اكد مسؤولون فلسطينيون "تطلعهم لعقد قمة دولية اسلامية مسيحية لنصرة القدس المحتلة، والأماكن المقدسة بها، خاصة المسجد الاقصى وكنيسة القيامة"، فيما عبروا عن "ترحيبهم باستضافة المنامة لتلك القمة"، بينما "حذروا من تخطيط اسرائيلي لتقسيم المسجد الاقصى، على غرار ما حدث في الحرم الابراهيمي". وشدد المسؤولون خلال مؤتمر صحافي عقد في مقر سفارة فلسطين في المنامة على "وقوف الشعب الفلسطيني مع اهل البحرين ضد اية مؤامرات خارجية تستهدف استقرار وعروبة المملكة"، فيما "اشادوا بالدعم المطلق وغير المحدود الذي يقدمه حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى ال خليفة للقضية الفلسطينية". دعم بحريني من جهته، قال سفير فلسطين في البحرين طه محمد عبدالقادر ان "البحرين تقدم الكثير والكثير لفلسطين، وجلالة الملك سباق في كل الاحداث الفلسطينية، والمبادر الاول في توجيه البوصلة باتجاه فلسطين والقدس، فجلالته يقول دائما ان "على الامة العربية والاسلامية توجيه البوصلة باتجاه فلسطين"". واعرب السفير الفلسطيني عن "تأييده لعقد قمة دولية اسلامية مسيحية لنصرة مدينة القدس المحتلة والمسجد الاقصى"، مؤكدا في رد على سؤال لـ "الوطن" "ترحيبه باستضافة البحرين لتلك القمة". فضح جرائم الاحتلال في السياق ذاته، اشاد الناطق الرسمي باسم منظمة التحرير الفلسطينية والمتحدث باسم حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" احمد عساف "بالدعم البحريني للقضية الفلسطينية على مر العصور"، مؤكدا "حرص الفلسطينيين على تطوير العلاقات مع اخوانهم البحرينيين". وقال ان "البحرين تقدم مساعدات للفلسطينيين في غزة والضفة الغربية، من خلال المؤسسة الخيرية الملكية، وهذا الدعم يجد كل التقدير والاحترام من الشعب الفلسطيني لاخواننا في البحرين". وشدد عساف على "وقوف الفلسطينيين مع اهل البحرين ضد اية مؤامرات خارجية، تستهدف امن واستقرار وعروبة المملكة". وتحدث عساف عن "توقف المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية"، موضحا ان "هناك ازمة خطيرة بسبب مواقف الحكومة الاسرائيلية المتعنتة التي ترفض السلام، وتصر على الاحتلال، والاستيطان، وتتنكر لحقوق الشعب الفلسطيني، وقد جوبهت تلك المواقف بصمود فلسطيني، تمثل في رفض السلطة الفلسطينية التنازل والابتزاز والخضوع لاسرائيل، ومن ثم فان المفاوضات متوقفة لان تل ابيب لا تريد دفع استحقاقات عملية السلام، وتريد ان تستخدم المفاوضات لتحقيق اهدافها، وخلق وقائع جديدة على الأرض، وكسب مزيد من الارض الفلسطينية، من خلال الاستيطان". وذكر عساف ان "الفلسطينيين يعتبرون المفاوضات وسيلة لانهاء الاحتلال واقامة الدولة الفلسطينية، وقد اعطت السلطة المجتمع الدولي والولايات المتحدة الفرصة للوساطة والتدخل خلال 9 اشهر ماضية مقابل اطلاق سراح الاسرى القدامى الذين يمثلون قضية اساسية للشعب الفلسطيني، حيث ان هؤلاء الاسرى قضوا ما بين 20 الى 35 عاما في سجون الاحتلال، ومن