* احتجاجات عربية ودولية على استضافة بريطانيا لنتنياهو في ذكرى الوعد المشؤوم
غزة - عزالدين أبو عيشة
منذ قرنٍ ويزيد كثيراً، والوعود البريطانية تتوالى لليهود بإقامة دولة لهم في فلسطين، حلم حقّقته بريطانيا بوعد مشؤوم في 67 كلمة، دون أي قانون يحق لها، وسلبت أرضاً من أصحابها، في خطوة لإقامة الكيان الصهيوني المحتل.. أكبر مشاكل القرن.
وقد تظاهر آلاف الفلسطينيين الخميس في مدن رام الله ونابلس والخليل في الضفة الغربية المحتلة وفي قطاع غزة في الذكرى المئة لوعد رئيس الوزراء البريطاني آرثر بلفور عام 1917، الذي مهد لقيام دولة الاحتلال، مطالبين بريطانيا بالاعتذار عما ارتكبته.
بدوره، قدم رئيس البرلمان العربي، مشعل السلمي، الخميس، مذكرة احتجاج إلى رئيس مجلس العموم البريطاني جون بركاو، لتنظيم بلاده احتفالية بالذكرى المئوية لصدور "وعد بلفور المشؤوم".
وذكر البرلمان العربي في بيان أن السلمي أعرب خلال مذكرة الاحتجاج عن استيائه إزاء هذا الاحتفال "بدلاً من تقديم الحكومة البريطانية اعتذاراً رسمياً للشعب الفلسطيني، على أبشع ظلم تاريخي وقع عليه عندما هجروا وطردوا من ديارهم إلى مخيمات اللجوء في الوطن والشتات".
ويمر على الفلسطينيين الذكرى المئوية لوعد بلفور في عام 1917 بمنح اليهود وطناً قومياً لهم في فلسطين، في حين أن عددهم آنذاك لم يتجاوز 5 % من إجمالي السكان.
تمر الذكرى ولا يزال المجتمع الدولي يرفض إقامة دولة فلسطينية، وأراضي الضفة الغربية تنهب على شكل مستوطناتٍ تأكل الأرض أكثر، والانتهاكات الإنسانية بحق الأسرى والمواطنين كل يوم تصدح بأشكال مختلفة، وحال غزة بعد الدمار الذي لحقها يرثى له. المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة قال لـ "الوطن" "لقد عانى الفلسطيني من الوعد الذي تحول إلى صك الانتداب كثيراً، وعذابات شعبنا لم تتوقف منذ ذلك الحين".
وأضاف "تتحمل الحكومة البريطانية المسؤولية الأساس عما لحق بشعبنا من تشريد ومعاناة متعددة الأشكال"، مطالباً رئيسة الوزراء البريطانية "بالاعتذار العلني ووقف احتفالات المئوية".
يذكر أن رئيسة الوزراء تيريزا ماي حضرت مع رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو مأدبة عشاء بالقاعات ذات الطلاء الذهبي للاحتفال بالذكرى المئة للوعد.
وللمفارقة، في الوقت الذي أقيم فيه الحفل خرج متظاهرون في لندن للمطالبة بإلغائه، كما رفضت فرنسا وتشيلي والدول العربية أجمع المشاركة في الاحتفالات أو إرسال البرقيات.
ودعا رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمدلله في بيانٍ صحافي "شعوب العالم إلى المشاركة في الفعاليات والمسيرات الرافضة لهذا الوعد، لحشد الرأي العام لإنصاف شعبنا".
من جهته، النائب في المجلس التشريعي عن حركة فتح أشرف جمعة شدد في حديثه لـ "الوطن" على "ضرورة سن قانون لتجريم وعد بلفور واعتماده دولياً"، معتبراً أن "الوعد كارثي ويجب التخلص منه بإقامة الدولة الفلسطينية والدفع نحو عملية السلام".
بدوره، أستاذ القانون الدولي حنا عيسى أوضح لـ "الوطن" أن "وثيقة الوعد غير قانونية، ولا يمكن اعتبارها صكاً يستند عليه"، داعياً القيادة الفلسطينية مطالبة بريطانيا بإصدار وعد للفلسطينيين بإقامة وطنٍ لهم على أراضي 67.
وعلى الصعيد الإعلامي، اتشحت صفحات وسائل الإعلام الفلسطينية بالسواد، وأقامت نقابة الصحفيين الفلسطينيين محكمة صوريّة لمناهضة الوعد المشؤوم.
