شكل جديد ظهر لتنظيم القاعدة في العراق، وحوّلها إلى حيث هي اليوم، "داعش"، حيث عاش التنظيم في العراق ثلاث مراحل، ولكل مرحلة أربعة أعوام، كانت الأولى في عهد أبومصعب الزرقاوي، الذي أسسه مستفيداً من آلاف المتسللين العرب، قبل أن يقضى عليه في مثل هذه الأيام قبل 8 سنوات.لتبدأ المرحلة الثانية بقيادة ثنائية ضمّت أبوعمر البغدادي واسمه حامد الزاوي، وأبوأيوب المصري واسمه عبدالمنعم البدوي، وكان معظم منتسبي التنظيم في تلك المرحلتين من حاملي فكر القاعدة أو المتعاطفين معه، إلى أن حلّت المرحلة الثالثة قبل أربعة أعوام، تحت قيادة أبوبكر البغدادي واسمه إبراهيم البدري.هذه المرحلة الثالثة شهدت دخول عشرات الضباط من الجيش العراقي المنحل، ضباط عملوا في عهد صدام حسين، ومع مضيّ الوقت تبوأوا معظم المواقع الكبرى في التنظيم، فأصبح 9 من أهم 10 أسماء قيادية عسكريين أصحاب تجربة قتالية واستخباراتية.التقديرات العامة لدخول العسكريون إلى القاعدة، في شكلها الجديد اليوم، تعود إلى تفكك عشرات المجموعات المسلحة التي نشطت بعد الغزو الأميركي للعراق، فكان معظم هؤلاء قادة وأعضاء في تنظيمات اختفت اليوم من المشهد العراقي، مثل كتائب ثورة العشرين، والجيش الإسلامي، وجيش محمد.وقادة "داعش" اليوم معروفون للسلطة العراقية، إذ قبعوا في سجونها والسجون الأميركية فترة من الزمن، قبل أن يطلق سراحهم أو يفرّوا في مواجهات الهروب من السجون، والأشهر الماضية شهدت صراعاً مباشراً بين "داعش" وأنصار "القاعدة" الذين توالوا في كشف هويات ضباط البعث السابقين واتهموهم بالسيطرة على التنظيم وتوجيهه.