حق هؤلاء الابطال ان ينالوا حريتهم، وبالتالي تعهدت اسرائيل باطلاقهم ووقف الاستيطان خلال سقف زمني لا يتجاوز 9 اشهر من المفاوضات، وبتعهد امريكي، ان مرجعية عملية السلام هي حدود عام 1967، وكالعادة تنصلت اسرائيل من تلك الوعود، وافرجت عن 3 دفعات ضمت نحو 80 اسيرا، وبقي نحو 30 اسيرا في سجون الاحتلال وزعمت اسرائيل ان جزءا منهم يحمل "الجنسية الاسرائيلية"، اي ينتمون للأراضي التي احتلت في عام 1948، بالرغم من انه قبل الدخول في عملية السلام كان معلوما لدى تل ابيب هويات الاسرى الـ 104 المقرر اطلاقهم، وقد كان لهذا التراجع رد من قبل الرئيس محمود عباس، حيث اعطى مهلة لامريكا بان تلزم اسرائيل باطلاق سراح الاسرى، حتى 29 مارس الماضي، وانتظرنا يومين، واوائل ابريل الماضي وقع الرئيس عباس على انضمام فلسطين الى 15 معاهدة واتفاقية دولية". وتابع عساف "توقفت المفاوضات ولم تنجح الولايات المتحدة في الضغط على اسرائيل من اجل الالتزام بعملية السلام"، مشيرا الى ان "الرئيس عباس جاهز للعودة الى المفاوضات بشرط وقف الاستيطان في كل الاراضي التي احتلت عام 1967 وفي مقدمتها مدينة القدس، وتكون الثلاثة اشهر الاولى منها لترسيم الحدود، خاصة بعد ان اصبحت فلسطين عضو بالامم المتحدة، وهذه العضوية حددت اراضي دولة فلسطين تحت الاحتلال وهي خط الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس، وبالتالي لم تعد تلك الاراضي متنازع عليها كما تزعم اسرائيل". وقال انه "اذا لم تلتزم اسرائيل بما سبق فان لدى السلطة بدائل من اجل استرداد الاراضي المحتلة، ونحن كفلسطينيين نخوض معارك شعبية وسياسية لفضح جرائم الاحتلال الاسرائيلي، وعزل اسرائيل دوليا"، لافتا الى ان "هناك اكثر من 180 دولة بالامم المتحدة تؤيد حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني وانهاء الاحتلال الاسرائيلي". ورأى عساف ان "مقاطعة الاتحاد الاوروبي لبضائع المستوطنات الاسرائيلية قرار اقتصادي لكن جوهره سياسي"، مضيفا ان "هناك 200 اكاديمي امريكي اعلنوا مقاطعتهم للجامعات الاسرائيلية". وشدد المتحدث باسم "منظمة التحرير" على ان "العمل الفلسطيني مستمر حتى حصول الفلسطينيين على حريتهم واستقلالهم بانهاء الاحتلال"، مشيرا الى ان "الشعب الفلسطيني لن يركع او يتنازل او يخضع مهما كانت جرائم الاحتلال، وبالتالي نحن ننتظر وقف الاستيطان، والافراج عن الدفعة الرابعة من الاسرى، والدخول في مفاوضات لمدة 3 اشهر لترسيم الحدود". وفيما يتعلق بملف المصالحة الفلسطينية، قال عساف انه "كانت هناك صفحة سوداء في تاريخ الشعب الفلسطيني حينما انقلبت حركة المقاومة الاسلامية "حماس" على الشرعية الفلسطينية عام 2007، وراح ضحية الانقلاب المئات من ابناء الشعب الفلسطيني، وكانت النتيجة عزل غزة عن الضفة الغربية، واخراج غزة عن دائرة الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، خاصة مع انسحاب اسرائيل احادي الجانب من القطاع في 2005". واوضح