من العبارات المأثورة والتي نرددها منذ الصغر "الضحك من غير سبب من قلة الأدب " في بعض الأحيان أتذكر أحد المواقف بيني وبين نفسي أو أنه يطرأ على بالي موضوع معين فأضطر للتبسم أو الضحك، فهل يا ترى في هذه الحالة أصنف من قليلي الأدب؟!
رافقتنا أنا ومن في جيلي هذه العبارة وكأنها شبح مخيف، ففي مراحل صفوف الدراسة عندما كنا نريد أن نضحك فإننا نضحك في الخفاء خوفاً من عقوبة المعلمة، أو عندما نجلس مع أشخاص يكبروننا سناً ومقاماً فمن غير اللائق الضحك أو حتى الابتسامة، وإذا كنا جالسين بمفردنا في مكان عام وضحكنا بطبع سنكون مجانين ومن الواجب إدخالنا الطب النفسي.
انتشر مقطع على اليوتيوب "وقف رجل في محطة للنقل العام وكانت المحطة مزدحمة بالركاب، أخذ هذا الرجل يضحك من غير سبب، في البداية ظلت الناس تنظر إليه بنظرات الاستغراب لم يكترث الرجل لتلك النظرات وواصل في الضحك حتى أصبح جميع من في المحطة يضحك مثل ضحكته، وكأن عدوى الضحك والفرح انتقلت إليهم جميعاً".
في كل مرة أردت فيها أن تضحك، اضحك ولا تبالي ارسم الفرح على وجهك واجعل قلبك ينبض به وانشره على من حولك، اجعل صوت ضحكاتك يتعالى في أي وقت تريد ولا تجعل هذه الضحكات سجينه في داخلك تقتلها بيدك فضحتك تجعل من حياتك عرساً لا ينتهي.
عند وفاة عملاق الشاشة الخليجية عبدالحسين عبدالرضا، اتفق الجميع بلا استثناء أن يحزن عليه، اعتدنا اختلاف العرب على كل شيء ولأول مرة في حياتي أراهم متفقين على شيء واحد "على أن يحزنوا على الفقيد عبدالحسين"، هل تعلمون لماذا؟
لأنه تعامل معنا جميعاً باختلافنا بلغته المشتركة كان يضحك ويضحكنا، أجبر الجميع على الالتمام حول شاشة التلفاز عند عرض مسلسل له وبالأخص درب الزلق الذي لايمل منه، وشراء تذاكر مسرحياته مهما كان ثمنها والضحك هستيرياً في كل مقطع من مقاطعه.
وعند وفاته لم نبكيه هو فقط بل بكينا فقد الضحكة، هلا استشعرتم حاجتنا للضحك مثل حاجتنا للهواء والماء لذلك اضحك ولا تبالي.