لا بد للسياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية أن تقطع علاقتها بالحقبة الأوبامية ومخلفاتها، إن أرادت تحسين وإعادة علاقتها بالحلفاء كالسعودية ودول الخليج ومصر وتعيد ترتيب أوراقها مع الدول المارقة «ككوريا الشمالية وإيران»، إن شاءت أن تستعيد مكانتها الدولية السابقة، نقول هذا الرأي ونحن نعرف أننا نخاطب قوى عظمى، لكننا نقوله ونحن نعرف أن هذا هو رأي العديد من المسؤولين الأمريكيين الذين انتقدوا سياسة الانكفاء والاكتفاء بالدفاع عن المصالح الأمريكية من الساحل!
تحالف الولايات المتحدة الأمريكية مع السعودية ودول مجلس التعاون في مكافحة الإرهاب له التزامات من الجانب الأمريكي، فإن نحن احترمنا التزاماتنا فلا شأن لنا إن كان هناك خلاف بين الخارجية والرئيس، وكذلك الحال في الموقف من الإرهاب الإيراني وأتباعهم حزب الله وبقية الميليشيات الإرهابية، فلا يحصر الموضوع بالاتفاق النووي فحسب، بل بمدى التزام إيران بتعهداتها تجاه أمن وسلامة المنطقة وهذا ما رأيناه مؤخراً في خطاب الرئيس وداعميه من الدوائر الأمريكية، ونتمنى أن نراه في حزب الأغلبية والأقلية في الكونغرس.
وتخطئ الخارجية الأمريكية إن اعتقدت أن السعوديين هم على ما كانوا عليه إبان الحقبة الأوبامية بحاجة للحضن الأمريكي بأي ثمن، ومماطلتهم في صفقة «ثاد» كما جرت العادة في السنوات السابقة كانت إحدى أدوات المدرسة الأوبامية، إلى أن فوجئوا بالصفقة التاريخية بين روسيا والسعودية، كسرت بها السعودية احتكار السلاح الأمريكي، وهنا سارع الكونغرس بالموافقة على صفقة «ثاد» وقال مصدر عسكري أمريكي في الخامس من أكتوبر إن «توقيع الرياض على صفقة شراء نظام أس-400 الدفاعي الصاروخي الروسي مرده تأخر البنتاغون والكونغرس في بيع نظام ثاد الدفاعي الأمريكي للسعودية» «قناة الحرة». وقد كانت الواشنطن بوست في العشرين من سبتمبر قد أشارت إلى تعمد وزير الخارجية ومعه بوب كروكر رئيس لجنة الشؤون الخارجية المماطلة في الموافقة على الصفقة للضغط على السعودية لإجبارها على المصالحة مع قطر، مما يؤكد أن الاثنين مازالا محملين بأفكار «أوبامية» غبية عن المملكة كان لها دور كبير في سوء العلاقة بين البلدين!
هذه الأفكار ما عادت تتناسب مع المرحلة الجديدة ولا تتناسب مع الالتزام الذي قدمته الإدارة الأمريكية الجديدة ومحاولة استعادة الدور الأمريكي في المنطقة، بدليل تجاوز السعوديين اتفاقية الشراء مع الروس، إلى اتفاقية للتصنيع، فوصف خبراء عسكريون ومحللون سياسيون، الصفقات العسكرية بين السعودية وروسيا، بأنها صفقات ذات بعد استراتيجي، تساهم في نقل التقنية والتكنولوجيا الروسية إلى المملكة، وتحول الرياض إلى منتج ومصنّع ومصدّر للتقانة والصناعات العسكرية، وتمكنها من امتلاك وتوطين الصناعات العسكرية المتطورة على أحدث طراز «الشرق الأوسط 8 أكتوبر».
انتهى إذاً زمن الابتزاز بتعطيل الصفقات العسكرية وفرض شروط مجحفة بحق السعوديين، وانتهى زمن الوقوف على باب الكونغرس انتظاراً لموافقته على صفقات التسليح، تلك متغيرات على الخارجية الأمريكية أن تتعاطى معها بجدية، فالسعودية ومعها دول التحالف الرباعي تحديداً تعلمت الدرس وعلى أمريكا أن تتعلمه وتعي أن مصالحها معهم لا تقل أبداً عن مصالحهم معها، ومدى الاستفادة المشتركة للمواطن الأمريكي والخليجي معه من هذا التحالف متساوية، وأن أي صفقة تعقد بينهما فهي ليست مجانية بل هي مصلحة متبادلة.