ان "مصر قادت ملف المصالحة منذ عام 2008، وبذلت جهودا كبيرة، نشكرها عليها، وتم التوصل الى وثيقة المصالحة المصرية، ووقعت عليها حركة "فتح" في اكتوبر 2009، واقرتها حركة "حماس" في مايو 2011، كما ايدت دخولها حيز التنفيذ في ابريل 2014، وبدأنا في خطوات التنفيذ الفعلية تحت عنوان "حكومة واحدة لشعب واحد"، وتم تشكيل حكومة توافق وطني مستقلة مهمتها تهيئة الاجواء لاجراء انتخابات عامة تشريعية ورئاسية ومجلس وطني، ومن يختاره الشعب هو من سيقود القضية الفلسطينية خلال المرحلة المقبلة". وذكر ان "هناك تحديات وعقبات سيواجهها الفلسطينيون خلال المرحلة المقبلة خاصة من اسرائيل التي اصابها حالة هيستيرية نتيجة المصالحة، وقد هددت بحجز اموال الضرائب الفلسطينية وهي 80% من موازنة السلطة الفلسطينية، وقد اخذ العرب على عاتقهم قبل 4 سنوات تأسيس شبكة امان عربية لتوفير الاموال اذا ما اقدمت اسرائيل على تلك الخطوة، لكن القرار لم يدخل حيز التنفيذ حتى الان، ولذلك نناشد الدول العربية بعدم ترك فلسطين فريسة للاحتلال". واكد عساف ان "ما جرى في مصر اعطى بارقة امل حيث وصف الرئيس الفلسطيني ما حدث في 30 يونيو 2013 "بالمعجزة"، لانه يدرك اهمية ما جرى في مصر للشعبين المصري والفلسطيني وللأمة العربية"، موضحا ان "الفلسطينيين على يقين ان مصر بقيادة الرئيس المنتخب عبدالفتاح السيسي سيكون لها دور كبير في دعم القضية الفلسطينية، اضافة الى دعم دول مجلس التعاون الخليجي خاصة البحرين والسعودية". واعرب عن امله في "تكون هناك قرارات مهمة ومصيرية لدعم القدس والاقصى خلال اجتماعات قمة منظمة التعاون الاسلامي المقرر اقامتها في 18 و19 يونيو الجاري في جدة"، فيما دعا العرب الى "شد الرحال الى القدس المحتلة، وزيارة المسجد الاقصى لمواجهة خطر تقسيمه، وتقديم الدعم للفلسطينيين في تلك القضية الخطيرة والحيوية"، محذرا من "الخطورة التي يواجهها المسجد الاقصى التي تتمثل في تعامل اسرائيل على 3 مستويات هي البيئة القانونية العنصرية، والسماح لليهود المتطرفين باقتحام المسجد والتي بدأت بسياح ثم رجال دين وحاليا بوزراء ومسؤولين، اضافة الى الحفريات تحت المسجد على امل هدمه، وايجاد أي تاريخ حتى يتم تزويره، وذلك يؤدي لخلخلة اساسيات المسجد وجعله عرضه للهدم نتيجة زلزال، او بفعل مرور طائرة كبيرة فوقه مباشرة بسرعة كبيرة بحسب احد العلماء". نصف مليون شهيد واشار عساف الى ان "الشعب الفلسطيني حافظ على هويته، وقدم تضحيات غير مسبوقة من اجل قضيته على مر العصور، تمثلت في استشهاد اكثر من نصف مليون شخص، من اصل 10 مليون فلسطيني على مستوى العالم، وهناك مليون اسير، ومليون جريح، و6 ملايين مشرد ونازح"، لكنه اكد ان هناك "4.5 مليون فلسطيني موجودين على اراضي فلسطين، مستبعدا رحيلهم عن اراضيهم مهما ارتكبت اسرائيل من جرائم". من جانبه، قال الأمين العام المساعد لاتحاد الصحافيين العرب، وعضو اللجنة التنفيذية لاتحاد الصحافيين الدولي، ونقيب