حوراء يونس:
فيتامين "د" قفز إلى دائرة الاهتمام العام فجأة. درات حوله أحدايث وشائعات كثيرة. وفيما يهتم البعض بفحص مستويات فيتامين "د" في جسمه باستمرار، يرى آخرون أن التركيز على الفيتامين مبالغ فيه لمصلحة الدعاية للعيادات، بل ويتحدثون عن أضرار يسببها تناول أقراصه!
استشارية طب العائلة في مركز لندن لجراحة الثدي د.فجر بو كمال تقطع الشك باليقين، وتوضح الحقائق حول فيتامين "د".
تقول د.فجر إن "أهمية فيتامين "د" تكمن في تحفيزه الأمعاء لامتصاص الكالسيوم والفوسفور، ودوره في صحة العظام ونموها. وتم ربط نقصه بأمراض عدة مثل أمراض القلب، والسرطان لأن له دور في نموّ الخلايا وتمايزها وتكاثرها بشكل طبيعي في العديد من أنسجة الجسم مثل الجلد والعضلات وجهاز المناعة والغدة الجار درقيّة والدماغ والجهاز العصبي والأعضاء التناسلية والغضاريف والبنكرياس والثدي والقولون. كما تم ربطه بمرض السكر لأنه يمكن أن يلعب دوراً ضد مقاومة الأنسولين وخفض خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني. إضافة الى دوره في تنظيم الاستجابات المناعية وخفض خطر الإصابة بعدد من أمراض المناعة الذاتيّة، مثل السكري من النوع الأول والتصلب اللويحي وأمراض الأمعاء الالتهابيّة وأمراض الروماتيزم الناتجة عن اختلال المناعة الذاتية. ومن المهم معرفة أن للزنك علاقة بفيتامين "د" حيث أنهما يسهمان في بناء العظام والجهاز المناعي. وهناك بعض الدراسات التي بينت أن نقص الزنك يؤثر سلباً على نسبة فيتامين د."
وعن أعراض نقص فيتامين "د"، تلفت د.فجر إلى اختلاف الأعراض باختلاف العمر، "فنقصه في كل مرحلة عمرية يسبب مرضاً معيناً، وبشكل عام يسبب نقصه انخفاضاً في امتصاص الكالسيوم، حتى لو كانت الكميات المتناولة من الكالسيوم كافية، فنقصه يؤدي للكساح في الأطفال ما يؤدي إلى تقوس عظام الساقين بسبب عدم قدرتها على تحمل وزن الجسم والضغوطات الاعتياديّة. وتشمل أعراضه أيضاً ظهور نتوءات في عظام الصدر وبروز عظام الرأس الأماميّة، والتشنج المستمر في العضلات بسبب نقص الكالسيوم مع ألم في العظام والعضلات، ويتأخر نمو الأسنان مع احتمال نموها ضعيفة وظهور تشوّهات فيها. أما البالغون فيصابون بلين العظام إذ يحدث نقص عام في كتلة العظام وتكون لأشباه الكسور خاصة في عظم العمود الفقري وعظم الفخذ. وتنخفض كثافة العظام لدرجة تسبّب تقوّس القدمين وانحناء الظهر كما أنّه يسبب ضعفاً في العضلات ويرفع من خطر الإصابة بالكسور. ويؤدي لهشاشة العظام وهو أكثر شيوعاً لدى النساء بعد سن اليأس. إضافة الى وجود بعض الأعراض الأخرى مثل الآلام المزمنة ووهن العضلات، الانفعال والاكتئاب، الشعور بالنعاس، تساقط الشعر، ارتفاع ضغط الدم وانخفاض كفاءة الجهاز المناعي".
وأضافت د.فجر أن "حساب نسبة فيتامين "د" تتم عن طريق فحص الدم ويعتبر ناقصاً إذا قلت نسبته عن 30 نانوجرام/مل. وفحصه متوفر في جميع المختبرات بأسعار مناسبة وأحياناً بعروض خاصة، فيجب على المريض أن يتأكد من عدة مختبرات لإجرائه بالسعر المناسب. اولعلاج المتوفر عبارة عن أقراص (كبسولات) تؤخذ أسبوعيا لمدة 8 أسابيع ويعاد التحليل لمعرفة الحاجة إلى إعادة العلاج أو إعطاء الجرعة الأقل للمحافظة عليه في النطاق الطبيعي، وهناك أيضاً الإبر التي تُحقن من بعض الأطباء في حالة النقص الشديد قبل بدء العلاج بالكبسولات"، مشيرة إلى "مصادر أخرى للحصول على فيتامين "د" أهمها أشعة الشمس فهي مصدر رئيس للفيتامين، لذا يفضل التعرض اليومي لأشعة الشمس لإنتاج هذا الفيتامين المهم حيث يفضل ترك اليدين والأرجل مكشوفة مرتين في الأسبوع بعد الشروق بساعتين وقبل الظهيرة وقبل الغروب بساعتين. ومن مصادره أيضاً الأسماك الزيتية مثل السردين والتونة، والزبدة، وصفار البيض، والكبد، والحليب المضاف إليه فيتامين "د"، إضافة إلى المكملات الغذائية التي تحتوي فيتامين د، خاصة للأطفال الرضع. وتوصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بإعطاء الطفل 400 وحدة دولية يومياً، فيتم إعطاء الذين يعتمدون على الرضاعة الطبيعية قطرة واحدة من الفيتامين، أما الحليب الصناعي فيكون عادة مدعماً بهذه الجرعة."