حوار - صالح الرياشي: أكد حسن عبدالعزيز مراد مدير أكاديمية ريال مدريد الخيرية بأن العمل يسير على قدم وساق من أجل تقديم أفضل الخدمات والبرنامج والمسابقات بالنسبة لمنتسبي الأكاديمية، وشدد على أن الهدف الأول والأخير للأكاديمية هو رسم الابتسامة على وجوه الأيتام، ودعا الجميع إلى المساهمة في هذا العمل الخيري وإثراء هذه الأكاديمية بتقديم الدعم اللازم على كافة الأصعدة، وتطرق في الحديث إلى العديد من الجوانب المهمة للأكاديمية في حوار خاص مع «الوطن الرياضي».وجاءت فكرة إنشاء الأكاديمية من قلب العاصمة الإسبانية مدريد وبالتحديد من النادي الملكي ريال مدريد، حيث تأتي فكرة إنشاء هذه الأكاديمية ضمن رؤية إدارة نادي ريال مدريد في نشر أعمال الخير حول العالم، كما إن هناك العديد من الأكاديميات بالوطن العربي أقربها تلك الموجودة في الإمارات والكويت والمملكة العربية السعودية.ثم أرسل نادي ريال مدريد رسالة إلى سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة رئيس المؤسسة العامة للشباب والرياضة ورئيس اللجنة الأولمبية، تناولت طرح موضوع فكرة إنشاء الأكاديمية، ورحب سموه بهذه المبادرة الطيبة، ثم جرى تحويل الطلب إلى الاتحاد البحريني لكرة القدم برئاسة سمو الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة في ذلك الوقت، وتم توقيع الاتفاقية في عام 2011 بين البحرين والنادي الملكي بإنشاء هذه الأكاديمية وبالتعاون مع المؤسسة الخيرية الملكية.ما هي نقطة البداية في إنشاء الأكاديمية؟في 2013 زار البحرين وفد إسباني من نادي ريال مدريد للاطمئنان على سير العمل ومعرفة آخر التطورات حول موضوع إنشاء الأكاديمية، لكن العمل لم يباشر بعد في ذلك الوقت بسبب بعض الظروف التي حتمت تعطيل سير العمل وبدء التنفيذ متعلقة بعدم الجدية وأمور أخرى، ولكن بالإصرار والعزيمة تمكنا من تجاوز كل العقبات والبت في انطلاق مسيرة الأكاديمية نحو تحقيق النجاح.كيف جرت الأمور بعد ذلك؟خاطبنا النادي الملكي مرة أخرى من أجل استهلال إنشاء الأكاديمية وتمكنوا من توفير عدة مدربين من إسبانيا من أجل تدريب 20 مدرباً بحرينياً في الفترة 2012-2013، ثم وفر الاتحاد البحريني لكرة القدم 15 مدرباً وطنياً لاستلام مهمة التدريب في الأكاديمية، و3 مدربين من المؤسسة العامة للشباب والرياضة، ثم مع تقدم الوقت استدعينا مدربين أجنبيين واحد من إنجلترا والآخر من الولايات المتحدة الأمريكية. كيف كان انطلاق المشروع؟انطلق المشروع في نوفمبر الماضي من السنة الفائتة وكانت تعتبر تلك الفترة تجريبية من أجل قياس مدى نجاح المشروع ومعرفة إقبال الجمهور عليه، وكانت الأكاديمية تضم 50 طالباً في تلك الفترة وتمكنوا من معرفة أبرز العيوب والمشاكل التي يجب تطويرها وحلها في المستقبل.ما هي أبرز المشاكل التي واجهتكم في بداية الأمر؟من أهم المتطلبات التي لم تتوفر لدينا في بادئ الأمر هو عدم توافر الملاعب والذي يعني تجميد أنشطة وتمارين الأكاديمية وتعطل المشاريع وخطة سير العمل بسبب غياب عامل الأرض، ولم نفلح في حجز الملاعب الخارجية للإستاد الوطني بسبب ازدحامها في المواسم نتيجة لقيام الأندية بالتدرب عليها إضافة إلى تدريبات المنتخب بجميع فئاته.كيف استطعتم تجاوز عقبة الأرض؟فكرنا في حجز الصالات الرياضية لكن لم نوفق في ذلك، وبعد مجهود جبار وبحث متواصل واتصالات مستمرة تمكنا من عمل شراكة وتعاون مع ملاعب الرفاع فيوز في منطقة الرفاع، بحيث يأتي منتسبو الأكاديمية من أطفال أيتام وآخرون إلى الملاعب من أجل المشاركة في برنامج الأكاديمية وفعالياتها.