أطلق الباحثون اسم "كريسبر- كاس 9" على طريقتهم الجديدة التي ستقلب برأيهم كل شيء رأسًا على عقب. وهي أثارت اهتمام باحثين يأملون في تعديل الجينات البشرية للقضاء على الأمراض والتخلص من مسبِّباتها، لكن الأمر لا يخلو من مخاوف أخلاقية وقانونية واجتماعية، خصوصًا في ما يتعلق بتعديل الجينات الوراثية لدى الأجنة.
وحسب إيلاف أجرى فريق بحثي صيني في جامعة سيتشوان في مستشفى بغرب الصين في أكتوبر 2016 أول تجربة سريرية على مريض بسرطان الرئة لم ينجح معه العلاج الكيماوي ولا الإشعاعي، فحُقن بخلايا بعد تعديلها جينيًا بتقنية "كريسبر – كاس 9".، والهدف تقويم مدى سلامة استخدام الخلايا المناعية "التائية" بعد حذف الجينة PD-1 منها، لمعالجة أحد أنواع سرطان الرئة.
وتثير تقنية كريسبر اهتمام الباحثين والعلماء، إذ يأملون في أن يستفيدوا منها في تعديل جينات البشر للقضاء على الأمراض، وإكساب النباتات قوة تحمُّل عالية، والتخلص من مسبِّبات الأمراض... يلخص بروس كونكلين، استاذ علم الوراثة في معهد غلادستون في سان فرانسيسكو الأميركية، فوائد "كريسبر"، بقوله إنها ستقلب كل شيء رأسًا على عقب.
ويتوقع العلماء أن تُحدث هذه التقنية نقلة نوعية في مجال تعديل الجينات الوراثية والبحث العلمي، "فمن المأمول أن تسهم تقنية كريسبر في القضاء على كثير من أمراض الدم، بما في ذلك أنيميا الخلايا المنجلية وأنيميا البحر المتوسط التي هي من بين الاضطرابات الجينية التي تتسبب بها جينة تُعتبر الأكثرها شيوعًا في العالم، كما تمثل مشكلة كبيرة في عدد من دول العالم العربي، وهناك دراسة نشرت في دورية نايتشر الطبية في نوفمبر 2016، استخدم باحثوها تقنية كريسبر لاستهداف جينة بيتا غلوبين التي يمثل الخلل فيها سببًا رئيسًا للإصابة بالأنيميا.