لا نحتاج للتذكير أن صفقات السلاح ليست إلا واحدة من تلك المصالح التي ساهمت بتمتع المواطن الأمريكي بامتيازاته، فدعم دولارهم ببيع البترول وفقاً لأسعاره مرتبطين به ارتباطاً جعل الدولار في منأى عن أي اهتزازات، وودائعنا في بنوكهم تحقق لهم دعماً، والأفضلية للميزان التجاري الأمريكي الخليجي على أي ميزان لأي دولة أخرى أخرى رغم وجود البدائل، ظل الخليجيون يحترمون معنى التحالف والمصالح المشتركة ويمنحون المنتج الأمريكي الأفضلية، إلى أن اكتشفوا أن تلك البضاعة المسماة «الإخلاص» أصبحت مع الأسف بائرة في أسواق السياسة الدولية، فقاموا بالتصرف وفقاً لما تعلموه مؤخراً بالإخلاص لمصالحهم فقط، وكانت النتيجة إيجابية لحد مدهش نظراً للسرعة التي استجاب بها الكونغرس لصفقة كانت معطلة لشهور في أدراجهم، خرجت كالريح منها وتم التصويت عليها، ولن تكون الصفقة الروسية السعودية آخر الأوراق عند الخليجيين!!
إنما ذلك «اللعب» لن يساهم في بناء الثقة إن شئنا للتحالف الأمريكي الخليجي أن يصمد، مصالحنا المشتركة لا يجب أن تخضع للابتزاز من أي طرف إن أرادت الولايات المتحدة الأمريكية أن تستعيد دورها في المنطقة.
وكذلك الحال بالنسبة لإيران فإن كان هناك خطأ «أوبامي» ارتكبته أمريكا قادها للفشل في احتواء كوريا الشمالية، فلا يجب أن تكرره مع إيران الآن وتجعل من خطوطها الحمراء خطوط مشاة يسير عليها الجميع بلا مبالاة، ذلك هو الإرث «الأوبامي» الذي على الولايات المتحدة الأمريكية أن تتخلص منه إن أرادت أن تستعيد موقعها ودورها الدولي، وها قد شهدت النتائج، فإيران اليوم مستعدة لمناقشة أي شيء في سبيل الإبقاء على الاتفاق بمرونة غير مسبوقة تختلف عن عنجهيتها إبان الحقبة الأوبامية حين كانت أمريكا هي الطرف الأضعف في المفاوضات.
لا بد إذاً من ثبات السياسة الخارجية الأمريكية بإنهاء الخلاف الداخلي بين دوائرها ورئيسها لينعكس ذلك الثبات في خطوات عملية حاسمة متفقة تماماً مع حلفائها ومع تعهداتها لنتجاوز معاً الاكتفاء بالخطاب والتصريحات المطمئنة للحلفاء ونتجاوز التهديد اللفظي للدول المارقة كإيران وكوريا بإجراءات ملموسة تعيد الأمن والانضباط والنظام، وتعيد الهيبة الأمريكية وتعيد للتحالف الخليجي الأمريكي قوته تلك التي حافظ من خلالها على أمن المنطقة، مقابل حفاظه على مصالح وامتيازات المواطن الأمريكي.
تحالف الولايات المتحدة الأمريكية مع السعودية ودول مجلس التعاون في مكافحة الإرهاب له التزامات من الجانب الأمريكي، فإن نحن احترمنا التزاماتنا فلا شأن لنا إن كان هناك خلاف بين الخارجية والرئيس، وكذلك الحال في الموقف من الإرهاب الإيراني وأتباعهم حزب الله وبقية الميليشيات الإرهابية، فلا يحصر الموضوع بالاتفاق النووي فحسب، بل بمدى التزام إيران بتعهداتها تجاه أمن وسلامة المنطقة وهذا ما رأيناه مؤخراً في خطاب الرئيس وداعميه من الدوائر الأمريكية، ونتمنى أن نراه في حزب الأغلبية والأقلية في الكونغرس.
وتخطئ الخارجية الأمريكية إن اعتقدت أن السعوديين هم على ما كانوا عليه إبان الحقبة الأوبامية بحاجة للحضن الأمريكي بأي ثمن، ومماطلتهم في صفقة «ثاد» كما جرت العادة في السنوات السابقة كانت إحدى أدوات المدرسة الأوبامية، إلى أن فوجئوا بالصفقة التاريخية بين روسيا والسعودية، كسرت بها السعودية احتكار السلاح الأمريكي، وهنا سارع الكونغرس بالموافقة على صفقة «ثاد» وقال مصدر عسكري أمريكي في الخامس من أكتوبر إن «توقيع الرياض على صفقة شراء نظام أس-400 الدفاعي الصاروخي الروسي مرده تأخر البنتاغون والكونغرس في بيع نظام ثاد الدفاعي الأمريكي للسعودية» «قناة الحرة». وقد كانت الواشنطن بوست في العشرين من سبتمبر قد أشارت إلى تعمد وزير الخارجية ومعه بوب كروكر رئيس لجنة الشؤون الخارجية المماطلة في الموافقة على الصفقة للضغط على السعودية لإجبارها على المصالحة مع قطر، مما يؤكد أن الاثنين مازالا محملين بأفكار «أوبامية» غبية عن المملكة كان لها دور كبير في سوء العلاقة بين البلدين!
