لم يكن طرحاً عادياً ما شهدناه في ملتقى أبوظبي الاستراتيجي الذي يعقده مركز الإمارات للسياسات في نسخته الرابعة، واختتم أعماله أمس في «قصر الإمارات»، إذ يعد هذا واحداً من أهم الملتقيات التي أحرص وكثير من النخب الخليجية على حضورها، لإسهامه اللافت في تطوير الفهم للتوجهات المستقبلية ودورها في السياسة الدولية، وصوغ توصيات لسياسات عملية قابلة للتطبيق. وركز الملتقى في نسخته هذا العام على تفكيك شفرة النماذج المتصارعة في المنطقة، واستشراف مُستقبلات المنطقة في ضوء خريطة اللاعبين والتحولات التي طالت قوتهم، كما تناول أيضاً التحولات التي يمر بها النظام الدولي، ومحاولات القوى الرئيسة فيه إعادة بناء قوتها، وانعكاس كل ذلك وتداخله مع أزمات المنطقة.
وكان أكثر ما استوقفني في الملتقى أن برزت وبوضوح ملامح السياسة الخارجية الإماراتية الصاعدة ودورها في حلحلة الصراعات والمتغيرات السياسية والأمنية في المنطقة، وقد أفرد الملتقى جلسة كاملة للحديث عن النموذج الإماراتي للقوة الناعمة في السياسة الدولية، تناولته بطرح رصين ومقنع كل من د.إبتسام الكتبي – رئيسة مركز الإمارات للسياسات، ونورة الكعبي – وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة الإماراتية، إلاَّ أنه ورغم ذلك، فإن الملتقى برمته كان شكلاً فريداً من أشكال القوة الناعمة الإماراتية التي تتلمس في كل تفصيلاته الهوية الإماراتية والرؤية الإماراتية والطموح الإماراتي الصاعد. وهو بذلك لم يحقق الهدف في التسويق لصورة أبوظبي كمدينة للفكر والثقافة والحوار وحسب، وإنما ما هو أبعد من ذلك.
ومن بين الملامح الهامة التي برزت في السياسة الخارجية الإماراتية الإعلان عن الشراكة السعودية الإماراتية والتي عكست مجموعة من العناصر الهامة في هذه المرحلة، إذ نشهد اليوم ظهور عناصر فاعلة جديدة أسهمت في تغيير موازين القوى في المنطقة لا سيما في دعم عجلة الحماية ودعم صناعة القرار السياسي والعسكري أو اتخاذه، وقد شكل الدخول الإماراتي القوي كلاعب جديد فاعل في الخليج العربي وبما تتمتع به الإمارات من قوة ناعمة رائدة، إلى تلاقح القوة الناعمة والصلبة.
الأمر الآخر الذي تم الإعلان عنه مسألة مواجهة إيران بحسم وحزم، ورغم أن الصورة مازالت ضبابية وليس ثمة آلية واضحة للخطط الخليجية في مواجهة إيران والتصدي لها، وإن كانت ستنضوي تحت الخطة الأمريكية لذلك أم ستقوم بتنفيذ سياسات منفردة، إلاَّ أن ثمة أسئلة مطروحة في هذا السياق حول إذا ما كانت تلك المواجهة ستكون عسكرية أم على هيئة حرب باردة، وإذا ما كانت الدول الخليجية تملك ما يكفي من مقدرات سواء اقتصادية وعسكرية أو قوى ناعمة للحرب الباردة، ولعل هنا تأتي أهمية صعود الدور الإماراتي جنباً إلى جنب مع دور التحشيد السعودي للمجتمع الدولي الملحوظ مؤخراً.
* اختلاج النبض:
تمنيت لو أن الأمانة العامة لدول مجلس التعاون الخليجي تضطلع بمثل هذا النوع من المؤتمرات الاستراتيجية وبمستوى مماثل من الطرح، يقرأ المجريات على الساحة قراءة دقيقة، ويستشرف المستقبل بنظرة ثاقبة، ويعمل على صياغة الخطط والحلول وملامح التطوير في كل مرة، لضمان تحقيق القوة الخليجية وصعودها. المؤتمرات إذا حققت أهدافها فعلياً لن تغدو ضرباً من الترف، ستشكل مظهر القوة الناعمة الخليجية المنشودة.
وكان أكثر ما استوقفني في الملتقى أن برزت وبوضوح ملامح السياسة الخارجية الإماراتية الصاعدة ودورها في حلحلة الصراعات والمتغيرات السياسية والأمنية في المنطقة، وقد أفرد الملتقى جلسة كاملة للحديث عن النموذج الإماراتي للقوة الناعمة في السياسة الدولية، تناولته بطرح رصين ومقنع كل من د.إبتسام الكتبي – رئيسة مركز الإمارات للسياسات، ونورة الكعبي – وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة الإماراتية، إلاَّ أنه ورغم ذلك، فإن الملتقى برمته كان شكلاً فريداً من أشكال القوة الناعمة الإماراتية التي تتلمس في كل تفصيلاته الهوية الإماراتية والرؤية الإماراتية والطموح الإماراتي الصاعد. وهو بذلك لم يحقق الهدف في التسويق لصورة أبوظبي كمدينة للفكر والثقافة والحوار وحسب، وإنما ما هو أبعد من ذلك.
ومن بين الملامح الهامة التي برزت في السياسة الخارجية الإماراتية الإعلان عن الشراكة السعودية الإماراتية والتي عكست مجموعة من العناصر الهامة في هذه المرحلة، إذ نشهد اليوم ظهور عناصر فاعلة جديدة أسهمت في تغيير موازين القوى في المنطقة لا سيما في دعم عجلة الحماية ودعم صناعة القرار السياسي والعسكري أو اتخاذه، وقد شكل الدخول الإماراتي القوي كلاعب جديد فاعل في الخليج العربي وبما تتمتع به الإمارات من قوة ناعمة رائدة، إلى تلاقح القوة الناعمة والصلبة.
الأمر الآخر الذي تم الإعلان عنه مسألة مواجهة إيران بحسم وحزم، ورغم أن الصورة مازالت ضبابية وليس ثمة آلية واضحة للخطط الخليجية في مواجهة إيران والتصدي لها، وإن كانت ستنضوي تحت الخطة الأمريكية لذلك أم ستقوم بتنفيذ سياسات منفردة، إلاَّ أن ثمة أسئلة مطروحة في هذا السياق حول إذا ما كانت تلك المواجهة ستكون عسكرية أم على هيئة حرب باردة، وإذا ما كانت الدول الخليجية تملك ما يكفي من مقدرات سواء اقتصادية وعسكرية أو قوى ناعمة للحرب الباردة، ولعل هنا تأتي أهمية صعود الدور الإماراتي جنباً إلى جنب مع دور التحشيد السعودي للمجتمع الدولي الملحوظ مؤخراً.
* اختلاج النبض:
تمنيت لو أن الأمانة العامة لدول مجلس التعاون الخليجي تضطلع بمثل هذا النوع من المؤتمرات الاستراتيجية وبمستوى مماثل من الطرح، يقرأ المجريات على الساحة قراءة دقيقة، ويستشرف المستقبل بنظرة ثاقبة، ويعمل على صياغة الخطط والحلول وملامح التطوير في كل مرة، لضمان تحقيق القوة الخليجية وصعودها. المؤتمرات إذا حققت أهدافها فعلياً لن تغدو ضرباً من الترف، ستشكل مظهر القوة الناعمة الخليجية المنشودة.