كشفت وثائق سرية أميركية أن أحد الجنود الأميركيين الذين أطلقت حركة طالبان الأفغانية سراحهم مؤخراً كان قد اعتنق الإسلام خلال فترة اعتقاله التي بدأت في العام 2009، ومن ثم أطلق على نفسه لقب "مجاهد" ليبدأ لاحقاً بتدريب مقاتلي طالبان على استخدام السلاح.وكان الرقيب في الجيش الأميركي بو بيرغديل يسير وحيداً في أحد شوارع أفغانستان في العام 2009 عندما فقد أثره ليتبين أنه معتقل لدى حركة طالبان، ولاحقاً تمكن الرجل من بناء علاقة حسنة مع خاطفيه الذين سمحوا بحضور تدريبات لهم وإطلاق النار من سلاح رشاش آلي من طراز (AK-47)، كما سمحوا له بحمل سلاحه الناري لاحقاً خلال فترة اعتقاله.وقال علماء نفس لوكالة "فوكس نيوز" الأميركية، "إن ما تكشفه هذه الوثائق السرية يمثل حالة يمكن أن تحدث وتسمى في علم النفس "متلازمة ستوكهولم" وهذه الحالة "تسبب لدى الرهائن حالة من التعاطف مع خاطفيهم، أو حتى الانضمام إليهم، في محاولة للنجاة".وكان بو بيرغديل، قد أعيد الى الولايات المتحدة وبدأ بتلقي الرعاية هناك بعد أن تم إطلاق سراحه بموجب صفقة تبادل أسرى تمت قبل أيام بوساطة من دولة قطر، وأفرجت بموجبها الولايات المتحدة عن خمسة من قادة حركة طالبان.وتقول جريدة "ديلي ميل"، إن الوثائق السرية تظهر أن الجندي بيرغديل كان يقيم علاقات متقلبة مع خاطفيه من حركة طالبان خلال السنوات الماضية.وبحسب ما تبين من وثائق أميركية فإن بيرغديل كان قد تمكن من الهرب في أواخر يونيو من العام 2010، ومن ثم أعيد اعتقاله بعد خمسة أيام وأودع في قفص حديدي خاص أشبه بالأقفاص التي توضع فيها الحيوانات.ولاحقاً بدأ بيرغديل التحدث بود مع خاطفيه وكان يردد إليهم بين الحين والآخر كلمة "سلام" حيث يلقي إليهم بتحية الإسلام العربية التي يتداولونها فيما بينهم، ومن ثم اعتنق الإسلام وأصبح صديقاً لخاطفيه.وتسربت هذه المعلومات عبر وثيقة سرية لشركة أمنية متعاقدة مع وزارة الدفاع الأميركية، وهي الوثيقة التي اطلعت عليها شبكة "فوكس نيوز" الأميركية للأخبار.ويبدو من الوثيقة أن الولايات المتحدة علمت بما جرى مع الجندي بيرغديل عبر مصدر من بين الـ200 عضو التابعين لحركة طالبان الذين كانوا يقومون بمهمة احتجازه.وتحمل الوثيقة الرقم 3023 ويعود تاريخها الى 23 أغسطس 2012، وتزعم بأن الجندي أعلن نفسه على أنه "مجاهد".وترسم الوثيقة صورة لفترة مضطربة عاشها الجندي الأميركي في الاعتقال بعد أن فشل في الهروب في يونيو 2010 ومن ثم أودع قفصاً حديدياً.وتبين من تقارير أخرى بشأن الجندي الأميركي أنه كان يلعب كرة القدم مع خاطفيه من عناصر حركة طالبان، كما أنهم سمحوا له باستخدام الرشاش ذو الصناعة الروسية من طراز (AK-47) وهو البندقية الآلية التي تشتهر باسم مخترعها الروسي كلاشينكوف، ويجيد المقاتلون الأفغان استخدامها منذ فترة مقاومتهم للاحتلال السوفييتي.ويشرح أحد التقارير السرية التي كانت قد وردت للاستخبارات العسكرية الأميركية كيف أن سلوك كل من الجندي الأميركي وخاطفيه تغير بعد فشل محاولة الهروب، حيث يقول التقرير: "تم تخفيف ظروف الاعتقال على الجندي بيرغديل بشكل كبير جداً، كما تحول الى الإسلام، وأصبح يصف نفسه بأنه مجاهد".وتابع: "أصبح بيرغديل يتمتع بقليل من الحرية، ويشارك في التدريبات القتالية التي يقوم بها المجاهدون المحليون، كما تم السماح له حتى بحمل سلاحه، كما أنه يلعب مع حراسه كرة القدم، ويقفز حول الملعب مثل رجل مجنون".وأشار التقرير إلى أن الجندي "يظهر بشكل جيد، وسعيد، ويردد كلمة (سلام) كثيراً".
International
جندي أميركي اعتنق الإسلام ودرب مقاتلي طالبان
07 يونيو 2014