تكالبت على دول مجلس التعاون الخليجي أزمات ونكبات على نحو متكرر منذ أكثر من أربعة عقود، وخلفت تلك الفترة سجلاً حافلاً بأسماء الشهداء من المدنيين والعسكريين مداده دماؤهم الطاهرة، غير أن العودة إلى التاريخ والبحث في وثائقه عن أسماء الشهداء متفرقة هنا وهناك لا يعد من الإنصاف في شيء، ونحن نحظى بحياة أفضل بفضل تضحياتهم وفدائهم.
وأذكر أن اهتمامي بهؤلاء الشهداء الأبطال بدأ فعلياً على أعقاب الفاجعة الكبرى التي أحدثها القصف الجوي الحوثي في مخازن السلاح، والتي أسفرت عن استشهاد 45 جندياً إماراتياً سبقهم وأعقبهم كوكبة من شهداء دول الخليج العربي وبقية قوات التحالف. وكنت قد كتبت حينها مقالاً عنوانه «شهداء الخليج مفتاح الحسم»، أطلقت قبله بحوالي أسبوعين حملة «شكراً جنود الخليج» على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر». لكن جهوداً فردية ومتواضعة كهذه لا تفي ولو بقطرة دم واحدة من دماء الشهداء البواسل.
ولأن التضحيات الخليجية مازالت مستمرة في اليمن، وقد نزفت دول خليجية الكثير من مواطنيها وعساكرها جرّاء العمليات الإرهابية التي تستهدفها، فضلاً عن السجل الأكبر للشهداء المتمخض عن الغزو العراقي الآثم للكويت، وشهداء متفرقين هنا وهناك من البعثات الدبلوماسية والطلبة المبتعثين والممثلين الرسميين لبلدانهم وغيرها، جاءت فكرة حفظ حق هذا العدد الهائل من الشهداء في متحف خليجي ضخم خاص، وهي ليست بفكرة جديدة أو طارئة ولكنها مستحقة، ففي كثير من القرى البريطانية تجد نصباً تذكارياً لشهداء القرية، ويضاف له تباعاً كل من يستشهد، ويقاس على الأمر كثير من الدول التي تقدر شهداءها وتحفظهم في ذاكرة التاريخ بشتى الطرق.
وكنت في مطلع العام الجاري قد طرحت فكرة إنشاء متاحف ومراكز مقتنيات للمشاهير والأبطال والقادة في بلداننا الخليجية -وأعتقد أن الفكرة لم تلقَى الصدى المأمول من الجهات المسؤولة بعد- ولكني على ثقة من أن القيمة الفعلية لتضحيات شهدائنا تجبر على وضع كل ما يوثق سيرتهم وبطولتهم وفداءهم نصب الأعين لدى المسؤولين. وإننا إذ نحظى في بعض الدول الخليجية بالمتاحف العسكرية التي تجمع المميز من المقتنيات والشارات العسكرية والرتب والأوسمة وغيرها، فلا شك في أن القيمة الإنسانية والعسكرية للجندي الإنسان أكبر وأعلى. وعندما تكون التضحية من مواطن مدني فإن لها تقديراً مضاعفاً هو الآخر يستحق من أجله التقدير، وليكون مفخرة لوطنه من جهة، ولأبنائه في هذه البلدان من جهة أخرى. وكم هي هينة في عدد كلماتها وحروفها، عظيمة في معناها عبارة قد يرددها أحدهم وهو يقف عند نصب تذكاري أو لوحة تحمل صورة والده قائلاً «أنا ابن هذا الشهيد»، إنها لعزيزة وربي وتقشعر لها الأبدان.