هذه الأفكار ما عادت تتناسب مع المرحلة الجديدة ولا تتناسب مع الالتزام الذي قدمته الإدارة الأمريكية الجديدة ومحاولة استعادة الدور الأمريكي في المنطقة، بدليل تجاوز السعوديين اتفاقية الشراء مع الروس، إلى اتفاقية للتصنيع، فوصف خبراء عسكريون ومحللون سياسيون، الصفقات العسكرية بين السعودية وروسيا، بأنها صفقات ذات بعد استراتيجي، تساهم في نقل التقنية والتكنولوجيا الروسية إلى المملكة، وتحول الرياض إلى منتج ومصنّع ومصدّر للتقانة والصناعات العسكرية، وتمكنها من امتلاك وتوطين الصناعات العسكرية المتطورة على أحدث طراز «الشرق الأوسط 8 أكتوبر».
انتهى إذاً زمن الابتزاز بتعطيل الصفقات العسكرية وفرض شروط مجحفة بحق السعوديين، وانتهى زمن الوقوف على باب الكونغرس انتظاراً لموافقته على صفقات التسليح، تلك متغيرات على الخارجية الأمريكية أن تتعاطى معها بجدية، فالسعودية ومعها دول التحالف الرباعي تحديداً تعلمت الدرس وعلى أمريكا أن تتعلمه وتعي أن مصالحها معهم لا تقل أبداً عن مصالحهم معها، ومدى الاستفادة المشتركة للمواطن الأمريكي والخليجي معه من هذا التحالف متساوية، وأن أي صفقة تعقد بينهما فهي ليست مجانية بل هي مصلحة متبادلة.
لا نحتاج للتذكير أن صفقات السلاح ليست إلا واحدة من تلك المصالح التي ساهمت بتمتع المواطن الأمريكي بامتيازاته، فدعم دولارهم ببيع البترول وفقاً لأسعاره مرتبطين به ارتباطاً جعل الدولار في منأى عن أي اهتزازات، وودائعنا في بنوكهم تحقق لهم دعماً، والأفضلية للميزان التجاري الأمريكي الخليجي على أي ميزان لأي دولة أخرى أخرى رغم وجود البدائل، ظل الخليجيون يحترمون معنى التحالف والمصالح المشتركة ويمنحون المنتج الأمريكي الأفضلية، إلى أن اكتشفوا أن تلك البضاعة المسماة «الإخلاص» أصبحت مع الأسف بائرة في أسواق السياسة الدولية، فقاموا بالتصرف وفقاً لما تعلموه مؤخراً بالإخلاص لمصالحهم فقط، وكانت النتيجة إيجابية لحد مدهش نظراً للسرعة التي استجاب بها الكونغرس لصفقة كانت معطلة لشهور في أدراجهم، خرجت كالريح منها وتم التصويت عليها، ولن تكون الصفقة الروسية السعودية آخر الأوراق عند الخليجيين!!
إنما ذلك «اللعب» لن يساهم في بناء الثقة إن شئنا للتحالف الأمريكي الخليجي أن يصمد، مصالحنا المشتركة لا يجب أن تخضع للابتزاز من أي طرف إن أرادت الولايات المتحدة الأمريكية أن تستعيد دورها في المنطقة.
وكذلك الحال بالنسبة لإيران فإن كان هناك خطأ «أوبامي» ارتكبته أمريكا قادها للفشل في احتواء كوريا الشمالية، فلا يجب أن تكرره مع إيران الآن وتجعل من خطوطها الحمراء خطوط مشاة يسير عليها الجميع بلا مبالاة، ذلك هو الإرث «الأوبامي» الذي على الولايات المتحدة الأمريكية أن تتخلص منه إن أرادت أن تستعيد موقعها ودورها الدولي، وها قد شهدت النتائج، فإيران اليوم مستعدة لمناقشة أي شيء في سبيل الإبقاء على الاتفاق بمرونة غير مسبوقة تختلف عن عنجهيتها إبان الحقبة الأوبامية حين كانت أمريكا هي الطرف الأضعف في المفاوضات.
لا بد إذاً من ثبات السياسة الخارجية الأمريكية بإنهاء الخلاف الداخلي بين دوائرها ورئيسها لينعكس ذلك الثبات في خطوات عملية حاسمة متفقة تماماً مع حلفائها ومع تعهداتها لنتجاوز معاً الاكتفاء بالخطاب والتصريحات المطمئنة للحلفاء ونتجاوز التهديد اللفظي للدول المارقة كإيران وكوريا بإجراءات ملموسة تعيد الأمن والانضباط والنظام، وتعيد الهيبة الأمريكية وتعيد للتحالف الخليجي الأمريكي قوته تلك التي حافظ من خلالها على أمن المنطقة، مقابل حفاظه على مصالح وامتيازات المواطن الأمريكي.