تعودنا على أن تكون الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية سباقة في الخطوات الجريئة والشجاعة. وتعودنا أن نرى في تحركاتها نماذج متقدمة في عمليات الإصلاح، خاصة في ظل مرحلة «الحزم والعزم».

ولقربنا من الشقيقة الكبرى، فإننا نتأثر دائماً إيجاباً بالخطوات القوية التي تقدم عليها، سواء في مواقفها السياسية أو خطاباتها الحازمة في المحافل الدولية، وصولاً إلى إجراءاتها الإدارية المميزة في إطار الإصلاح الإداري والضرب بقوة على يد الفساد باختلاف تلاوينه. ما حصل ليلة أمس الأول لا يوصف إلا بكلمة واحدة، إنه «تسونامي» ملكي سعودي، ضد مظاهر الفساد المالي والإداري، ووضع حد قانوني لأية ممارسات تدخل في إطار الرشاوى وغسيل الأموال والتجاوزات.

التفاعل الشعبي كان كبيرا جدا، الناس تهلل فرحا وتؤيد هذه الإجراءات الصارمة، والتي لم تتم بهدوء وبلا صوت، بل تم نشر العملية، ونشرت حروف ترمز للشخصيات ونشرت مناصب، وكلها عملية من شأنها أن «تعزز الثقة» لدى الناس، بأن هناك سلطات أعلى تراقب وترصد وتتخذ القرار الحاسم. لا يوجد إنسان سوي يقبل الفساد، أو يبرر للتجاوزات الإدارية والمالية، لكن مجتمعاتنا عانت للأسف بسبب «غياب الحزم» مع تلك العناصر المتجاوزة والمستغلة لسلطة المنصب، عانت من ظاهرة «تعشيش» هؤلاء في مواقع، ضررها يطال الوطن والناس، بالتالي ردة فعل الناس المتفائلة والمرحبة بهكذا خطوات قوية أمر طبيعي جداً.

خاصة تلك الفئات التي يطالها الأذى مباشرة، والتي تضررت مهنياً ونفسياً جراء ممارسات سيئة لا تمت للإدارة الصحيحة بصلة، وعانت بسبب تخبطات إدارية تحركها محركات عديدة على رأسها المصلحة الفردية، ومصلحة الشللية والحاشية، وقتل الكفاءات وتحطيم دروب جسور المستقبل أمامهم. أي مجتمع يريد أن ينهض وأن يتطور، لابد أولا أن يشن حرباً ضروساً على الظواهر الخاطئة، لابد وأن يجتثها من جذورها، ويجعلها في الماضي وينهيها إلا الأبد. ولأن هذه الظواهر سببها أشخاص، منهم من يتعمد الانغماس في الممارسات الخاطئة والمحرمة إدارياً ومالياً، تكون عملية «إزالتهم» وإبدالهم أهم خطوة في سبيل تهيئة أجواء جديدة صحية لعملية البناء والتطوير.

الحال كما الأرض الذي يراد لها أن تزرع، لكنها ملأى بالنباتات الضارة التي تقتل أي «بذرة جديدة» توضع يرتجى منها محصول وفير من «ثمار طيبة»، لا يمكن تحقيق ذلك، والحشائش الضارة موجودة، بل تجب إزالتها أولاً، حتى تكون «التربة» طيبة ونضرة وصالحة للاستزراع، حينها تبدأ نهضة جديدة، وصفحة جديدة نقية من التطوير والإعمار والإنجاز والعمل المخلص.

ليس من حقنا الخوض في تفاصيل وملابسات داخلية هنا، لكن القول بأن ما قامت به المملكة العربية السعودية عبر قيادتها الحازمة ورؤيتها الشابة صاحبة العزم، نموذج إيجابي يتفاعل معه الجميع، ويمثل حلماً جميلاً نحلم أن نراه يتحقق في كل بقعة من بقاع العالم. فما أحلى الإصلاح، ولا أعظم من جهود تقضي على الفساد.

هنيئاً للشقيقة الكبرى هذه الخطوات الجبارة، خطوات قوية على طريق الإصلاح، ونأمل أن تحذو الدول التي ترفع شعارات الإصلاح والتطوير نفس النهج الطيب، إذ الأوطان لا تملك أغلى من ثرواتها المالية والبشرية، ووحدهم المفسدون من يعبثون بهذه الثروات، فيلعبون بالمال، ويحطمون الطاقات والكفاءات من البشر.

* اتجاه معاكس:

حفظ الله أرض الحرمين، وما الاستهداف الآثم للحوثيين عملاء إيران لمدينة الرياض، إلا محاولة غادرة للعدو الذي يرى بعينيه قوة التحالف العربي، وقوة الحزم في مملكة الحزم.

لا يستهدف الجبناء إلا القوي، والسعودية قوية بقيادتها وأهلها وبإخوانها من دول شقيقة محبة، تدرك أن قوتها وتعاظمها قوة لنا جميعاً.