عادت بعثة علمية فرنسية من "قارة البلاستيك" المؤلفة من اعداد لا تحصى من النفايات البلاستيكية العائمة في شمال المحيط الاطلسي، والتي تقدر مساحتها بضعف مساحة الاراضي الفرنسية.وقال باتريك ديكسون صاحب مبادرة تنفيذ هذه الرحلة لوكالة فرانس برس الاربعاء "لقد وصلنا الى مناطق تتركز فيها كميات كبيرة من نفايات البلاستيك الصغيرة".وقاد باتريك بعثة مماثلة العام الماضي الى المحيط الهادئ. اما رحلته الحالية التي بدأها في مطلع مايو الماضي على متن قارب من 18 مترا وانهاها قبل ايام، فقد انطلقت من جزيرة مارتينيك الفرنسية، بدعم من المركز الفرنسي للتحليل ولتوقع احوال المحيطات.وقال "وجدنا نوعين من النفايات، الكبيرة الحجم مثل العبوات والقوارير وهي تطفو على سطح الماء بالقرب من الدوامة البحرية المتشكلة من التقاء التيارات البحرية (..) اما النوع الثاني فهي النفايات الدقيقة جدا" التي تلتقط بواسطة اجهزة خاصة لقياس تركيزها في الماء.وقالت الكسندرا تير هال عالمة الكيمياء الباحثة في المركز الفرنسي للابحاث العلمية "لقد جمعت عينات من البلاستيك ومن مياه البحر ومن الطحالب، اريد ان احللها الان". وهي من الفريق المؤلف من تسعة باحثين كانوا على متن قارب البعثة.وسيدرس العلماء الكائنات المجهرية التي تنمو على البلاستيك، وهي كائنات "غريبة تماما عن البيئة البحرية".وسيتيح التحليل الوراثي لهذه الكائنات تقييم اثرها على البيئة البحرية.وتطوف ملايين الاطنان من النفايات في المحيط الاطلسي، بعد ان تلقى من السواحل او تحملها مياه الانهار الصابة في المحيط.وهناك خمس مساحات كبرى من النفايات تتوزع على مياه محيطات كوكب الارض، تأخذ كل منها شكل دوامة تحركها التيارات المائية، وتجذب النفايات الى وسطها ببطء.في العام 2012 نشرت دراسة علمية اظهرت ان تركز جزيئات البلاستيك في شمال المحيط الاطلسي تضاعف مئة مرة في العقود الماضية، ويتخوف العلماء من ان يكون لهذا الامر ارتدادات سلبية على التوازن البيئي للمحيط وبالتالي على كوكب الارض عموما.