لم يكن في بادئ الأمر أكثر من تململ على ازدحام سير عطّل وصولي إلى البيت وأداء صلاة المغرب في وقتها، أيقظني من هذا التململ صوت سيارة الإسعاف وأنوارها التي جعلتنا في ارتباك لمحاولة إفساح الطريق أمامها في شارع مكتظ بالسيارات على امتداد مساراته الثلاثة، فتحول الضيق من التعطل إلى قلق انتابني خيفة أن يكون هناك حادث مروري راح ضحيته بعض الأفراد أو تعرضوا لإصابات بليغة، وظللت أدعو الله طوال الوقت «اللهم سلّم سلّم»، بينما حاولت أن أجري اتصالاتي لأخواتي للاطمئنان أنهم في مأمن من هذا الحادث، كعادتي في التعبير عن خوفي عليهم، لكن مع تهافت سيارات الشرطة من هنا وهناك وبعدد كبير، بدأت أتلمس أن الأمر أكبر من حادث سيارات، خصوصاً بعدما تم تحويل مسار السير إلى المنافذ الفرعية.
يوم إجازة ممتع اختتمناه بأمسية مرعبة سرعان ما تحولت إلى مفجعة، ونحن في موقع حدث مجهول، نتلقى أخباراً من هنا وهناك عن وقوع اعتداء إرهابي على حافلة رجال الأمن في «جدحفص»، ما يزيدنا على رعبنا غضباً، وأياً كانت الرسالة التي أراد المعتدي إيصالها، فهي لم تأتِ إلاَّ بنتيجة عكسية، فالإرهاب لا مبرر له، وليس ثمة فرص للقبول به من باب كونه وسيلة ضغط أو ما شابه.
الرعب الذي عشناه ليلتها وقلوبنا تدق خوفاً على حماة أمننا، ترجم الإرهاب بما يعنيه من ترويع الآمنين، غير أن ذلك لن يزعزع أبداً من أمن البحرين واستقرارها، دولة المؤسسات التي أصبح لها رصيد من الخبرة في التعامل مع الإرهاب ممثلة بجهازها الأمني المنيع برجالات وزارة الداخلية الأشاوس، لكن ذلك لا يلغي أن إثارة فزع الأطفال، وقلق الكبار، وإسالة دموع الأمهات بات يزيد كراهيتنا لممارسي الإرهاب والمنضوين تحت مظلته يوماً تلو الآخر.
ومع ذلك فإن كل عمل إرهابي تتعرض له مملكة البحرين، إنما هو استنزاف للإرهابيين، وإثبات لقدرة وقوة الجهاز الأمني البحريني، وقدرته البالغة على إدارة الأزمات، تلك الإدارة التي شهدتها بعيني بحضور سيارات الإسعاف والنجدة في غضون دقائق لموقع الاعتداء، وتحويل المسارات على نحو منظم ومدروس في تجنيب للمدنيين من التعرض لأذى أو الاقتراب من الموقع وإفزاعهم بهول المنظر، هذا فضلاً عن إزالة آثار الإرهاب، وعودة الحياة الطبيعية في الشارع. ما يكشف بأن لدينا إرثاً نعتز به في مكافحة الإرهاب يزيد من مستوى ثقتنا بجهود وزارة الداخلية وبأننا في مأمن على الدوام.
* اختلاج النبض:
يخلد الإرهاب تضحية وتفاني شهدائنا ويسطر أسماءهم بحبر من نور، ويبرز المعدن الأصيل لقيادة البحرين بامتداد العناية بالشهيد لسنوات بعد استشهاده في العناية بأهله وعياله، بينما يموت الإرهابي من لحظته ويكون نسياً منسياً. ثقوب التفجير الإرهابي لحافلة الشرطة لامست قلوبنا وأضافت وسماً جديداً على قلب الوطن، وغضباً عارماً على المعتدي.
يوم إجازة ممتع اختتمناه بأمسية مرعبة سرعان ما تحولت إلى مفجعة، ونحن في موقع حدث مجهول، نتلقى أخباراً من هنا وهناك عن وقوع اعتداء إرهابي على حافلة رجال الأمن في «جدحفص»، ما يزيدنا على رعبنا غضباً، وأياً كانت الرسالة التي أراد المعتدي إيصالها، فهي لم تأتِ إلاَّ بنتيجة عكسية، فالإرهاب لا مبرر له، وليس ثمة فرص للقبول به من باب كونه وسيلة ضغط أو ما شابه.
الرعب الذي عشناه ليلتها وقلوبنا تدق خوفاً على حماة أمننا، ترجم الإرهاب بما يعنيه من ترويع الآمنين، غير أن ذلك لن يزعزع أبداً من أمن البحرين واستقرارها، دولة المؤسسات التي أصبح لها رصيد من الخبرة في التعامل مع الإرهاب ممثلة بجهازها الأمني المنيع برجالات وزارة الداخلية الأشاوس، لكن ذلك لا يلغي أن إثارة فزع الأطفال، وقلق الكبار، وإسالة دموع الأمهات بات يزيد كراهيتنا لممارسي الإرهاب والمنضوين تحت مظلته يوماً تلو الآخر.
ومع ذلك فإن كل عمل إرهابي تتعرض له مملكة البحرين، إنما هو استنزاف للإرهابيين، وإثبات لقدرة وقوة الجهاز الأمني البحريني، وقدرته البالغة على إدارة الأزمات، تلك الإدارة التي شهدتها بعيني بحضور سيارات الإسعاف والنجدة في غضون دقائق لموقع الاعتداء، وتحويل المسارات على نحو منظم ومدروس في تجنيب للمدنيين من التعرض لأذى أو الاقتراب من الموقع وإفزاعهم بهول المنظر، هذا فضلاً عن إزالة آثار الإرهاب، وعودة الحياة الطبيعية في الشارع. ما يكشف بأن لدينا إرثاً نعتز به في مكافحة الإرهاب يزيد من مستوى ثقتنا بجهود وزارة الداخلية وبأننا في مأمن على الدوام.
* اختلاج النبض:
يخلد الإرهاب تضحية وتفاني شهدائنا ويسطر أسماءهم بحبر من نور، ويبرز المعدن الأصيل لقيادة البحرين بامتداد العناية بالشهيد لسنوات بعد استشهاده في العناية بأهله وعياله، بينما يموت الإرهابي من لحظته ويكون نسياً منسياً. ثقوب التفجير الإرهابي لحافلة الشرطة لامست قلوبنا وأضافت وسماً جديداً على قلب الوطن، وغضباً عارماً على المعتدي.