كم من قصة حب دفنتها الحرب؟! استوقفني هذا السؤال تحت صورة ملؤها خواتم الخطوبة والزواج نزعت من أصابع القتلى في الحرب العالمية الثانية. ورغم إيجاز العبارة وجمود الصورة إلا أنها هزتني من الأعماق، وخطفت مخيلتي حيث الحرب وأهوالها وضحاياها وتبعاتها، ولكم أن تسألوا أهل الكويت في الغزو العراقي، فمازلنا نعاصر أماً استشهد ولدها، وابناً أو ابنة تيتموا في عمر مبكرة باستشهاد أبيهم. كم من زوجة ترملت في عمر الزهور بالكويت وكم قصة حب بددت أحلامها بنادق العدو وألغامه وتفجيراته. اسألوا أهل الكويت عن الحرب وكم هي مريرة.
أسمعتم يوماً عن اضطراب الكرب التالي للصدمة «Post traumatic stress disorder - PTSD»؟!! إنه المرض الأكثر شيوعاً في الجنود الذين خاضوا الحروب، وقد أثبتت الدراسات تعرض الجنود الناجين من المجازر النازية لذلك المرض العقلي، وكذلك هم الجنود الإسرائيليين في حرب لبنان والجنود الأمريكان في حرب فيتنام، والحرب العراقية الإيرانية، جراء تعرضهم لحادث صادم، فأغلب من يصابون بهذا المرض هم من يتعرضون لصدمة الحروب، العمليات الإرهابية، معسكرات القتل والإكراه، الكوارث الطبيعية، الحوادث القاسية، الأعمال العدوانية، الهجومية، السطو، الاغتصاب، التنكيل الجسدي والجنسي وغيرها من الأحداث. ولعل ليس ثمة ظروف يجمع أغلب تلك الحالات بقدر الحرب.
ولذلك نجد بعض الأفلام الأمريكية قد عالج الأمر، بقصص تشير إلى معاناة الجنود بعد الحرب وكيف أنهم يتعرضون لذكريات مفاجئة مزعجة تولد ردات فعل عنيفة أو غير متزنة وتجعلهم في حالة أشبه بالجنون أحياناً، فتقوم بعض المعسكرات بإجراء عمليات جراحية لبعض هؤلاء على سبيل الاختبار أو كنظام معمول به –كما تتناول الأفلام– لانتزاع جزء من ذاكرة الجنود، ذاك المتعلق بذكريات الحرب فقط، ضمن سيناريوهات مختلفة تشير أغلبها لصعوبة التجربة التي يمر بها الجندي في الحرب والتي تظهر عليه آثارها في وقت لاحق.
عندما نقف على حالات بهذا المستوى من المعاناة والقسوة لا يكون أمامي ثمة خيار في أن أطرح سؤال «من أجل ماذا؟!!»، لماذا الحرب إن كانت تبعاتها باهظة الثمن في الإنسانية وفي الحضارات وفي الأمم؟!! هل هناك ثمة ما يستحق الحرب في هذا العالم؟!! وتجبرني الذاكرة أن أستحضر كلمات محمود درويش التي يقول فيها «ستنتهي الحرب، ويتصافح القادة، وتبقى تلك العجوز تنتظر ولدها الشهيد، وتلك الفتاة تنتظر زوجها الحبيب، وأولئك الأطفال ينتظرون والدهم البطل. لا أعلم من باع الوطن.. ولكني رأيت من دفع الثمن».
* اختلاج النبض:
من يقرع طبول الحرب لا يفقه إيقاعها ولم يختبر وجعها.. ما أسهل اتخاذ قرار طائش من سياسي أحمق تغذيه الحرب فيدفع الجنود الثمن وتتجرع ويلاتها الشعوب.. لا بأس من أن يخوض أحدهم حرباً دفاعاً عن نفسه.. أو في مواجهة الإرهاب، أما أن يتخذ قرار الحرب من أجل أطماعه، فذلك قمة الجنون.
أسمعتم يوماً عن اضطراب الكرب التالي للصدمة «Post traumatic stress disorder - PTSD»؟!! إنه المرض الأكثر شيوعاً في الجنود الذين خاضوا الحروب، وقد أثبتت الدراسات تعرض الجنود الناجين من المجازر النازية لذلك المرض العقلي، وكذلك هم الجنود الإسرائيليين في حرب لبنان والجنود الأمريكان في حرب فيتنام، والحرب العراقية الإيرانية، جراء تعرضهم لحادث صادم، فأغلب من يصابون بهذا المرض هم من يتعرضون لصدمة الحروب، العمليات الإرهابية، معسكرات القتل والإكراه، الكوارث الطبيعية، الحوادث القاسية، الأعمال العدوانية، الهجومية، السطو، الاغتصاب، التنكيل الجسدي والجنسي وغيرها من الأحداث. ولعل ليس ثمة ظروف يجمع أغلب تلك الحالات بقدر الحرب.
ولذلك نجد بعض الأفلام الأمريكية قد عالج الأمر، بقصص تشير إلى معاناة الجنود بعد الحرب وكيف أنهم يتعرضون لذكريات مفاجئة مزعجة تولد ردات فعل عنيفة أو غير متزنة وتجعلهم في حالة أشبه بالجنون أحياناً، فتقوم بعض المعسكرات بإجراء عمليات جراحية لبعض هؤلاء على سبيل الاختبار أو كنظام معمول به –كما تتناول الأفلام– لانتزاع جزء من ذاكرة الجنود، ذاك المتعلق بذكريات الحرب فقط، ضمن سيناريوهات مختلفة تشير أغلبها لصعوبة التجربة التي يمر بها الجندي في الحرب والتي تظهر عليه آثارها في وقت لاحق.
عندما نقف على حالات بهذا المستوى من المعاناة والقسوة لا يكون أمامي ثمة خيار في أن أطرح سؤال «من أجل ماذا؟!!»، لماذا الحرب إن كانت تبعاتها باهظة الثمن في الإنسانية وفي الحضارات وفي الأمم؟!! هل هناك ثمة ما يستحق الحرب في هذا العالم؟!! وتجبرني الذاكرة أن أستحضر كلمات محمود درويش التي يقول فيها «ستنتهي الحرب، ويتصافح القادة، وتبقى تلك العجوز تنتظر ولدها الشهيد، وتلك الفتاة تنتظر زوجها الحبيب، وأولئك الأطفال ينتظرون والدهم البطل. لا أعلم من باع الوطن.. ولكني رأيت من دفع الثمن».
* اختلاج النبض:
من يقرع طبول الحرب لا يفقه إيقاعها ولم يختبر وجعها.. ما أسهل اتخاذ قرار طائش من سياسي أحمق تغذيه الحرب فيدفع الجنود الثمن وتتجرع ويلاتها الشعوب.. لا بأس من أن يخوض أحدهم حرباً دفاعاً عن نفسه.. أو في مواجهة الإرهاب، أما أن يتخذ قرار الحرب من أجل أطماعه، فذلك قمة الجنون.