نائب نقيب الصحافيين تحسين الأسطل أكد لـ "الوطن"، "ضرورة إيجاد زخم إعلامي دولي لتوصيل رسالة الفلسطيني وألمه إثر وعد بلفور وما لحقه من حروبٍ توالت على شعبنا".
شعبياً، جابت شوارع مدن فلسطين مظاهرات منددة بالاحتفال بالوعد، مطالبة بريطانيا بعدم استقبال رئيس وزراء إسرائيل، وجسد المواطنون تمثال آرثر بلفور في مدينة بيت لحم وضربوه بالأحذية لما لحق لهم من ويلات بسببه.
وفي ذات المدينة الغالب عليها الطابع المسيحي، المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس قال لـ "الوطن" "انحيازنا دوماً للشعب واحتلال فلسطين تم بوعد بلفور وليس بوعد من الله ولا نقبل بأولئك الذين ينسبون إلى الله ما ليس فيه".
وتابع "لا يجوز أن يظلم أو يضطهد أي إنسان ولا يمكن تبرير اقتلاع الفلسطيني من دياره وأرضه المقدسة وهو ما حدث عام 1948".
وعلى صعيد الشباب، غرد النشطاء من مختلف الدول العربية على وسائل التواصل الاجتماعي شعارات تنديدية ورافضة للإحتفالات في بريطانيا، مطالبين بالاعتذار الرسمي والعلني وعدم استقبال القيادة الإسرائيلية، وذكروا قصصاً توثق المعاناة التي لحقت بالفلسطينيين إثر الاحتلال.
بدورها، وصفت مسؤولة الاتحاد المرأة الفلسطينية آمال حمد سلوك لندن بأنه "وقاحة سياسية" بسبب إصرارها على تأييد جريمة بلفور.
وعدّت في حديثها مع "الوطن" عزم بريطانيا الاحتفال بمئوية بلفور بتحدٍ سافر للرأي العام العالمي الرافض لذلك الوعد المشؤوم ولكل المناصرين للعدالة والحريات في العالم.
ومن ناحية التعليم، أطلقت المدارس صفارات الإنذار لمدة دقيقة رفضاً للوعد، وكتب الطلاب نحو 100 ألف رسالة باللغة الإنجليزية لرئيسة وزراء بريطانيا، شارك فيها أقدم 18 مدرسة فلسطينية في الضفة والقطاع ومن بينها 7 مدارس أنشئت قبل منح بريطانيا الوعد المشؤوم.
غزة - عزالدين أبو عيشة
منذ قرنٍ ويزيد كثيراً، والوعود البريطانية تتوالى لليهود بإقامة دولة لهم في فلسطين، حلم حقّقته بريطانيا بوعد مشؤوم في 67 كلمة، دون أي قانون يحق لها، وسلبت أرضاً من أصحابها، في خطوة لإقامة الكيان الصهيوني المحتل.. أكبر مشاكل القرن.
وقد تظاهر آلاف الفلسطينيين الخميس في مدن رام الله ونابلس والخليل في الضفة الغربية المحتلة وفي قطاع غزة في الذكرى المئة لوعد رئيس الوزراء البريطاني آرثر بلفور عام 1917، الذي مهد لقيام دولة الاحتلال، مطالبين بريطانيا بالاعتذار عما ارتكبته.
بدوره، قدم رئيس البرلمان العربي، مشعل السلمي، الخميس، مذكرة احتجاج إلى رئيس مجلس العموم البريطاني جون بركاو، لتنظيم بلاده احتفالية بالذكرى المئوية لصدور "وعد بلفور المشؤوم".
وذكر البرلمان العربي في بيان أن السلمي أعرب خلال مذكرة الاحتجاج عن استيائه إزاء هذا الاحتفال "بدلاً من تقديم الحكومة البريطانية اعتذاراً رسمياً للشعب الفلسطيني، على أبشع ظلم تاريخي وقع عليه عندما هجروا وطردوا من ديارهم إلى مخيمات اللجوء في الوطن والشتات".
ويمر على الفلسطينيين الذكرى المئوية لوعد بلفور في عام 1917 بمنح اليهود وطناً قومياً لهم في فلسطين، في حين أن عددهم آنذاك لم يتجاوز 5 % من إجمالي السكان.
تمر الذكرى ولا يزال المجتمع الدولي يرفض إقامة دولة فلسطينية، وأراضي الضفة الغربية تنهب على شكل مستوطناتٍ تأكل الأرض أكثر، والانتهاكات الإنسانية بحق الأسرى والمواطنين كل يوم تصدح بأشكال مختلفة، وحال غزة بعد الدمار الذي لحقها يرثى له. المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة قال لـ "الوطن" "لقد عانى الفلسطيني من الوعد الذي تحول إلى صك الانتداب كثيراً، وعذابات شعبنا لم تتوقف منذ ذلك الحين".
