطنين بتهمة العمل ضد الأمن القومي، لكن السلطات الأمنية في الأحواز أجلت تنفيذ الحكم بعد الحملة الواسعة التي أطلقها النشطاء الأحوازيون في اجتماع مجلس حقوق الإنسان مؤخراً في جنيف، وحضره عن السلطة الإيرانية صادق لاريجاني شقيق رئيس جهاز القضاء. وأضاف إن السلطات الإيرانية اعتقلت في ذكرى 15 أبريل الماضي المئات من المشاركين في التظاهرات، ولا يزال يقبع 65 منهم في السجون دون محاكمة ومنحهم الحق بالحصول على محامين لمتابعة قضاياهم.