في الأيام القليلة الماضية بذل الإعلام الإيراني جهوداً مضاعفة للإساءة إلى السعودية ولإقناع العالم بأنه لا علاقة لإيران بالصاروخ الباليستي الذي أطلق على الرياض. حاول الاستفادة من قصة استقالة رئيس وزراء لبنان سعد الحريري من منصبه، ونشر على نطاق واسع الفيديو الذي يعلن فيه متحدث باسم الحوثيين اعتبار مطارات السعودية والإمارات «أهدافاً مشروعاً» للحوثيين ويحذر شركات الطيران والمسافرين من السفر عبرها. ذلك الإعلام لم يترك قصة مهما صغرت وقدر أنه يمكن الاستفادة منها في الإساءة إلى السعودية إلا استغلها ووظفها، ولم يترك قصة يعتقد أنها يمكن أن تستفيد منها إيران في تبرئة نفسها من أفعال الحوثيين وتورطها في إطلاق الصواريخ على الرياض إلا واستغلها ووظفها.
للتوضيح فإن الإعلام الإيراني غير مقتصر على وسائل الإعلام الإيرانية ولكنه يشمل كل وسائل الإعلام التابعة لإيران في الخارج والمدعومة والممولة منها وخصوصاً تلك الفضائيات التي تردد ما تبثه فضائية «العالم» ولكن «باللغة العربية الفصحى» ! «من تابع مثلاً البرامج التي بثتها إحدى الفضائيات التي تتخذ من بيروت ميداناً لها فور إعلان الحريري استقالته وفور انتشار خبر الصاروخ الذي أطلق على الرياض لابد أنه لاحظ حالة العصبية التي اعترت مقدمي تلك البرامج وكيف أنهم تعاملوا بقسوة مع ضيوفهم الذين يعبرون عن وجهة النظر السعودية ويدافعون عنها، والأكيد أنه لاحظ أيضاً كيف تبنت هذه الفضائية – كما الفضائيات الأخرى المحسوبة على الإعلام الإيراني – كل ما قاله أمين عام «حزب الله» في كلمته التي اضطر إليها بعدما تلقى صفعة الحريري، وصارت تدافع عن وجهة نظره وتؤكد صحة تحليلاته واستضافت على عجل كل من تعرف أنه يمكن أن يقول ما تريد إيران وحزبها في لبنان قوله».
عن الحريري سعى الإعلام الإيراني إلى ترويج قصة أنه معتقل في السعودية وأنه أرغم على الاستقالة التي كتبها السعوديون وقرأها، وظل يروج لهذه القصة حتى بعد أن ظهر فيديو يظهر استقبال خادم الحرمين الشريفين للحريري، وحتى بعد زيارات الحريري لعدد من دول مجلس التعاون.
عن الصاروخ سعى الإعلام الإيراني إلى إقناع العالم بأنه لا علاقة لإيران به بل أنها لم تدر عنه وسمعت خبره من وسائل الإعلام وفوجئت به مثلما فوجئت به السعودية، واهتم بالقول بأنها لا تدعم الحوثيين وأنها ليست طرفاً في النزاع بينهم وبين دول التحالف العربي بقيادة السعودية «ولعلها أصدرت بياناً تشجب فيه تصرف «الحوثيين»»!
أما كلمة حسن نصر الله فطبل لها الإعلام الإيراني كالمعتاد واعتبر كل ما جاء فيها حقائق لا تقبل التشكيك ولا المناقشة ودفع بكل قوة في اتجاه أن ما قاله هو الصحيح والدقيق وأن الغاية من كل ما حدث ويحدث هي الإساءة إلى إيران وإضعافها بغية «تقوية إسرائيل»!
ما تجنب الإعلام الإيراني ذكره هو أن إيران صارت على يقين بأن العالم لم يعد يحتمل سياستها وأن دول المنطقة قررت مواجهتها وأن الولايات المتحدة تعمل على تحجيمها وأن الضربة آتية لا محالة طالما أنها مستمرة في غيها. إيران تخشى من الداخل، لهذا تظهر نفسها بمظهر البريء والمظلوم والمتقول عليه، فالحكومة الإيرانية تعلم أن الشعب الإيراني غير راض عن هذا الذي تمارسه وأنه لا يمكن أن يؤيدها ويدعمها وعلى غير استعداد لتلقي الضربة بسببها وبالنيابة عنها، لهذا فإن الأسهل هو إيجاد عدو يكون بمثابة المشجب الذي تعلق عليه أخطاءها وتجاوزاتها، لهذا حركت الإعلام وعمل كل هذا الذي رآه العالم في الأيام القليلة الماضية.
