لولوة المحميد
شباب كثر يراودهم حلم التأليف، يكتبون بعض المحاولات، منها ما هو جيد ويستحق النشر، وأخرى بحاجة إلى جهد كبير لتطويرها. وفي الحالتين يحجم الشباب غالباً عن نشر منتجاتهم، لأسباب ذاتية أهمها الخوف، وأخرى موضوعية أهمها تعقيدات الطباعة والنشر وتكلفتهما.
طلاب الجامعة يتحدثون عن أستاذ جامعي يحفز الطلاب على النشر عبر خلق تحد مفاده أن من ينشر كتاباً باسمه قبل نهاية الفصل الدراسي يحصل على درجة المقرر كاملة. ومع ذلك يبدو أن الذين قبلوا التحدي قليلون.
فماذا يقول الشباب عن أحلامهم بالنشر؟
مريم عبدالله تقول "كتبت كثيراً من الروايات والقصص لكنها ظلت حبيسة الدفاتر والأوراق نتيجة خوفي من عدم تقبل الناس لكتاباتي. لعله يأتي يوم أجد فيه رواية باسمي في الأسواق".
فيما تقول سارة أحمد "كتبت العديد من الخواطر لكنني لم أفكر يوماً في نشرها بسبب تكلفة الطباعة والنشر والتوزيع ، كما أن ذوق الناس قد لا يتجاوب مع أفكاري الخاصة".
وتروي فاطمة خالد تجربتها مع الكتابة بالقول "كنت أرى عدداً من الكتاب الجدد في المعارض يكتبون الروايات والخواطر فتوقعت أن الكتابة أمر بسيط، لكن حين جربت الأمر بنفسي وجدته في غاية الصعوبة، إذ توقفت الأفكار فجأة عن الحضور. وحين استعدت إلهامي وعاودت الكاتبة واجهت مشكلة في النشر والتوزيع، لذا تخليت عن فكرة نشر الكتاب واعترفت أن مهمة الكاتب صعبة وشاقة".
في حين كانت تجربة لولوة يوسف مختلفة، تقول "عندما كتبت رواية حاولت نشرها لكن المطابع لم تقبل طبعها، فحاولت طباعتها على نفقتي الخاصة ووجدت أنها تكلف الكثير. قررت وضع الرواية في الدرج وانتظار الوقت الذي أستطيع فيه نشرها".
فيما تمكنت الكاتبة التي ترمز لنفسها بـ"هـ" من النجاح في تحقيق حلمها ونشر كتابها. تقول "كتبت مجموعة من الخواطر لكني كنت خائفة من رفض الجمهور لها حين نشرها. وعندما وجدت تشجيعاً من الأهل والأصدقاء حاولت مع عدد من المكتبات لنشرها، فوجدت أن الكتاب يجب أن يمر على نقاد حتى يتأكدوا من صلاحيته للنشر، وبعد النقاد يتم إعداد التصميم للكتاب حتى يتناسب مع السوق. إنتاج الكتاب يحتاج إلى مجهود الكاتب ومساعدة من المطابع للنشر والتوزيع وإلى جمهور يحب القراءة ويستمتع بها".