كما هي عادتها، وكما كان متوقعاً، لجأت إيران إلى أسلوب التهديد ومحاولة إظهار نفسها بأنها الأقوى وأنها القادرة على رد الصاع صاعين وإن كان صادراً عن الولايات المتحدة، فما أن انتهى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الإعلان عن استراتيجيته الجديدة إزاء إيران وأكد أنه لن يصدق على التزام طهران بالاتفاق النووي وأن إدارته ستعمل مع الكونغرس لإجراء تعديلات على الاتفاق حتى أصدرت وزارة الخارجية الإيرانية بياناً ذكرت فيه أنه «إذا لم تُحترم حقوق إيران ومصالحها في إطار الاتفاق ستضع حداً لتعهداتها كافة.. وستعاود أنشطتها النووية السلمية بدون أي حدود»، وكأنها تقول إذا لم يستجب العالم لما تريده إيران فإن الخراب هو مصيره، فإيران تعرف كيف تصنع القنبلة النووية، وستعاود كل أنشطتها النووية «التي كانت تنكرها قبل الاتفاق»!
مشكلة إيران أنها أوهمت نفسها بأنها قوية جداً، وأن أحداً لا يستطيع أن يقف في طريقها، وأن بإمكانها أن تفعل ما تريد، وأن عدم إقدامها على صنع قنبلة نووية حتى الآن و«قبولها» بالاتفاق النووي هو «تنازل» منها لخير البشرية و«تعاطف» ينبغي أن تشكر عليه، وإلا فإنها قادرة على صنع أي شيء وفعل أي شيء، والقضاء على أي شيء.. وقيادة العالم!
وكما هي عادتها أيضاً أوعزت إلى ترسانتها الإعلامية لنشر فكرة أن تزامن إعلان السعودية عن ترحيبها بما قاله ترامب في خطابه المذكور مع إعلان إسرائيل ترحيبها بذلك مسألة لها أبعاد وينبغي التوقف عندها، وأن إعلان البحرين والإمارات عن الموقف نفسه «يعني أنهما يسيران في فلك السعودية التي تسير في فلك إسرائيل»!
ورغم أن كلاماً كهذا يدخل في باب المتوقع قوله من إيران والترويج له من خلال تلك الترسانة إلا أن سرعة التصريح به يؤكد أن الهدف هو تشويه سمعة هذه الدول والقول إنها ضمن قائمة الدول التي تعمل على الاعتراف بإسرائيل وتبادل التمثيل الدبلوماسي معها، وإن الدليل ليس فقط تزامن صدور بيانات هذه الدول مع صدور بيان إسرائيل ولكن أيضاً توافق كل البيانات واتفاقها على الموقف نفسه.
ما ينبغي من إيران أن تعلمه هو أن ما سعت إلى الترويج له من قبل وفشلت فيه لن تتمكن من الترويج له اليوم ولو قالت ما قالت وأعادته آلاف المرات، ذلك أن موقف دول مجلس التعاون من إسرائيل معروف وواضح وشروطها لإلغاء المقاطعة وتطبيع العلاقات معها معروفة وواضحة أيضاً ولا يمكن أن تتراجع عنها أو تغيرها. كذلك فإن عليها أن تعلم بأن تزامن صدور البيانات المؤيدة لما قاله الرئيس الأمريكي مع صدور بيان إسرائيل هو لأن هذه الدول وغيرها كثير تتخذ موقفاً سالباً من الاتفاق النووي ومن إيران التي لم تبقِ لها صديقاً بسبب أفعالها المؤذية وتصرفاتها الطائشة وخططها المفضوحة والرامية إلى تسيد المنطقة والتحكم فيها.
ليست الولايات المتحدة وحدها التي تتحفظ على الاتفاق النووي ومرتابة منه، فدول مجلس التعاون أيضاً متحفظة عليه ومرتابة منه، خصوصاً مع تأكدها من وجود بنود سرية لم يتم الكشف عنها ولا تعرف دول مجلس التعاون عنها أي شيء.
