حسن عبدالنبي
أكد نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس اللجنة الوزارية للإعمار والبنية التحتية، الشيخ خالد بن عبد الله آل خليفة، أنه من المؤمل أن يدخل قانون تنظيم القطاع العقاري حيز النفاذ كلياً في الأول من مارس من العام المقبل.
وأضاف أن القانون، وما يترتب على ذلك من وجوب قيام المطورين والوسطاء والمثمنين والمرخص لهم بإدارة وتشغيل العقارات بتوفيق أوضاعهم طبقاً لأحكامه، يمثل تحولاً تشريعياً ونقلة نوعية تعكس الاعتناء الذي يحظى به هذا القطاع الذي يعتلي قائمة القطاعات المساهمة بفاعلية في الناتج المحلي الإجمالي تقدر بحوالي 5% خلال العام الماضي".
وكان الشيخ خالد بن عبد الله آل خليفة، تفضل فشمل برعايته الكريمة صباح الخميس، افتتاح معرض البحرين الدولي للعقارات الذي تنظمه جمعية المهندسين البحرينية في دورته العاشرة هذا العام ولمدة 3 أيام بمركز البحرين الدولي للمعارض والمؤتمرات، بحضور رئيس مجلس النواب، أحمد الملا، وعدد من الوزراء، وأعضاء السلك الدبلوماسي، وكبار المسؤولين والمدعوين.
وأضاف الشيخ خالد بن عبدالله، أن الخبرة الوطنية على الصعيد العقاري بلغت أقصى مستويات نضوجها، بتفضل حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عاهل البلاد المفدى بالمصادقة وإصدار قانون تنظيم القطاع العقاري أواخر يوليو الماضي.
وأكد أن الخبرة الوطنية التي تمخَّض عنها صدور هذا القانون، لم تتأتَ إلا بعد أن نالت السوق المحلية ثقة المستثمرين في الداخل والخارج، وباتت تُعرف باستقرارها ومتانة الضمانات التشريعية الحامية لمصالح المتعاملين فيها، والقدرة على معالجة كل أمر يطرأ على هذا القطاع بقوة القانون، علاوة على التجربة المتراكمة التي اكتسبها العاملون في هذا القطاع الحيوي الذين كان لهم بالغ الأثر في تبوء البحرين السمعة الطيبة عقارياً على مستوى المنطقة.
وتوجَّه الشيخ خالد بن عبد الله آل خليفة بجزيل الشكر وعظيم الامتنان إلى صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، رئيس الوزراء، على موافقة المجلس العام الماضي على إحالة مشروع قانون تنظيم القطاع العقاري إلى السلطة التشريعية التي أقرت مشكورة هذا القانون بكل حكمة ومسؤولية، وإلى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، على ما يحظى به هذا القانون من اهتمام ومتابعة تعكس أهمية القطاع، ويتجلى ذلك في الوقفة التي خصَّ بها سموه هذا القانون المتقدم في العرض الذي قدمه خلال الملتقى الحكومي على نحو يبين الحاجة الملحة إليه وآثاره على الاقتصاد إجمالاً.
وتابع: "من حسن الطالع أن يتزامن انعقاد هذا المعرض مع ما تشهده السوق في البحرين من أجواء صحية ومواتية تماماً رغم التحديات تهيئ لفرص استثمارية واعدة في مختلف القطاعات، من بينها موافقة مجلس الوزراء في جلسته الاثنين الماضي على مشروع مرسوم بإنشاء مؤسسة التنظيم العقاري، والتقدم المحرز على صعيد معالجة مشاريع التطوير العقاري المتعثرة بعد ثبات عددها وإنهاء حالة التعثر عن بعضها الآخر، واستقرار حركة إصدار تراخيص البناء الاستثماري، إلى جانب استقرار معدلات التداول العقاري، فضلاً عن مشاريع تجارية استراتيجية نترقب الانتهاء منها لتباشر عملياتها خلال هذا العام والعام المقبل".
