يعيش العقل العربي أزمة مزمنة من مئات السنين، وذلك بفعل تراكم الأحداث التاريخية في منطقتنا والتي خلفت وراءها اتجاهات فكرية ومذاهب دينية ومدارس كلامية لم نحسن استخدامها بالطريقة المناسبة من استغلال لهذا الثراء الفكري والزخم المعرفي المتنوع والفريد وذلك كله بسبب الصراع السياسي الذي حول هذه الثروة المعرفية الثقافية إلى اقتتال طائفي ومذهبي ظاهره الصراع الديني وباطنه وحقيقته الصراع السياسي على السلطة.
هذا الصراع حول هذا الكنز الثقافي الحضاري المتنوع للاتجاه المعاكس تماماً وأصبح إرثاً من الثارات والأحقاد وغلبة الثقافة السلطوية التي تنتهج أسلوب محاكم التفتيش والتي نتج عنها قتل خلق كثير من الناس لمجرد خلاف فقهي بسيط أو تفسير آية قرآنية أو حتى فكرة فلسفية!!
وللأسف الشديد ساعد على تأجيج هذا الصراع الديني كما ذكرنا بعض الحكام كما فعل الخليفة العباسي المأمون عندما اعتنق أفكار المعتزلة في قضايا كثيرة أبرزها قضية «خلق القرآن»، وأمر باضطهاد كل من لا يؤمن بهذا الرأي وسبب هذا القرار هو تصدي مدرسة أهل الحديث وعلى رأسها الإمام أحمد بن حنبل لهذا الرأي المستحدث، وهى المدرسة التي تقدم النقل على العقل، واستمر هذا الصراع بين المعتزلة برعاية المأمون، وأهل الحديث، حتى جاء الخليفة المتوكل العباسي، وانتصر لأهل الحديث، واضطهد المعتزلة وهكذا استمرت الأمور في قضايا أخرى كثيرة، تسببت في اضطهاد وقتل الكثير من العلماء والفلاسفة على أيدي الحكام والعوام على حد سواء، مما خلق هذا المناخ العدائي بين المسلمين حتى اليوم، ولم نستفد للأسف من هذا التنوع الفكري، والذي لو استمر بشكل سلمي وحضاري لكان للمسلمين شأن آخر، كما حدث في الأندلس من تقدم حضاري وفكري، وذلك لبعدها جغرافيا عن بؤرة الصراع الملتهب دائماً في الشرق الأوسط واستقلاليتها، إلى حد ما اجتماعياً وفكرياً..
لذلك يمكن تلخيص أزمة العقل العربي في كونه مكبلاً بسلطة العقل الجمعي الذي يرفض التغريد خارج السرب، وأنه وإلى اليوم لا يزال سجين الموروث، رغم تغير وتبدل كل شئ من حولنا، فالعالم ينطلق في فضاءات الإبداع العلمي والثقافي، ونحن لا نزال نحاول الفكاك من أسر هذه القيود والأغلال والتي حتماً ستتغير رغماً عنا في المستقبل ربما القريب، لأن سنن الله تجري ونحن جزء من هذا العالم المتغير، وعلينا أن نفك أغلال العقل بأنفسنا، قبل أن نواجه كارثة وصدمة تفقدنا الثقة بأنفسنا.
يجب علينا أن نعمل لصالح أبنائنا في المستقبل، ونترك لهم إرثاً معرفياً حقيقياً يحفظ للدين ومقاصده العظمى هيبته، ويتناغم ويتصالح مع التقدم العلمي والحضاري، وأنه لا تضاد بين العلم والإيمان، لأنه من مقاصد الدين العظمى معرفة أسرار الله في خلقه، وأسرار الله في النفس سمو روحاني، وأسراره في المادة تقدم علمي.. فلا تضاد بينهما إذا فقهنا ذلك وحررنا العقل من قيوده.. فلا خوف على الدين والعلم والموروث التاريخي من تحرير العقل الذي هو مفتاح الأمن والسلام والطمأنينة لكل مجتمع.
هذا الصراع حول هذا الكنز الثقافي الحضاري المتنوع للاتجاه المعاكس تماماً وأصبح إرثاً من الثارات والأحقاد وغلبة الثقافة السلطوية التي تنتهج أسلوب محاكم التفتيش والتي نتج عنها قتل خلق كثير من الناس لمجرد خلاف فقهي بسيط أو تفسير آية قرآنية أو حتى فكرة فلسفية!!
وللأسف الشديد ساعد على تأجيج هذا الصراع الديني كما ذكرنا بعض الحكام كما فعل الخليفة العباسي المأمون عندما اعتنق أفكار المعتزلة في قضايا كثيرة أبرزها قضية «خلق القرآن»، وأمر باضطهاد كل من لا يؤمن بهذا الرأي وسبب هذا القرار هو تصدي مدرسة أهل الحديث وعلى رأسها الإمام أحمد بن حنبل لهذا الرأي المستحدث، وهى المدرسة التي تقدم النقل على العقل، واستمر هذا الصراع بين المعتزلة برعاية المأمون، وأهل الحديث، حتى جاء الخليفة المتوكل العباسي، وانتصر لأهل الحديث، واضطهد المعتزلة وهكذا استمرت الأمور في قضايا أخرى كثيرة، تسببت في اضطهاد وقتل الكثير من العلماء والفلاسفة على أيدي الحكام والعوام على حد سواء، مما خلق هذا المناخ العدائي بين المسلمين حتى اليوم، ولم نستفد للأسف من هذا التنوع الفكري، والذي لو استمر بشكل سلمي وحضاري لكان للمسلمين شأن آخر، كما حدث في الأندلس من تقدم حضاري وفكري، وذلك لبعدها جغرافيا عن بؤرة الصراع الملتهب دائماً في الشرق الأوسط واستقلاليتها، إلى حد ما اجتماعياً وفكرياً..
لذلك يمكن تلخيص أزمة العقل العربي في كونه مكبلاً بسلطة العقل الجمعي الذي يرفض التغريد خارج السرب، وأنه وإلى اليوم لا يزال سجين الموروث، رغم تغير وتبدل كل شئ من حولنا، فالعالم ينطلق في فضاءات الإبداع العلمي والثقافي، ونحن لا نزال نحاول الفكاك من أسر هذه القيود والأغلال والتي حتماً ستتغير رغماً عنا في المستقبل ربما القريب، لأن سنن الله تجري ونحن جزء من هذا العالم المتغير، وعلينا أن نفك أغلال العقل بأنفسنا، قبل أن نواجه كارثة وصدمة تفقدنا الثقة بأنفسنا.
يجب علينا أن نعمل لصالح أبنائنا في المستقبل، ونترك لهم إرثاً معرفياً حقيقياً يحفظ للدين ومقاصده العظمى هيبته، ويتناغم ويتصالح مع التقدم العلمي والحضاري، وأنه لا تضاد بين العلم والإيمان، لأنه من مقاصد الدين العظمى معرفة أسرار الله في خلقه، وأسرار الله في النفس سمو روحاني، وأسراره في المادة تقدم علمي.. فلا تضاد بينهما إذا فقهنا ذلك وحررنا العقل من قيوده.. فلا خوف على الدين والعلم والموروث التاريخي من تحرير العقل الذي هو مفتاح الأمن والسلام والطمأنينة لكل مجتمع.