اختزل العالم صورة الخليجي بالجمل والجبل والخيمة، ثم مع الطفرة النفطية رأى العربي في صورته الأخيرة صرافاً بنكياً متنقلاً، بينما طوّر المجتمع المتمدن الصورة قليلاً ليكون برميل نفط، منذ ذلك الحين أصبح النفط محركاً أساسياً لأغلب متطلبات حياتنا بشكل أو بآخر، ورائحة النفط تحيط بنا من كل جانب، لكنها أبداً لم تتمكن من أن تزيل رائحة الزيف الأخلاقي الذي انحدر إليه كثيرون للأسف من ماسحي الجوخ.
لست اليوم بصدد موعظة أخلاقية أقدمها للقارئ الكريم، ولكنها قراءة في أحوال الخليج العربي التي نخر السوس عظمها من الداخل، ليصبح الخليج العربي مجموعة من الظواهر الصوتية والبصرية، تقوم على البهارج والاستعراض والمنافسة على نيل الألقاب رغم فراغ المحتوى. نفاقية الإنجاز لا تقل أبداً عن نفاقية القول التي ابتلينا بها في مجتمعاتنا وكأن ممارسيها قد خلقوا من أجل المداهنة والتزلف، ولعلي لا ألومهم كثيراً عندما يكون «مسح الجوخ» العصا السحرية لتحقيق كل الأمنيات من مناصب ومساكن فاخرة وسيارات فارهة ووجاهة اجتماعية وغيرها، فاسأل عمن ألهم تلك العصا سحرها وتأثيرها..!!
وبعيداً عن الوقوف على الكرامة الإنسانية التي اختار البعض أن يهدرها على بلاطات المسؤولين، بينما يصرخ العالم مطالباً باحترام حقوق الإنسان، فهناك حق للمجتمع لم يعد يُلقَ له بال من قبل ماسح الجوخ والممسوح له، وأتساءل كم من ماسح جوخ في مجتمعنا كان بمثابة العازل الشفاف بين بعض القادة وكبار المسؤولين وبين المجتمع وهمومه وتطلعاته؟ كم من شبعان منافق نسي جوعه وبؤسه في وقت مضى بعدما اقتات على مستقبل شعب وحقوقه ومطالبه؟!!
رغم أن النفاق في كافة مناحي الحياة والعلاقات الاجتماعية مرفوض جملةً وتفصيلاً، إلاَّ أن تمريره عندما يصدر من بعض المتواضعين علمياً قد يرجع لتقدير قصور الفهم أو محاولة البحث عن طريق لم تقدهم إليه ثقافة مفقودة، غير أن الوجه الأرقى من النفاق لدى «ماسحي الجوخ» من بعض ذوي الشهادات العليا أو النخب الثقافية والفكرية، يشكل المصيبة الكبرى في مجتمعاتنا.
في مجتمع خليجي يرجو النماء فعلاً، ويبحث بعض نخبه عن سبل تطويره والارتقاء به من الداخل وفق فكر استراتيجي وخطط تنموية حقيقية، يسطح «ماسحو الجوخ» كافة الخطط والمقترحات بل ويشككون في جدواها، وينأون بصناع القرار –كل في مجاله- عن الوقوف على المشكلات والبحث في حلولها.
اختلاج النبض:
بينما كانت النخب الثقافية معول بناء تتطلع المجتمعات لما تقدمه من رؤى مخلصة، أصبح بعضها اليوم من أكبر معاول الهدم لتعلو بنفسها على أنقاض حياة الآخرين وبؤسهم وربما مصيرهم..!!
لست اليوم بصدد موعظة أخلاقية أقدمها للقارئ الكريم، ولكنها قراءة في أحوال الخليج العربي التي نخر السوس عظمها من الداخل، ليصبح الخليج العربي مجموعة من الظواهر الصوتية والبصرية، تقوم على البهارج والاستعراض والمنافسة على نيل الألقاب رغم فراغ المحتوى. نفاقية الإنجاز لا تقل أبداً عن نفاقية القول التي ابتلينا بها في مجتمعاتنا وكأن ممارسيها قد خلقوا من أجل المداهنة والتزلف، ولعلي لا ألومهم كثيراً عندما يكون «مسح الجوخ» العصا السحرية لتحقيق كل الأمنيات من مناصب ومساكن فاخرة وسيارات فارهة ووجاهة اجتماعية وغيرها، فاسأل عمن ألهم تلك العصا سحرها وتأثيرها..!!
وبعيداً عن الوقوف على الكرامة الإنسانية التي اختار البعض أن يهدرها على بلاطات المسؤولين، بينما يصرخ العالم مطالباً باحترام حقوق الإنسان، فهناك حق للمجتمع لم يعد يُلقَ له بال من قبل ماسح الجوخ والممسوح له، وأتساءل كم من ماسح جوخ في مجتمعنا كان بمثابة العازل الشفاف بين بعض القادة وكبار المسؤولين وبين المجتمع وهمومه وتطلعاته؟ كم من شبعان منافق نسي جوعه وبؤسه في وقت مضى بعدما اقتات على مستقبل شعب وحقوقه ومطالبه؟!!
رغم أن النفاق في كافة مناحي الحياة والعلاقات الاجتماعية مرفوض جملةً وتفصيلاً، إلاَّ أن تمريره عندما يصدر من بعض المتواضعين علمياً قد يرجع لتقدير قصور الفهم أو محاولة البحث عن طريق لم تقدهم إليه ثقافة مفقودة، غير أن الوجه الأرقى من النفاق لدى «ماسحي الجوخ» من بعض ذوي الشهادات العليا أو النخب الثقافية والفكرية، يشكل المصيبة الكبرى في مجتمعاتنا.
في مجتمع خليجي يرجو النماء فعلاً، ويبحث بعض نخبه عن سبل تطويره والارتقاء به من الداخل وفق فكر استراتيجي وخطط تنموية حقيقية، يسطح «ماسحو الجوخ» كافة الخطط والمقترحات بل ويشككون في جدواها، وينأون بصناع القرار –كل في مجاله- عن الوقوف على المشكلات والبحث في حلولها.
اختلاج النبض:
بينما كانت النخب الثقافية معول بناء تتطلع المجتمعات لما تقدمه من رؤى مخلصة، أصبح بعضها اليوم من أكبر معاول الهدم لتعلو بنفسها على أنقاض حياة الآخرين وبؤسهم وربما مصيرهم..!!