مشكلة السلطة الإيرانية اليوم هي أنها على يقين بأن السعودية لن تسكت عن الاعتداء الأخير على الرياض وأنها جادة في موضوع الاحتفاظ بالرد.
للتوضيح فإن الإعلام الإيراني غير مقتصر على وسائل الإعلام الإيرانية ولكنه يشمل كل وسائل الإعلام التابعة لإيران في الخارج والمدعومة والممولة منها وخصوصاً تلك الفضائيات التي تردد ما تبثه فضائية «العالم» ولكن «باللغة العربية الفصحى» ! «من تابع مثلاً البرامج التي بثتها إحدى الفضائيات التي تتخذ من بيروت ميداناً لها فور إعلان الحريري استقالته وفور انتشار خبر الصاروخ الذي أطلق على الرياض لابد أنه لاحظ حالة العصبية التي اعترت مقدمي تلك البرامج وكيف أنهم تعاملوا بقسوة مع ضيوفهم الذين يعبرون عن وجهة النظر السعودية ويدافعون عنها، والأكيد أنه لاحظ أيضاً كيف تبنت هذه الفضائية – كما الفضائيات الأخرى المحسوبة على الإعلام الإيراني – كل ما قاله أمين عام «حزب الله» في كلمته التي اضطر إليها بعدما تلقى صفعة الحريري، وصارت تدافع عن وجهة نظره وتؤكد صحة تحليلاته واستضافت على عجل كل من تعرف أنه يمكن أن يقول ما تريد إيران وحزبها في لبنان قوله».
عن الحريري سعى الإعلام الإيراني إلى ترويج قصة أنه معتقل في السعودية وأنه أرغم على الاستقالة التي كتبها السعوديون وقرأها، وظل يروج لهذه القصة حتى بعد أن ظهر فيديو يظهر استقبال خادم الحرمين الشريفين للحريري، وحتى بعد زيارات الحريري لعدد من دول مجلس التعاون.
عن الصاروخ سعى الإعلام الإيراني إلى إقناع العالم بأنه لا علاقة لإيران به بل أنها لم تدر عنه وسمعت خبره من وسائل الإعلام وفوجئت به مثلما فوجئت به السعودية، واهتم بالقول بأنها لا تدعم الحوثيين وأنها ليست طرفاً في النزاع بينهم وبين دول التحالف العربي بقيادة السعودية «ولعلها أصدرت بياناً تشجب فيه تصرف «الحوثيين»»!
أما كلمة حسن نصر الله فطبل لها الإعلام الإيراني كالمعتاد واعتبر كل ما جاء فيها حقائق لا تقبل التشكيك ولا المناقشة ودفع بكل قوة في اتجاه أن ما قاله هو الصحيح والدقيق وأن الغاية من كل ما حدث ويحدث هي الإساءة إلى إيران وإضعافها بغية «تقوية إسرائيل»!
ما تجنب الإعلام الإيراني ذكره هو أن إيران صارت على يقين بأن العالم لم يعد يحتمل سياستها وأن دول المنطقة قررت مواجهتها وأن الولايات المتحدة تعمل على تحجيمها وأن الضربة آتية لا محالة طالما أنها مستمرة في غيها. إيران تخشى من الداخل، لهذا تظهر نفسها بمظهر البريء والمظلوم والمتقول عليه، فالحكومة الإيرانية تعلم أن الشعب الإيراني غير راض عن هذا الذي تمارسه وأنه لا يمكن أن يؤيدها ويدعمها وعلى غير استعداد لتلقي الضربة بسببها وبالنيابة عنها، لهذا فإن الأسهل هو إيجاد عدو يكون بمثابة المشجب الذي تعلق عليه أخطاءها وتجاوزاتها، لهذا حركت الإعلام وعمل كل هذا الذي رآه العالم في الأيام القليلة الماضية.
مشكلة السلطة الإيرانية اليوم هي أنها على يقين بأن السعودية لن تسكت عن الاعتداء الأخير على الرياض وأنها جادة في موضوع الاحتفاظ بالرد.