هل هناك رسوم معينة للتسجيل؟جاءت هذه المؤسسة لخدمة الأيتام في المقام الأول والأخير، لذلك لا توجد رسوم مفروضة على الأيتام المسجلين في الأكاديمية، وفي المقابل فإن هناك رسوماً رمزية تدفع لمن يريد تسجيل ابنه في الأكاديمية حيث تذهب هذه الرسوم من أجل تغطية نفقات الأيتام.كم عدد الأطفال المسجلين في الأكاديمية؟هناك تقريباً 150 طفلاً مسجلاً في الأكاديمية، 60% منهم أيتام والآخرون أبناء المقتدرين، ويعتبر الحد الأدنى للأعمار في الأكاديمية 6 سنوات بينما الحد الأعلى هو 15 سنة، ونفكر في استقطاب المزيد عبر رفع السقف الأعلى إلى 17 سنة، أما بالنسبة للجهازين الإداري والفني، فإنه يوجد لدينا مدير أكاديمي والذي أمثله أنا شخصياً، إضافة إلى المشرف الفني حمد محمد «ديسكفري» و15 مدرباً وطنياً.ما هو التحدي القادم للأكاديمية؟يكمن التحدي القادم للأكاديمية في إنجاح المعسكر الصيفي الذي نسعى لإقامته في العطلة الصيفية هذا العام والذي يعتبر الأول من نوعه، حيث يشمل الذهاب إلى إسبانيا وزيارة النادي الملكي والمتحف الخاص به من أجل التعرف أكثر على النادي وأخذ الفرصة في رؤية الكأس العاشرة والتصوير معها، والتي حازها الملكي هذا العام عندما تربع على عرش أوروبا.ما هو الهدف من المعسكر الصيفي؟إن الهدف الأعلى الذي نسعى إلى تحقيقه من خلال هذا المعسكر هو جعل الأطفال خير سفراء للمملكة الغالية، حيث لا نهدف إلى جعلهم يلعبون كرة القدم بقدر ما نسعى إلى زرع الثقة فيهم وتنمية روح القيادة وغرس القيم والمبادئ التربوية فيهم إضافة إلى تعليمهم المهارات الحياتية.ما المفاجأة التي تنتظر الأطفال في إسبانيا؟ بحسب الانتماء إلى نادي ريال مدريد فإنه من الضروري إتاحة الفرصة للأطفال في أن يروا لاعبي الملكي يلعبون على أرض الواقع، لذلك أدرجنا ضمن الرحلة حضور مباراة كأس السوبر الإسباني والذي سيقام بين ريال مدريد وجاره أتلتيكو مدريد في السنتياغو برنابيو والإياب في الفيسينتي كالديرون، كما سيحضر الأطفال المبارة الأولى للريال في بداية مشواره في الدوري الإسباني للموسم القادم.ما هي الجوانب التي تتناولها الأكاديمية؟تتميز الأكاديمية بوجود منهج متكامل تسير عليه ولا يشمل الجانب الرياضي فقط، بل إن هناك جوانب تربوية وصحية ورياضية تنتهجها الأكاديمية في تعليمها للأطفال ولكن بلغة كرة القدم، حيث تكرس الأكاديمية طاقاتها في توظيف اللعبة في التعليم البناء.ما هو الدعم الذي تحتاجه الأكاديمية؟بالطبع نحتاج إلى كافة أنواع الدعم من أجل النهوض بهذه الأكاديمية التي تهدف في المقام الأول إلى رسم الابتسامة على وجوه الأيتام، لذلك نتطلع إلى تواجد المزيد من الأطفال في الأكاديمية، حيث إن تسجيلهم في برامج الأكاديمية يغطي نفقات الأيتام، ونحن ليس لدينا مساعٍ في الربح لأن المصلحة الكبرى هي تنشئة هؤلاء الأيتام خير تنشئة، لذلك نحتاج إلى داعم استراتيجي من أجل تحقيق المنفعة لعدة أطراف وهم المستثمر نفسه والمؤسسة والرفاع فيوز نظير الدعم الذي يقدمونه لنا.ماهي رؤيتكم نحو التطوير؟نسعى للاستمرارية في العمل وتقديم نموذج احترافي للجيل الصاعد، حيث إننا سنحلق إلى إسبانيا اليوم الثلاثاء من أجل التفاوض مع إدارة نادي ريال مدريد من أجل تمديد الاتفاقية التي تنتهي في 2015، كما نسعى أيضاً إلى التوسع في الأكاديمية والإلمام بالألعاب الأخرى عبر إضافة كرة السلة إلى جدول أعمال الأكاديمية ونأمل في أن تلاقي هذه المبادرة النجاح، ومن خلال هذه السفرة أيضاً سنعد جميع الأمور المترتبة على المعسكر الصيفي وتجهيز كل المتطلبات اللازمة.