وأضاف "تتحمل الحكومة البريطانية المسؤولية الأساس عما لحق بشعبنا من تشريد ومعاناة متعددة الأشكال"، مطالباً رئيسة الوزراء البريطانية "بالاعتذار العلني ووقف احتفالات المئوية".
يذكر أن رئيسة الوزراء تيريزا ماي حضرت مع رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو مأدبة عشاء بالقاعات ذات الطلاء الذهبي للاحتفال بالذكرى المئة للوعد.
وللمفارقة، في الوقت الذي أقيم فيه الحفل خرج متظاهرون في لندن للمطالبة بإلغائه، كما رفضت فرنسا وتشيلي والدول العربية أجمع المشاركة في الاحتفالات أو إرسال البرقيات.
ودعا رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمدلله في بيانٍ صحافي "شعوب العالم إلى المشاركة في الفعاليات والمسيرات الرافضة لهذا الوعد، لحشد الرأي العام لإنصاف شعبنا".
من جهته، النائب في المجلس التشريعي عن حركة فتح أشرف جمعة شدد في حديثه لـ "الوطن" على "ضرورة سن قانون لتجريم وعد بلفور واعتماده دولياً"، معتبراً أن "الوعد كارثي ويجب التخلص منه بإقامة الدولة الفلسطينية والدفع نحو عملية السلام".
بدوره، أستاذ القانون الدولي حنا عيسى أوضح لـ "الوطن" أن "وثيقة الوعد غير قانونية، ولا يمكن اعتبارها صكاً يستند عليه"، داعياً القيادة الفلسطينية مطالبة بريطانيا بإصدار وعد للفلسطينيين بإقامة وطنٍ لهم على أراضي 67.
وعلى الصعيد الإعلامي، اتشحت صفحات وسائل الإعلام الفلسطينية بالسواد، وأقامت نقابة الصحفيين الفلسطينيين محكمة صوريّة لمناهضة الوعد المشؤوم.
نائب نقيب الصحافيين تحسين الأسطل أكد لـ "الوطن"، "ضرورة إيجاد زخم إعلامي دولي لتوصيل رسالة الفلسطيني وألمه إثر وعد بلفور وما لحقه من حروبٍ توالت على شعبنا".
شعبياً، جابت شوارع مدن فلسطين مظاهرات منددة بالاحتفال بالوعد، مطالبة بريطانيا بعدم استقبال رئيس وزراء إسرائيل، وجسد المواطنون تمثال آرثر بلفور في مدينة بيت لحم وضربوه بالأحذية لما لحق لهم من ويلات بسببه.
وفي ذات المدينة الغالب عليها الطابع المسيحي، المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس قال لـ "الوطن" "انحيازنا دوماً للشعب واحتلال فلسطين تم بوعد بلفور وليس بوعد من الله ولا نقبل بأولئك الذين ينسبون إلى الله ما ليس فيه".
وتابع "لا يجوز أن يظلم أو يضطهد أي إنسان ولا يمكن تبرير اقتلاع الفلسطيني من دياره وأرضه المقدسة وهو ما حدث عام 1948".
وعلى صعيد الشباب، غرد النشطاء من مختلف الدول العربية على وسائل التواصل الاجتماعي شعارات تنديدية ورافضة للإحتفالات في بريطانيا، مطالبين بالاعتذار الرسمي والعلني وعدم استقبال القيادة الإسرائيلية، وذكروا قصصاً توثق المعاناة التي لحقت بالفلسطينيين إثر الاحتلال.
بدورها، وصفت مسؤولة الاتحاد المرأة الفلسطينية آمال حمد سلوك لندن بأنه "وقاحة سياسية" بسبب إصرارها على تأييد جريمة بلفور.
وعدّت في حديثها مع "الوطن" عزم بريطانيا الاحتفال بمئوية بلفور بتحدٍ سافر للرأي العام العالمي الرافض لذلك الوعد المشؤوم ولكل المناصرين للعدالة والحريات في العالم.
ومن ناحية التعليم، أطلقت المدارس صفارات الإنذار لمدة دقيقة رفضاً للوعد، وكتب الطلاب نحو 100 ألف رسالة باللغة الإنجليزية لرئيسة وزراء بريطانيا، شارك فيها أقدم 18 مدرسة فلسطينية في الضفة والقطاع ومن بينها 7 مدارس أنشئت قبل منح بريطانيا الوعد المشؤوم.