حوراء يونس

أظهر استبيان أعدته "الوطن" أن 61% من المستطلعة آراؤهم يؤيدون علاقة الصداقة بين الرجل والمرأة. فيما قال 39% من 832 شاركوا في الاستبيان إنهم يعارضونها لـ"مخالفتها الدين" و"خشية أن تتجاوز الصداقة إلى أشياء أخرى".

وفي حين تبدو النسبة مفاجئة في مجتمع محافظ، قالت استشارية العلاج النفسي والسلوك المعرفي والعنف الأسري د.شريفة سوار إن هناك عوامل تؤثر في نجاح علاقة الصداقة بين الجنسين بعيداً عن المحرمات، والعامل الأهم خلو العلاقة تماماً من الغريزة الجنسية. فإذا كان الرجل ينظر للمرأة بحسب عقلها لا جسدها، ولم ينحرف عقله عن التفكير السوي، والشيء ذاته ينطبق على المرأة، فسيصنع ذلك صداقة ناجحة. كما أن التربية تشكل عاملاً مهماً، فإذا تمت تربية أحد الطرفين على أنه من المعيب التعامل مع الجنس الآخر نتيجة الأفكار المتعلقة بالغرائز الجنسية فسيكون هناك دائماً خلل في علاقات الصداقة مع الجنس الآخر وستترتب عليها آثار سلبية. فالصداقة هي الصدق في التعاطي مع الطرف الآخر ولا دخل لنوع الجنس فيها، وهي أكبر من أن تختزل أو تحدد بجنس الطرف الآخر".

وأضافت د.سوار "المشكلة تكمن في عقلية الأشخاص والمنظور الذي ينشؤون عليه، صحيح أن الاختلاء مع المرأة محرم شرعاً، لكن وجود الطرفين في بيئة العمل والدراسة أو النشاطات في الأماكن العامة ليس خلوة. وأحد الآثار الإيجابية المترتبة على ذلك تنوع عقلية وتفكير الطرفين مما يفتح طريقاً للإبداع أمامهما في خلق الأفكار والقرارات في بيئة العمل وتنظيمها".

مرفوضة تماماً

فيما قالت زهراء غلوم (22 عاماً) إنها لا تعترف أبداً بالصداقة بين الرجل والمرأة، فالدين والمجتمع لا يسمحان بوجود هذا النوع من العلاقات. ووجود الجنسين في بيئة العمل والجامعة لا يعني السماح بأن يتخطى الأمر حدود الزمالة ومصالح العمل فقط. فهذا النوع من الصداقات يؤثر سلباً على العلاقات الزوجية".

ويرفض علي عبدالله (33 عاماً) قطعياً هذه العلاقة ويقول إن "فصل الدين بين المرأة والرجل من غير محارمها كان لحكمة عظيمة ولذلك لا تجوز الصداقة بين الجنسين بأي شكل من الأشكال ولا يجب تبرير ذلك".

لا بد منها

وعلى النقيض تماماً، قالت فاطمة عبدالرضا (24 عاماً) إن صداقة الرجال "حقيقية ووفية أكثر من صداقات الفتيات المليئة بالحقد والغيرة. حياة الفتيات مليئة بالـ"دراما" على عكس الرجال".

ولا يمانع طارق سمير (22 عاماً) صداقة الجنس الآخر، ويقول إنه تربى في بيئة تسمح له بذلك ونشأ في مدرسة مختلطة، لكنه يرى أن الأمر يعتمد على الطرفين بحيث توضع شروط وضوابط منذ بداية العلاقة لكي تكون ناجحة.

ويلفت زكريا حسن (55 عامًا) إلى أن "الصداقة بين الجنسين يمكن أن تكون ناجحة في مراحل عمرية معينة فقط ولا يمكن ذلك في مراحل المراهقة لأنها يمكن أن تؤدي للانحراف"، مضيفاً "في ظل التطور الذي نعيشه يجب تغيير طريقة التربية أيضاً بحيث تواكب ذلك، لم أرب أبنائي على أنه من المعيب التحدث مع الجنس الآخر، لأني أعلم أنهم في مرحلة ما سواء في الجامعة أو في بيئة العمل المختلطة سيتوجب عليهم تكوين علاقات معهم، ولذلك أسمح لأبنائي وبناتي الجامعيين فقط بتكوين صداقات مع الجنس الآخر مع علمي بذلك وفقط إذا كان لهم مصلحة في ذلك سواء كالدراسة سوياً ولا أقلق من ذلك لأنهم في مرحلة يدركون فيها ما هو الصواب وما هي الضوابط الشرعية ويمكنهم تحديد نوايا الأشخاص".

نورة المؤذن (26 عاماً) ترى أن الصداقة بين الجنسين شيء لا بد من حدوثه بسبب الاختلاط وتطور المجتمع. وتقول "طبيعة عملي بين مجموعة من الرجال تفرض علي ذلك، فنعمل سوياً على مشاريع مشتركة وأجلس معهم في نفس المكتب، ولذلك يتوجب علينا خلق صداقة وعلاقة ودية في إطار الاحترام وخوض نقاشات حتى لا يؤثر ذلك على الإنتاج في العمل ولا نشعر بالخجل لتعديل الأخطاء الواردة، فمن متطلبات العمل بشكل احترافي أن يشعر الفرد براحة عند العمل مع شركائه".