* اختلاج النبض:
إن الكلفة التي ستبذلها دول الخليج العربي في إنشاء متحف أو متاحف شهداء الخليج، لا تعادل شيئاً من إجمالي الكلفة التي تكبدها ذوو الشهداء في التضحية بأبنائهم من أجل رفعة الأوطان، ولكنها تشكل نوعاً من الإيفاء بالحق وإرجاع الفضل لأهله، فهؤلاء سطروا بأرواحهم نهضة الخليج العربي ورووا بدمائهم مستقبله.
وأذكر أن اهتمامي بهؤلاء الشهداء الأبطال بدأ فعلياً على أعقاب الفاجعة الكبرى التي أحدثها القصف الجوي الحوثي في مخازن السلاح، والتي أسفرت عن استشهاد 45 جندياً إماراتياً سبقهم وأعقبهم كوكبة من شهداء دول الخليج العربي وبقية قوات التحالف. وكنت قد كتبت حينها مقالاً عنوانه «شهداء الخليج مفتاح الحسم»، أطلقت قبله بحوالي أسبوعين حملة «شكراً جنود الخليج» على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر». لكن جهوداً فردية ومتواضعة كهذه لا تفي ولو بقطرة دم واحدة من دماء الشهداء البواسل.
ولأن التضحيات الخليجية مازالت مستمرة في اليمن، وقد نزفت دول خليجية الكثير من مواطنيها وعساكرها جرّاء العمليات الإرهابية التي تستهدفها، فضلاً عن السجل الأكبر للشهداء المتمخض عن الغزو العراقي الآثم للكويت، وشهداء متفرقين هنا وهناك من البعثات الدبلوماسية والطلبة المبتعثين والممثلين الرسميين لبلدانهم وغيرها، جاءت فكرة حفظ حق هذا العدد الهائل من الشهداء في متحف خليجي ضخم خاص، وهي ليست بفكرة جديدة أو طارئة ولكنها مستحقة، ففي كثير من القرى البريطانية تجد نصباً تذكارياً لشهداء القرية، ويضاف له تباعاً كل من يستشهد، ويقاس على الأمر كثير من الدول التي تقدر شهداءها وتحفظهم في ذاكرة التاريخ بشتى الطرق.
وكنت في مطلع العام الجاري قد طرحت فكرة إنشاء متاحف ومراكز مقتنيات للمشاهير والأبطال والقادة في بلداننا الخليجية -وأعتقد أن الفكرة لم تلقَى الصدى المأمول من الجهات المسؤولة بعد- ولكني على ثقة من أن القيمة الفعلية لتضحيات شهدائنا تجبر على وضع كل ما يوثق سيرتهم وبطولتهم وفداءهم نصب الأعين لدى المسؤولين. وإننا إذ نحظى في بعض الدول الخليجية بالمتاحف العسكرية التي تجمع المميز من المقتنيات والشارات العسكرية والرتب والأوسمة وغيرها، فلا شك في أن القيمة الإنسانية والعسكرية للجندي الإنسان أكبر وأعلى. وعندما تكون التضحية من مواطن مدني فإن لها تقديراً مضاعفاً هو الآخر يستحق من أجله التقدير، وليكون مفخرة لوطنه من جهة، ولأبنائه في هذه البلدان من جهة أخرى. وكم هي هينة في عدد كلماتها وحروفها، عظيمة في معناها عبارة قد يرددها أحدهم وهو يقف عند نصب تذكاري أو لوحة تحمل صورة والده قائلاً «أنا ابن هذا الشهيد»، إنها لعزيزة وربي وتقشعر لها الأبدان.
* اختلاج النبض:
إن الكلفة التي ستبذلها دول الخليج العربي في إنشاء متحف أو متاحف شهداء الخليج، لا تعادل شيئاً من إجمالي الكلفة التي تكبدها ذوو الشهداء في التضحية بأبنائهم من أجل رفعة الأوطان، ولكنها تشكل نوعاً من الإيفاء بالحق وإرجاع الفضل لأهله، فهؤلاء سطروا بأرواحهم نهضة الخليج العربي ورووا بدمائهم مستقبله.