نظمت هيئة المعلومات والحكومة الإلكترونية الأسبوع الماضي ورشة عمل تدريبية لمشروع المسح الصحي الوطني 2017، بالتعاون مع وزارة الصحة في البحرين، قدمها خبراء من وزارة الصحة العمانية في إطار تبادل الخبرات والاستفادة من التجارب الخليجية في تنفيذ هذا المسح المعتمد من قبل منظمة الصحة العالمية، بحضور ما يقارب من 20 من القائمين على مشروع المسح من الجهتين.

يأتي انعقاد الورشة التي استمرت من 22 إلى 26 أكتوبر، بناءً على توجه البحرين لتعزيز نظامها الصحي من خلال تحديث قاعدة بياناتها الصحية للسكان من مواطنين ومقيمين لقياس مؤشرات الأداء الصحية وواقعها، واستخدام تلك المعلومات والمعطيات في إعداد الخطط الاستراتيجية المناسبة لإدارة البرامج الصحية وتقييم فاعليتها على مستوى المملكة، عبر تنفيذ مشروع المسح بالتعاون والشراكة مع وزارة الصحة، وتشمل عينة المسح 4 آلاف أسرة مواطنة وغير مواطنة.

وأكد القائم بأعمال نائب الرئيس التنفيذي للإحصاء والسجل السكاني بهيئة المعلومات والحكومة الإلكترونية د.نبيل بن شمس الأهمية البالغة التي يمثلها مشروع المسح الصحي الوطني ونتائجه وبياناته التحليلية في المساعدة على وضع الخطط التنموية والاقتصادية والبشرية المتعلقة بتطوير النظام الصحي الوطني، وإتاحته لصانعي القرار في رسم السياسات العامة والمستقبلية للمملكة في هذا المجال.

وأشار إلى أن التدريب يأتي ضمن سلسلة من المراحل التحضيرية التي أعدتها الهيئة بالتعاون مع وزارة الصحة لتنفيذ المسح الصحي الوطني، عبر تدريب الصف الأول من القائمين بالمسح والذي من المؤمل تنفيذه قريباً.

فيما أكدت الوكيل المساعد للرعاية الصحية الأولية والصحة العامة بوزارة الصحة د.مريم الهاجري أن توفير معلومات شاملة عن الحالة الصحية للسكان يسهم في رسم صورة متكاملة للنظام الصحي من ناحية 3 مكونات رئيسية تتمثل في تحديد حجم عبء الأمراض ومقدار التمويل الصحي وآليات الاستجابة السليمة للنظام الصحي، ومن شأن ذلك أن يسهم في تحديد ورسم الاستراتيجيات المستقبلية المتعلقة بالنفقات الصحية، والتأمين الصحي، والموارد البشرية اللازمة للعمل في القطاع الصحي بالمملكة.

وقال رئيس قسم البحوث الصحية في وزارة الصحة بسلطنة عمان وليد الشكيلي، إن مملكة البحرين وصلت في الجانب التحضيري للمسح إلى مراحل متقدمة، وهي على استعداد تام للانتقال إلى المرحلة التنفيذية والعمل الميداني.

وأضاف "من خلال هذه الورشة نهدف إلى نقل خبرات القائمين على المسح الصحي العالمي 2008 لسلطنة عمان من خلال التعريف بالآليات وأبرز الفرص والتحديات التي تمت مواجهتها أثناء التنفيذ".

وتم التعريف بآلية العمل وجمع البيانات من الأسر التي اشتملتها عينة المسح وكيفية تدريب الباحثين الميدانين، إلى جانب ما قامت به سلطنة عمان لتشكيل هذه الفرق الميدانية، كما تم اطلاع الحضور على الفحوصات والقياسات الصحية المصاحبة للمسح، والأجهزة والأدوات المستخدمة، فضلاً عن التعريف بالاستبيانات وكيفية استيفاء بياناتها.

وتم التطرق إلى أهمية الجانب الإعلامي في تهيئة المجتمع لتقبل المشاركة في تنفيذ المسح، الأمر الذي يتطلب لإنجاحه إعداد خطة إعلامية شاملة لكافة قنوات التواصل لإيصال الرسالة الإعلامية للجمهور وأهمية المشاركة الإيجابية في المسح، انطلاقاً من الدور الوطني وتعزيز الانتماء والحس الوطني، كما تم تسليط الضوء على كيفية التحليل الإحصائي للبيانات بما يسهم في توحيد آلية استخراج البيانات عند الحاجة لاستقائها ومواءمتها مع المعايير الإحصائية والدولية في هذا الإطار.