ترجع أهمية احتضان البحرين لأول معرض دولي شامل للدفاع، الذي افتتح الاثنين إلى العديد من الاعتبارات، يأتي في مقدمتها الرعاية السامية لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى القائد الأعلى للمعرض والمؤتمر المصاحب له، ودعم قوة دفاع البحرين لكافة فعالياته، فضلاً عن المتابعة الحثيثة لسمو العميد الركن الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة قائد الحرس الملكي رئيس اللجنة العليا لمعرض ومؤتمر البحرين الدولي للدفاع.
ويعتبر المعرض قفزة نوعية تُحسب للمملكة ولقيادتها الحكيمة، حيث سيسهم تنظيمها لهذا الحدث في تطوير منظومة المعارض الدولية المتخصصة بأسرها، منها المعارض الدفاعية والأمنية، التي تُعنى بتبادل ونقل المعارف والتقنيات الضرورية التي تستهدف تحقيق أعلى مستوى ممكن لأمن الشعوب واستقرار الدول في مواجهة التهديدات والمخاطر الدولية المتزايدة، وعلى رأسها الإرهاب.
ويتوقع أن يكون لمعرض البحرين للدفاع والمؤتمر المصاحب له، ثقله المقدر ضمن أجندة أهم المعارض الدفاعية في العالم، حيث إن احتضان المملكة لهذا الحدث الدولي الهام، يأتي وسط تحديات أمنية وسياسية واقتصادية دقيقة، تستوجب تنسيق الجهود والدفع بالتعاون المشترك بين البحرين وشركائها وحلفائها وأطراف علاقاتها الإقليمية والدولية، القائمة والمحتملة، التي يعد أبرزها، التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، والتحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب بقيادة المملكة السعودية الشقيقة.
ونظراً لأن المملكة تؤمن وعن قناعة مطلقة بأن التحديات العالمية الحالية تتطلب مزيداً من التعاون وتنسيق الجهود بين جميع الأطراف، وذلك كتصور رئيسي ضمن مبادئ رؤيتها العالمية وسياساتها الخارجية، فإن هذا الحدث سيكون أساساً قوياً تضعه المملكة لضمان التشاور وتبادل الأفكار والمواقف، ولتحقيق وحدة القرار إزاء ملفات الساحتين الإقليمية والدولية، وتثبيت دعائم وأركان الأمن والسلم من خلال تحالفاتها السياسية والعسكرية وصولاً إلى وضع الحلول المقترحة المناسبة لأية مشاكل قد تطرأ في المنطقة أو العالم.
ويسهم المعرض والمؤتمر في التعريف بأهم المنظومات التسليحية المتطورة، والاطلاع على أبرز المستجدات التقنية في واحد من أهم القطاعات التي يقودها التطور التكنولوجي، ومدى إمكانية الاستفادة منها، بالإضافة الى تعزيز التعاون بين مملكة البحرين وقوى وأطراف المجتمع الدولي المختلفة، ومن ثم دعم أهداف قوة دفاع البحرين التي تتطلع دوما لتطوير قدراتها الدفاعية والعسكرية الحديثة ووضعها دائمًا في حالة جاهزية قتالية عالية.
والحدث فرصة كبيرة للشركات لاستعراض أحدث المعدات والتجهيزات والقدرات العسكرية، حيث يعتبر حدثًا دوليًا مهمًا لعقد الصفقات، الأمر الذي قد يصب في مصلحة البحرين الاستراتيجية، كما يقدم أيضا منصة مثالية للالتقاء بأبرز صناع القرار في الحكومات والجيوش والصناعات الدفاعية، وهو ما سيتيح فرصة غير مسبوقة لمناقشة أبرز التحديات التي تواجهها هذه الصناعة وحلولها الممكنة، ومجالات التعاون وتبادل الخبرات وتوطين التكنولوجيا بين المملكة وغيرها.
وسيتطرق المؤتمر الذي سيقام على هامش المعرض، أبرز التحديات التي تواجهها المنطقة، وهو ما يهم قوة دفاع البحرين جملة وتفصيلاً نظراً للأدوار والمهام الجسام التي تقع على عاتقها باعتبارها عضوا في الكثير من التحالفات.
وتمثل الفعالية الدولية الكبيرة، فرصة للمشاركين فيها، وخاصة من جانب الدول ووفودها الرسمية والخبراء الاستراتيجيين، والشركات المتخصصة، لتبادل الأفكار والآراء والتشاور حول المستجدات الأمنية الراهنة على الساحتين الإقليمية والدولية، كما تعتبر ترجمة فعلية على أرض الواقع لمجمل الرؤى الاستراتيجية السياسية والدبلوماسية التي تشهدها التحالفات الرئيسية المشاركة في هذا الحدث الدولي المهم، وكيف يمكن الوقوف على مستجدات ملفات المنطقة الساخنة وجهود مكافحة الإرهاب.
وفي هذا الصدد، يمكن أن يسهم المعرض والمؤتمر المصاحب له في تكوين اتجاهات الرأي بشأن العديد من الملفات والقضايا، بل ويقود الرأي العام، سيما المتخصص ناحية عدد من الجوانب التي تساهم في تعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب في شتى أنحاء دول العالم، سيما أن هذا الملف بات على رأس اهتمامات المجتمع الدولي، ويشغل حيزا كبيرا من استراتيجيته.
إن الإقبال الكبير على حضور فعاليات المعرض والمؤتمر، يعكس نجاحه المنتظر، خاصة من جانب الشركات الدولية الكبرى التي أكدت مشاركتها في النسخة الأولى من هذا الحدث.
ويشار إلى أن موقع المعرض قد حظي منذ فتح باب التسجيل في مارس الماضي بإقبال كبير من الشركات الإقليمية والعالمية، وكذلك الجهات ذات العلاقة والاختصاص.
وقد أدى هذا الطلب المتزايد للمشاركة إلى توسعة مساحة المعرض الاجمالية لاستقطاب أحدث المعدات والمنظومات والمركبات العسكرية مع توقعات بمشاركة أكثر من 3000 زائر من حول العالم، وما يزيد عن 100 عارض ومصنع دولي ومزود، إضافة إلى مشاركة أكثر من 50 وفدا عسكريا وسياسيا رسميا من جميع دول العالم.
وسيجعل هذا الحدث المهم والكبير من مملكة البحرين محط أنظار واهتمام صناعة الدفاع والأمن في العالم، خاصة أن المعرض له قيمة إضافية مهمة، وهي تركيزه على قدرات البحرين كوجهة مثالية للمعارض والفعاليات العالمية، وإبرازه للمملكة كقوة سلام تدعو وتساهم في إحلال السلام والاستقرار في العالم، فضلا عن استقطابه المنتظر لآلاف من الزوار والمهتمين، والترويج للمملكة كوجهة سياحية وتجارية متميزة، سيما أن الحدث الكبير سيتضمن عروضاً فريدة تشمل تنفيذ تمارين هبوط مظلية مباشرة وتمارين رماية حرة وعروضا للسفن الحربية واستعراضا للمركبات العسكرية وغيرها.