ونوَّه الشيخ خالد بن عبدالله، بالنجاح المتحقق على صعيد الشراكة بين القطاعين العام والخاص، ويأتي على رأس هذه الشراكة التعاون بين القطاعين في برنامج مزايا أو ما يعرف بتمويل السكن الاجتماعي سابقاً.
وثمَّن الشيخ خالد بن عبدالله، في الوقت نفسه الموقف الأخير الذي يعكس وجهاً آخر من أوجه الشراكة بين القطاعين والذي أعلنت عنه جمعية التطوير العقاري البحرينية التي ينضوي تحتها 24 شركة تطوير عقاري، برئاسة المهندس عارف هجرس، عن مساندتها للإجراءات الحكومية المتخذة لتحقيق الاستدامة للبنية التحتية، وذلك من خلال العمل وفقاً لمبدأ تحصيل كلفة إنشاء وتطوير البنية التحتية في مناطق التعمير.
وأوضح أن "بايبكس"، ساهم بجدارة منذ انطلاقته الأولى في إبراز الأصول العقارية التي تمتلكها شركات التطوير العقاري المحلية والدولية وعرضها تحت سقف واحدة، كما أن هذا المعرض واكب جميع التطورات والحقب التي شهدها القطاع العقاري محلياً على مدى عقد من الزمن.
وتوجَّه الشيخ خالد بن عبدالله، ببالغ التقدير إلى جميع الرعاة والعارضين والزائرين والجهة المنظمة للمعرض ممثلة في جمعية المهندسين البحرينية برئاسة المهندس مسعود الهرمي، كونها أخذت على عاتقها تنظيم هذا المعرض سنوياً، الأمر الذي يجسد حقيقة الرسالة التي تؤمن بها هذه الجمعية العريقة من مسؤولية مجتمعية تسعى إلى المساهمة في تطوير النهضة العمرانية لمملكة البحرين.
وكان معرض "بايبكس"، استقطب في دورته العام الماضي أكثر من 8 آلاف زائر حوالي 25% منهم قدموا من خارج البحرين. وعلى مدى أيام المعرض الثلاثة التي تستمر حتى 28 أكتوبر الجاري، ستستعرض 65 شركة وجهة عارضة من البحرين والإمارات والكويت وقبرص واليونان وباكستان، أكثر من 100 مشروع يشكلون مجتمعين أصولاً عقارية تقدر بحوالي 20 مليار دولار.
فيما أعرب رئيس جمعية المهندسين البحرينية، مسعود الهرمي – بالأصالة عن نفسه ونيابة عن جميع منتسبي الجمعية والعاملين على "بايبكس" – عن جزيل الشكر والتقدير إلى الشيخ خالد بن عبد الله آل خليفة على تفضله برعاية المعرض على مدى عشر دورات متواصلة، مشيراً إلى أن هذه الرعاية الكريمة كانت ولا تزال إحدى أهم مقومات نجاح المعرض طوال الأعوام السابقة.
وقال الهرمي: "نسعى من خلال تنظيمنا للدورة العاشرة من (بايبكس) إلى إحداث تحول جذري في سجل المعرض بما يتماشى مع التحول غير المسبوق الذي تشهده السوق العقارية في البحرين، وانطلاقاً من النجاح الذي حققناه العام الماضي، فإننا نهدف إلى حشد أضخم تجمع للمشاريع العقارية من أجل منحها فرصة التواصل مع المستثمرين والمشترين والممولين والجمهور من مختلف أنحاء المنطقة لاستعراض قصص النجاح التي حققتها".
وأوضح أن "بايبكس"، يشهد هذا العام واحدة من أقوى وأفضل دوراته من ناحية استقطابه أهم الجهات العارضة المحلية، واستعراضه أهم المشاريع التي تم إطلاقها مؤخراً من قبل أبرز اللاعبين الإقليميين والدوليين في القطاع.
ولفت إلى أن الرسالة الأساسية من إقامة المعرض تتمثل في تقديم فهم أعمق للمستثمرين حول الإمكانات الهائلة للسوق العقارية في البحرين، وتسليط الضوء على المكانة الاستراتيجية المهمة للبلاد بوصفها مركزاً تجارياً وسياحياً عالي المستوى بالنسبة للمستثمرين.