زكية البنعلي
مازالت دلة الرسلان تقاوم الحداثة وتفرض نفسها في بعض المناسبات. فشكلها الجميل يوحي بالأصالة. وتتميز دلة الرسلان بلونها الأصفر فهي مصنوعة من النحاس الأصفر النقي، واشتهرت بمقدمتها الطويلة.
تروي صاحبة محل "قهوة أمي" قصتها مع القهوة "تعلمت القهوة من أهلي، كنت صغيرة وأرى أمي وبنت خالتي يصنعون القهوة واكتسبت هذه الخبرة منهم. جاءتني فكرة المشروع حين كان أبنائي يدرسون في الخارج وكانوا يطلبون مني أن أصنع لهم القهوة ليأخذوها معهم، وبدأ أصحابهم يشربون القهوة ويعجبون بها. بعد ذلك اقترح علي أبنائي أن أعمل حساباً على موقع الانستقرام لصنع القهوة فقط لملء أوقات الفراغ بشيء استمتع فيه".
تخصص "قهوة أمي" مكاناً في البيت لعمل القهوة فقط، وتضع فيه جميع أدوات القهوة: الميزان، المطحنة، آلة التحميص، القهوة، الهيل، القفازات.
وعن ذكريات الماضي تقول صاحبة المحل "من الأغاني القديمة التي كان الآباء يغنونها "مرينا ديرة حمد وريحة القهوة والهيل فاحت".
وفي الماضي لم يكن لديهم "جولة"، فيضعون "المطبخانية" على الفحم لطبخ القهوة، ويستخدمون "المشبه" لتحريكها فوق المطبخانية، ويقومون بالتصفا (تصفية القهوة)، فعندما يصبون القهوة في الدلة تبقى ترسبات القهوة، فيضعون عليها الماء ويغلونه عندما يريدون أن يشربوا القهوة مرة أخرى، أما الآن فيتم وضع قهوة من جديد والتخلص من الترسبات. وتوضع الليفة (ليفة النخل) في مقدمة القهوة كي لا يسمح للهيل بالسقوط. ولم يكن هناك قديماً آلة للطحن فيستخدمون "الهاون" لطحن القهوة والهيل، أما الآن فالعملية باتت أسع=هل وأسرع بكثير".
وعن طريقة صنع القهوة تقول "تغسل القهوة جيداً وتوضع في الشمس لتجف، وبعدها يتم وضع قليل من الزيت في آلة التحميص ثم وضع القهوة إلى أن يتغير لونها على حسب الرغبة، فالبعض يحبها داكنة والبعض الآخر يحبها فاتحة. بعدها نضع الهيل وهو مقلي مع القهوة، وننتظر إلى أن تبرد، ثم نضع القهوة والهيل في المطحنة. بعد ذلك يضيف البعض إليها الزعفران والمسمار. ولكل شخص طريقته في صنع القهوة".
وعن دلة الرسلان تقول "في الماضي كان يوجد نوع واحد لدلة القهوة هو دلة الرسلان، وتم تغييرها الآن لأنها لا تحفظ الحرارة، فدلال اليوم تحوي حافظاً للحرارة".
مريم علي امرأة كبيرة في السن تقول "في الماضي كان الأجداد يحبون القهوة كحب البدوي لناقته، وكانوا لا يفارقونها أبدا، ويفتتحون صباحهم بشرب القهوة، لذلك كانوا يغنون "يا القهوة با شارق وياج لو يستوي منج بعشرين"، أي سأكون معك في الشرق والغرب أينما كنت حتى لو كان "المن" (أداة وزن) منك بعشرين (ربية)، وكانت العشرين ربية وقتها مبلغ كبيراً".
وتتذكر عائشة محمد صباحات القهوة بالقول "في الماضي كنا عندما نسمع صوت "الهاون" نشعر بالفرح لما له من صوت جميل، ونستيقظ في الصباح الباكر على صوت دق "الهاون"، ورائحة القهوة لا تساويها أي رائحة".