الصحافيين الفلسطينيين د. عبدالناصر النجار ان "واقع الاعلام في فلسطين صعب، فهناك في قطاع الاعلام، 24 شهيدا، و2500 مصاب، ومئات المعتقلين الذين تم احتجازهم لفترات متفاوتة، ويوجد الان 15 صحافيا في سجون الاحتلال بينهم اثنان مضربان عن الطعام، احتجاجا على اعتقالهما ادرايا - الاعتقال الادراي هو حبس احترازي دون توجيه تهمة لمدد غير محددة - وتقوم سلطات الاحتلال بقمع الصحافيين والاعلاميين الفلسطينيين وتقييد حركتهم". واضاف ان "اخر احصائيات تشير الى ان هناك اكثر من 350 حاجزا اسرائيليا بين ثابت ومتنقل يمنع الصحافيين من التنقل داخل الضفة الغربية او من الضفة الى القدس المحتلة او من الضفة الى داخل اراضي عام 1948، أو من الضفة الى قطاع غزة والخارج". وذكر ان "اعتداءات قوات الاحتلال على الاعلاميين الفلسطينيين مستمرة، واخرها الجمعة الماضي عندما اقتحمت قوات الاحتلال استديوهات تلفزيون فلسطين خلال بث مباشر لبرنامج صباحي، وقامت باحتجاز اثنين من الصحافيين، واعتدت عليهما بالضرب، ثم منعت التلفزيون من استكمال البرنامج، وقبل اسبوع اعتدت قوات الاحلال على مجموعة من الصحافيين المقدسيين، اضافة الى اقتحامات يقوم بها مستوطنين يوميا بالمسجد الاقصى". وحذر د. النجار من ان "الفلسطينيين اصبحوا على مسافة قصيرة من اعلان خطير بتقسيم المسجد الاقصى، مكانيا وزمانيا، بين المسلمين والمستوطنين المحتلين، ان لم يكن هناك تحرك عربي سريع في هذا الاتجاه"، معبرا عن "خشيته من تقسيم المسجد الاقصى على غرار ما حدث في الحرم الابراهيمي". وقال ان "اسرائيل تتعمد قتل الاعلامي الفلسطيني لانه يفضح جرائم الاحتلال وينقلها للعالم"، مضيفا ان "هناك تحركات لمساندة للقضية الفلسطينية من اتحاد الصحافيين الدولي وبعض المؤسسات الحقوقية الدولية لكنها غير كافية في ظل استمرار الاعتداءات الاسرائيلية المستمرة على الاعلاميين". هجمات اعلامية سافرة وفيما يتعلق بالهجمات الاعلامية السافرة التي تتعرض لها مملكة البحرين، قال د. النجار اننا "كاعلاميين فوجئنا بان هناك اكثر من 102 وسيلة اعلامية بين فضائية وصحيفة وجريدة ومجلة واذاعة كانت موجهة بدعم وتمويل خارجي بشكل متعمد ومبالغ فيه ضد البحرين" حسبما ذكرت وزيرة الدولة لشؤون الإعلام المتحدث الرسمي باسم الحكومة سميرة إبراهيم بن رجب، لافتا الى ان "المملكة بمؤسساتها وابنائها وعلى رأسهم جلالة الملك تمكنت من ان تصد هذه الهجمات واليوم كل مواطن عربي لديه حقيقة ما يجري في البحرين، ونحن كصحافيين فلسطينيين سننقل ما شاهدناه في البحرين من حقائق الى المواطن الفلسطيني، مؤكدا ان "البحرين امنة، ومستقرة، ومتقدمة، ومتطورة بجهود جلالة الملك واعلامييها وابنائها". واعرب د. النجار عن "تطلعه الى تعاون اعلامي بين البحرين وفلسطين، لنقل المعلومات من كلا الجانبين"، مضيفا "سنكون مع الاعلاميين البحرينيين جنودا في معركة الاعلام البحريني ضد اية محاولة للنيل من عروبة واستقرار وامن البحرين".