ثمة من ينظر إلى التقاعد كإنهاء خدمة من الحياة، كنوع من الاستغناء المهني والاجتماعي، كنهاية مطاف لتاريخ حافل بالعطاء والتضحيات لا يقابل بتقدير في أغلب الأحيان، ثمة من يرى التقاعد مرحلة تكمن متعتها في الكسل والبلادة والانهزام من المسؤولية حتى في الحياة الاجتماعية والإلقاء بها على آخرين من حولهم، وهي سمة أغلب المنتمين للمجتمعات العربية والمنخرطين فيها، بينما نجد النموذج الغربي من المقاعدين يسطر قصة أمل وعمل ويصنع حياة جديدة من حياة التقاعد، وهو نموذج جدير بالاحترام دون أدنى شك. قبل أيام وصلتني رسالة على «الواتساب» معنونة بعبارة «معاً نكمل مسيرة العطاء»، تعلن عن إنشاء مجموعة محادثة كبيرة تضم المتقاعدين في مختلف المجالات على نحو منظم، وبشروط معقولة لتلبي احتياجات المضي قدماً في العملية التنموية في مملكة البحرين، إذ تمت الإشارة إلى أهمية عضوية من كان لهم عطاء مثمر وساهموا في نهضة مملكة البحرين، يهدف هذا التجمع إلى تبادل الخبرات والمساعدة في تخطيط ما بعد التقاعد والعمل لمواصلة العطاء. وكان الإعلان قد ذُيّل بعبارة «إذا لم تكن الشخص المعني يرجى إرسالها لمن تنطبق عليه الشروط»، تلك الشروط التي تمثلت في أن يكون المشترك بحرينياً متقاعداً جامعياً.
وعندما تلفّت حولي برهة في عالم يملؤه «الكبار»، عالم المؤتمرات والتخطيط والسياسة والعسكر، وجدت أن أغلب الباحثين والمتحدثين والكتاب الكبار والقادة في مجالات مختلفة وأصحاب مراكز الأبحاث والمؤسسات الإعلامية، أغلبهم من فئة المتقاعدين، ممن أكملوا مسيرة العطاء.. بل وانكبوا عليها طوال وقتهم، عملاً متفرغاً دؤوباً لا يشغلهم عنه التزام آخر أو ضغوط عمل قد نعانيها نحن الشباب بما يحكم أوقاتنا وتحركاتنا ويقيد طاقاتنا وإبداعنا في مجتمع عربي، لا سيما في أوقات الدوام الرسمي، أو تبعات ما تفرضه عليك بعض الوظائف من صور ذهنية يجب أن تحافظ عليها في المجتمع.
واحدة من أجمل العبارات التي قرأتها في موضوع التقاعد، تهنئة تقول «مبروك التقاعد.. أصبحت رئيس نفسك»، قليل من التأمل لتلك العبارة كفيل بشحننا بكثير من الطاقة خروجاً من أغلال المسؤولين المتعجرفين والوصوليين والمتمصلحين والمرضى النفسيين، الذين لا تعلم مع من منهم يكون قدرك المهني قد كتب. لكم تمنيت أن أحرق مراحلي المهنية وصولاً للتقاعد، حيث أعكف على تأليف الكتب، وكتابة المزيد من المقالات، والمشاركة في كل المؤتمرات الهامة والتخصصية دون هوادة، لكم تمنيت أن أتقاعد مبكراً لأتعلم أكثر وأتنقل من بلد إلى آخر بحثاً عن المعرفة من كل منهل يقودني إليها. كثير من الوقت الفائض قد يفضي لعمل لا ينقضي في آفاق أرحب وأكثر متعة.
* اختلاج النبض:
لنغير نظرتنا نحو التقاعد.. فالحياة تبدأ من هنا.
وعندما تلفّت حولي برهة في عالم يملؤه «الكبار»، عالم المؤتمرات والتخطيط والسياسة والعسكر، وجدت أن أغلب الباحثين والمتحدثين والكتاب الكبار والقادة في مجالات مختلفة وأصحاب مراكز الأبحاث والمؤسسات الإعلامية، أغلبهم من فئة المتقاعدين، ممن أكملوا مسيرة العطاء.. بل وانكبوا عليها طوال وقتهم، عملاً متفرغاً دؤوباً لا يشغلهم عنه التزام آخر أو ضغوط عمل قد نعانيها نحن الشباب بما يحكم أوقاتنا وتحركاتنا ويقيد طاقاتنا وإبداعنا في مجتمع عربي، لا سيما في أوقات الدوام الرسمي، أو تبعات ما تفرضه عليك بعض الوظائف من صور ذهنية يجب أن تحافظ عليها في المجتمع.
واحدة من أجمل العبارات التي قرأتها في موضوع التقاعد، تهنئة تقول «مبروك التقاعد.. أصبحت رئيس نفسك»، قليل من التأمل لتلك العبارة كفيل بشحننا بكثير من الطاقة خروجاً من أغلال المسؤولين المتعجرفين والوصوليين والمتمصلحين والمرضى النفسيين، الذين لا تعلم مع من منهم يكون قدرك المهني قد كتب. لكم تمنيت أن أحرق مراحلي المهنية وصولاً للتقاعد، حيث أعكف على تأليف الكتب، وكتابة المزيد من المقالات، والمشاركة في كل المؤتمرات الهامة والتخصصية دون هوادة، لكم تمنيت أن أتقاعد مبكراً لأتعلم أكثر وأتنقل من بلد إلى آخر بحثاً عن المعرفة من كل منهل يقودني إليها. كثير من الوقت الفائض قد يفضي لعمل لا ينقضي في آفاق أرحب وأكثر متعة.
* اختلاج النبض:
لنغير نظرتنا نحو التقاعد.. فالحياة تبدأ من هنا.