أكد رئيس جمعية البحرين لتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة أحمد السلوم، أن هناك فرصاً حقيقية لتشغيل المواطنين بالخليج في حالة التعاون المثمر بين الجهات المعنية في دول مجلس التعاون، مشيراً إلى أن قطاع مثل "المحاسبة" فقط يمكن أن يوفر نحو مليوني فرصة عمل على الأقل لمواطني دول الخليج فيما بينهم.
وأوضح أن أصحاب الأعمال يفضلون الأجانب للعمل في هذه المهنة للحفاظ على أسرار العمل، ويمكن في هذا الصدد تنقل العمالة الخليجية بين المؤسسات بحيث يعمل البحريني في السعودية أو الإمارات أو الكويت مثلاً، ويعمل الكويتي والعماني والسعودي في البحرين وهكذا، فتتنقل العمالة بشكل سلس في القطاع، مبيناً أن عدد المؤسسات العاملة في الخليج تقدر بنحو 4 ملايين مؤسسة.
جاء ذلك على هامش مشاركته في فعاليات "المؤتمر الخامس للموارد البشرية وسوق العمل بدول مجلس التعاون الخليجي" الذي أقيم تحت رعاية سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي ولي العهد نائب حاكم الشارقة تحت شعار "رأس المال البشري الخليجي ... ثروة واعدة" بمركز أكسبو الشارقة، ممثلاً لغرفة تجارة وصناعة البحرين عن قطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.
وسلط المؤتمر الذي ينظمه اتحاد غرف دول مجلس التعاون الخليجي مع غرفة تجارة وصناعة الشارقة على مدار يومين، الضوء على واقع الموارد البشرية في دول مجلس التعاون الخليجي ووضع حلول وآليات من شأنها الإسهام في تقليل نسب البطالة والاستثمار في العنصر البشري.
وشارك السلوم في الندوة بورقة تحت عنوان "دور ريادة الأعمال والإستثمار الحر للشبابفي مستقبل سوق العمل الخليجي"، حيث تم تكريم السلوم بدرع خاص من قبل سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي ولي العهد نائب حاكم الشارقة.
وأكد السلوم، أن المؤسسات الصغيرة والمتوسطة هي عصب أي اقتصاد عالمي قوي وهي المفتاح وراء نجاح اقتصاديات عملاقة مثل الاقتصاد الأمريكي والروسي والألماني والصيني والبرازيلي والماليزي والتركي وغيرها، على عكس ما قد يعتقده البعض بأن الشركات العملاقة هي الداعم الأول لمثل هذه الاقتصادات.
وأضاف "أستطيع أن أؤكد بأن كافة الدراسات المقارنة التي أجريت بين الاعتماد على هذين النوعين من الشركات في بناء اقتصاد وطني قوي ومرن لديه القدرة على امتصاص الصدمات بقدر ما هو متنوع وفعال، كانت جميعها تصب في صالح الاقتصاديات القائمة على الشركات الصغيرة والمتوسطة".
ودعا السلوم إلى الاستفادة بتجارب هذه الدول المتقدمة في تطوير التجربة الخليجية على مستوى المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، مبينا أن هناك فرص حقيقية وواعدة لتطوير المؤسسات الصغيرة في الخليج.. مشيراً إلى أن مستقبل ريادة الأعمال في الخليج يبدو مفتوحا ومشجعا.. وفي انتظار الفرسان.
نائب رئيس اتحاد غرف الدولة رئيس غرفة تجارة وصناعة الشارقة عبد الله العويس، أكد أهمية الموارد البشرية كأساس ومحور للتنمية المستدامة لأي مجتمع، مشيراً إلى أن دول مجلس التعاون أولت المواطن الخليجي الأولوية والاهتمام والرعاية ووفرت الإمكانيات لبناء العنصر البشري ارتكازاً على رؤى موحدة مشتركة وتوجيه حكيم ودعم ومساندة من القيادات لدول المجلس لتنفيذ برامج وسياسات تعليمية ومعرفيه ومهارية للمواطن الخليجي تمكنه من تنمية قدراته وخبراته.
واعتبر أن جهود ومبادرات اتحاد الغرف الخليجية تمثل إضافة ايجابية في السعي نحو الاستثمار في رأس المال البشري الخليجي، ومن بينها مؤتمر الموارد البشرية الذي يمثل مبادرة ناجحة منحت الفرصة لعرض وطرح مرئيات من القطاع الخاص في كيفية الإسهام فيهذا الاستثمار وخاصة في ظل استمرار تحديات ومعوقات توطين الوظائف في سوق العمل الخليجي الخاص.
فيما اعتبر فايز المطيري المدير العام لمنظمة العمل العربية، أن استثمار رأس المال البشري وتطوير أدائه الوظيفي وفق متطلبات سوق العمل الخليجي، يعد من صلب اهتمامات منظمة العمل العربية في ظل التحولات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي تشهدها المنطقة العربية.
وشدد على أهمية التدريب المهني كأحد الركائز الأساسية للتنمية المستدامة 2030 وأبرز الحلول لجسر الفجوة بين مخرجات التعليم ومتطلبات سوق العمل ولتعزيز المهارات المطلوبة.