الموقف الأمريكي الواضح هذه المرة من الاتفاق النووي قرار يعبر عن الإدارة الأمريكية، ولكن أيضاً هو نتيجة ضغوط تمت ممارستها على تلك الإدارة، من قبل العديد من دول العالم ومنها دول مجلس التعاون التي من حقها أن ترتاب من مواقف وتصرفات إيران، ومن حقها أيضاً أن تتخذ منها موقفاً وهي ترى كيف أنها تدعم -على المكشوف- ما يسمى بـ«حزب الله» وميليشيات الحوثي وغيرها من منظمات السوء والأذى في العديد من بلدان العالم.
مشكلة إيران أنها أوهمت نفسها بأنها قوية جداً، وأن أحداً لا يستطيع أن يقف في طريقها، وأن بإمكانها أن تفعل ما تريد، وأن عدم إقدامها على صنع قنبلة نووية حتى الآن و«قبولها» بالاتفاق النووي هو «تنازل» منها لخير البشرية و«تعاطف» ينبغي أن تشكر عليه، وإلا فإنها قادرة على صنع أي شيء وفعل أي شيء، والقضاء على أي شيء.. وقيادة العالم!
وكما هي عادتها أيضاً أوعزت إلى ترسانتها الإعلامية لنشر فكرة أن تزامن إعلان السعودية عن ترحيبها بما قاله ترامب في خطابه المذكور مع إعلان إسرائيل ترحيبها بذلك مسألة لها أبعاد وينبغي التوقف عندها، وأن إعلان البحرين والإمارات عن الموقف نفسه «يعني أنهما يسيران في فلك السعودية التي تسير في فلك إسرائيل»!
ورغم أن كلاماً كهذا يدخل في باب المتوقع قوله من إيران والترويج له من خلال تلك الترسانة إلا أن سرعة التصريح به يؤكد أن الهدف هو تشويه سمعة هذه الدول والقول إنها ضمن قائمة الدول التي تعمل على الاعتراف بإسرائيل وتبادل التمثيل الدبلوماسي معها، وإن الدليل ليس فقط تزامن صدور بيانات هذه الدول مع صدور بيان إسرائيل ولكن أيضاً توافق كل البيانات واتفاقها على الموقف نفسه.
ما ينبغي من إيران أن تعلمه هو أن ما سعت إلى الترويج له من قبل وفشلت فيه لن تتمكن من الترويج له اليوم ولو قالت ما قالت وأعادته آلاف المرات، ذلك أن موقف دول مجلس التعاون من إسرائيل معروف وواضح وشروطها لإلغاء المقاطعة وتطبيع العلاقات معها معروفة وواضحة أيضاً ولا يمكن أن تتراجع عنها أو تغيرها. كذلك فإن عليها أن تعلم بأن تزامن صدور البيانات المؤيدة لما قاله الرئيس الأمريكي مع صدور بيان إسرائيل هو لأن هذه الدول وغيرها كثير تتخذ موقفاً سالباً من الاتفاق النووي ومن إيران التي لم تبقِ لها صديقاً بسبب أفعالها المؤذية وتصرفاتها الطائشة وخططها المفضوحة والرامية إلى تسيد المنطقة والتحكم فيها.
ليست الولايات المتحدة وحدها التي تتحفظ على الاتفاق النووي ومرتابة منه، فدول مجلس التعاون أيضاً متحفظة عليه ومرتابة منه، خصوصاً مع تأكدها من وجود بنود سرية لم يتم الكشف عنها ولا تعرف دول مجلس التعاون عنها أي شيء.
الموقف الأمريكي الواضح هذه المرة من الاتفاق النووي قرار يعبر عن الإدارة الأمريكية، ولكن أيضاً هو نتيجة ضغوط تمت ممارستها على تلك الإدارة، من قبل العديد من دول العالم ومنها دول مجلس التعاون التي من حقها أن ترتاب من مواقف وتصرفات إيران، ومن حقها أيضاً أن تتخذ منها موقفاً وهي ترى كيف أنها تدعم -على المكشوف- ما يسمى بـ«حزب الله» وميليشيات الحوثي وغيرها من منظمات السوء والأذى في العديد من بلدان العالم.