بغداد - قصي الزين
بعيداً عن أرض المعارك والتفجير والتفخيخ والقتل والتشريِد، وفي الوقت الذي يعيش فيه العراقيون أزمات ونكبات، وفي حين يبحث أهل الموصل والحويجة عن خيم أو بقايا بيوت تظلهم وتؤويهم، وفي الوقت الذي يلملم أهل صلاح الدين والأنبار جراحهم ويستجمعون قواهم ليواكبوا مسيرة حياتهم، وبعيداً عن كل ما يجري على أرض العراق وفي ظل المأساة التي يعيشها الشعب بكل اطيافه ومع موجة الانقسام والانفصال والتقسيم لخارطة العراق، والقتل على الهوية، يفاجأ العراقيون بالكثير من الدسائس والمخططات التي تهدف إلى ترسيخ الطائفية في المجتمع، والتي كان اخرها محاولات تغيير المناهج التعليمية واستبدال الهوية العراقية بهوية إيرانية.
اليوم يعيش بناة المستقبل وعمود البلاد، الشباب المتحضر، فتنة من نوع جديد، كفيلة بان تزرع الطائفية بينهم، حيث فوجئ الوسط التعليمي والجامعي بمكيدة من خلالها يتم تغيير المناهج التعليمية شيئاً فشيئاً، واستبدالها بمناهج أخرى.
فقد وجّهت كلية العلوم الإسلامية، في جامعة بغداد، مؤخراً، جميع الأقسام والوحدات التدريسية التابعة لها، بعدم ذكر الإمامين الشيخ ابن تيمية وابن قيم الجوزية في الأطاريح والمناهج التدريسية، عازية السبب إلى "تجنب التحريض على القتل وشق الصف الوطني".
وكشف كتاب صادر من د. محمد جواد محمد سعيد الطريحي عميد كلية العلوم الإسلامية التابعة إلى جامعة بغداد، وموجه إلى "كافة الأقسام العلمية ووحدة الدراسات العلمية العليا، وكافة التدريسيين ولجنة السلامة الفكرية"، بـ"حذف الاستشهاد في الرسائل والأطاريح والتدريس والمناهج الدراسية والكتب المساعدة، أينما ورد ذكر أبن تيمية وابن قيم الجوزية، وكذلك أي كتاب مثير للفرقة والتجزئة".
كما تضمن الكتاب الرسمي توجيهاً بـ"اعتماد الكتب الرصينة والعلمية التي تحث على الوحدة الوطنية والإسلامية والابتعاد عن الأخبار غير الوثيقة".
وذكرت تقارير صحافية أن "الكتاب يتضمن توجيهاً رسمياً بمنع نشر الأفكار المتطرفة"، مشيرة إلى أن "الكلية وجهت سابقاً بشكل شفهي، طلبة الدراسات العليا، على وجه التحديد، بعدم اعتماد العناوين الطائفية في رسائلهم، لكن لم يتم الأخذ بالتوجيه، لذلك تم إصدار الكتاب المذكور".
وأوضحت التقارير أنه "لا توجد مدة زمنية للتوجيه، فهو إلى إشعار آخر، كما يمكن للطلبة الأخذ بطروحات أبن تيمية، على سبيل المثال، في الأمور التي لا تتضمن تحريضاً على العنف والقتل".
وقد تداولت مواقع إخبارية عراقية إضافة إلى مواقع التواصل الاجتماعي صورة الكتاب، فيما اعتبر مراقبون الأمر سابقة خطيرة تهدد منهج البحث العلمي فضلاً عن كونه أمراً غير منطقي لا شرعاً ولا عرفاً ولا عقلاً.
وعبر سياسيون عراقيون عن تأييدهم للخطوة وبينهم السياسية حنان الفتلاوي التي كتبت على حسابها الخاص بمواقع التواصل الاجتماعي "واخيراً تخلصنا من ابن تيمية وابن الجوزي وافكارهما المنحرفة شكراً جامعة بغداد شكراً كلية العلوم الإسلامية شكراً دكتور محمد جواد محمد سعيد الطريحي".
في المقابل، أثار القرار ردود فعل سنية غاضبة. وكتب الناطق باسم الحراك الشعبي السني في العراق، الشيخ فاروق الظفيري على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، منتقداً عميد الكلية متسائلاً "عما إذا كانت كتب الفقه الشيعي تدعو للوحدة الوطنية؟!".
وأكد الأستاذ السابق في جامعة بغداد، فخري القيسي، أن "البديهيات الأكاديمية تقتضي توافر الكليات الدراسية على كتب كل العلماء المتنازعة في مسألة ما، ليتم عرض آراء المختلفين".
بدوره، قال رئيس رابطة الدعوة السلفية في العراق وأستاذ الشريعة الإسلامية، الشيخ لقين القيسي، إن "حزب الدعوة يسيطر على معظم المؤسسات الجامعية في العراق ويحاول إحداث تغيير كبير في البنية الثقافية"، مشيراً إلى أن "كلية الشريعة في بغداد أحد معاقل الفقه السني وتخرج منها علماء كبار كحارث الضاري، وعبد الكريم زيدان، وهاشم جميل، وما يحدث حالياً من تبديل في هويتها، هو مشابه لمرحلة النسخ التي نفذها الصفويون عند حكمهم للعراق".
في السياق ذاته، حذر مراقبون ومحللون من "محاولات تغيير المناهج الأمر الذي قد يؤدي إلى اندلاع فتنة جديدة بين أبناء الشعب العراقي".
