فاطمة النزر
هناك مفاهيم عن مرض التوحد في مجتمعنا البحريني، ثبت خطؤها بالدراسات العلمية والطبية الحديثة، وشخصيا أعتقد أن أحد أسباب انتشارها وتأثيرها هو احتكار عدد محدود من الأطباء والمتخصصين في هذا المجال مما جعله حكرا عليهم ، وعدم إعطاء الشباب الفرصة في التعبير أو طرح النظريات والمفاهيم الخاطئة القديمة، والتي يتعنتون حتى في مناقشتها، مما يسمح باستمرارية الأفكار والمعتقدات الخاطئة المتداولة ولعل أهمها أن المصابين بالتوحد لا يبدون تعاطفا مع الآخرين في حين أن عادة ما يكون المصابون بالتوحد على درجة عالية من الإحساس والاهتمام بشعور من حولهم إلى درجة كبيرة. لكنهم يجدون صعوبة في استعمال التعبيرات الاجتماعية من قبيل التغير في تعبير الوجه، ولغة الجسد، ونغمة الصوت، التي تعتمد عليها الأنماط العصبية في نقل الحالة العاطفية من شخص لآخر، أي أنهم ليسوا عديمي الإحساس .
أما المفهوم الآخر الذي لا يزال منتشرا لدينا الاعتقاد الخاطئ بأن التوحد غالباً ما يصيب الأطفال الذين سمعوا عن التوحد ظنوا باعتقاد خاطئ أن التوحد غالباً ما يصيب الأطفال. الطفل المصاب بالتوحد يكبر ليصبح شخصاً بالغاً مصاباً بالتوحد.
كما يعتقد الكثيرون أن اضطراب التوحد هو اضطراب نادر في النمو وفي الواقع إن التوحد هو ثالث أكثر الاضطرابات شيوعاً في العالم، كما إنه أكثر انتشاراً من متلازمة داون.
ويجب أن يعي الكثيرون أنه لا يوجد حالياً علاج يشفي من اضطراب التوحد كلياً. فالمصاب بالتوحد يعيش بقية حياته مع التوحد ولكن اكتشاف المرض في وقت مبكر يسمح بالاستفادة من كثير من الخيارات العلاجية التي يمكن أن تساعد الشخص على التعايش مع التوحد. ويذكر أن بعض المصابين بالتوحد البالغين يستطيعون العمل وإعالة أنفسهم. لكن البعض الآخر يكون في حاجة إلى المساعدة، ولاسيما أولئك الذين تضررت لديهم العمليات الذهنية أو الذكاء أو الذين لا قدرة لهم على الكلام أو التواصل. لهذا فالكشف المبكر يساعد بشكل كبير على التعامل مع هذا الاضطراب وغيره من الاضطرابات .