بعيداً عن أرض المعارك والتفجير والتفخيخ والقتل والتشريِد، وفي الوقت الذي يعيش فيه العراقيون أزمات ونكبات، وفي حين يبحث أهل الموصل والحويجة عن خيم أو بقايا بيوت تظلهم وتؤويهم، وفي الوقت الذي يلملم أهل صلاح الدين والأنبار جراحهم ويستجمعون قواهم ليواكبوا مسيرة حياتهم، وبعيداً عن كل ما يجري على أرض العراق وفي ظل المأساة التي يعيشها الشعب بكل اطيافه ومع موجة الانقسام والانفصال والتقسيم لخارطة العراق، والقتل على الهوية، يفاجأ العراقيون بالكثير من الدسائس والمخططات التي تهدف إلى ترسيخ الطائفية في المجتمع، والتي كان اخرها محاولات تغيير المناهج التعليمية واستبدال الهوية العراقية بهوية إيرانية.
اليوم يعيش بناة المستقبل وعمود البلاد، الشباب المتحضر، فتنة من نوع جديد، كفيلة بان تزرع الطائفية بينهم، حيث فوجئ الوسط التعليمي والجامعي بمكيدة من خلالها يتم تغيير المناهج التعليمية شيئاً فشيئاً، واستبدالها بمناهج أخرى.
فقد وجّهت كلية العلوم الإسلامية، في جامعة بغداد، مؤخراً، جميع الأقسام والوحدات التدريسية التابعة لها، بعدم ذكر الإمامين الشيخ ابن تيمية وابن قيم الجوزية في الأطاريح والمناهج التدريسية، عازية السبب إلى "تجنب التحريض على القتل وشق الصف الوطني".
وكشف كتاب صادر من د. محمد جواد محمد سعيد الطريحي عميد كلية العلوم الإسلامية التابعة إلى جامعة بغداد، وموجه إلى "كافة الأقسام العلمية ووحدة الدراسات العلمية العليا، وكافة التدريسيين ولجنة السلامة الفكرية"، بـ"حذف الاستشهاد في الرسائل والأطاريح والتدريس والمناهج الدراسية والكتب المساعدة، أينما ورد ذكر أبن تيمية وابن قيم الجوزية، وكذلك أي كتاب مثير للفرقة والتجزئة".
كما تضمن الكتاب الرسمي توجيهاً بـ"اعتماد الكتب الرصينة والعلمية التي تحث على الوحدة الوطنية والإسلامية والابتعاد عن الأخبار غير الوثيقة".
وذكرت تقارير صحافية أن "الكتاب يتضمن توجيهاً رسمياً بمنع نشر الأفكار المتطرفة"، مشيرة إلى أن "الكلية وجهت سابقاً بشكل شفهي، طلبة الدراسات العليا، على وجه التحديد، بعدم اعتماد العناوين الطائفية في رسائلهم، لكن لم يتم الأخذ بالتوجيه، لذلك تم إصدار الكتاب المذكور".
وأوضحت التقارير أنه "لا توجد مدة زمنية للتوجيه، فهو إلى إشعار آخر، كما يمكن للطلبة الأخذ بطروحات أبن تيمية، على سبيل المثال، في الأمور التي لا تتضمن تحريضاً على العنف والقتل".
وقد تداولت مواقع إخبارية عراقية إضافة إلى مواقع التواصل الاجتماعي صورة الكتاب، فيما اعتبر مراقبون الأمر سابقة خطيرة تهدد منهج البحث العلمي فضلاً عن كونه أمراً غير منطقي لا شرعاً ولا عرفاً ولا عقلاً.
وعبر سياسيون عراقيون عن تأييدهم للخطوة وبينهم السياسية حنان الفتلاوي التي كتبت على حسابها الخاص بمواقع التواصل الاجتماعي "واخيراً تخلصنا من ابن تيمية وابن الجوزي وافكارهما المنحرفة شكراً جامعة بغداد شكراً كلية العلوم الإسلامية شكراً دكتور محمد جواد محمد سعيد الطريحي".
في المقابل، أثار القرار ردود فعل سنية غاضبة. وكتب الناطق باسم الحراك الشعبي السني في العراق، الشيخ فاروق الظفيري على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، منتقداً عميد الكلية متسائلاً "عما إذا كانت كتب الفقه الشيعي تدعو للوحدة الوطنية؟!".
وأكد الأستاذ السابق في جامعة بغداد، فخري القيسي، أن "البديهيات الأكاديمية تقتضي توافر الكليات الدراسية على كتب كل العلماء المتنازعة في مسألة ما، ليتم عرض آراء المختلفين".
بدوره، قال رئيس رابطة الدعوة السلفية في العراق وأستاذ الشريعة الإسلامية، الشيخ لقين القيسي، إن "حزب الدعوة يسيطر على معظم المؤسسات الجامعية في العراق ويحاول إحداث تغيير كبير في البنية الثقافية"، مشيراً إلى أن "كلية الشريعة في بغداد أحد معاقل الفقه السني وتخرج منها علماء كبار كحارث الضاري، وعبد الكريم زيدان، وهاشم جميل، وما يحدث حالياً من تبديل في هويتها، هو مشابه لمرحلة النسخ التي نفذها الصفويون عند حكمهم للعراق".
في السياق ذاته، حذر مراقبون ومحللون من "محاولات تغيير المناهج الأمر الذي قد يؤدي إلى اندلاع فتنة جديدة بين أبناء الشعب العراقي".