* زيارة تاريخية يقوم بها أول بطريرك ماروني إلى السعودية
* مواقف البطريرك الماروني صفعة جديدة لمحور ايران في لبنان
* الراعي من الرياض: الحريري يعود قريباً إلى لبنان ومقتنع بأسباب استقالته
* السعودية.. مملكة التسامح تؤكد أهمية الحوار بين الأديان لتعزيز مبادئ التسامح
الرياض - إبراهيم بوخالد، بيروت - بديع قرحاني
استقبل خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وولي العهد السعودي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق للموارنة، الثلاثاء في الرياض، في أول زيارة يقوم بها بطريرك ماروني إلى السعودية، وجاءت بعد أيام على تقديم رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري استقالته احتجاجا على تدخلات إيران ومواقف "حزب الله" في لبنان. وجرى خلال الاستقبال، استعراض العلاقات الأخوية بين السعودية ولبنان، والتأكيد على أهمية دور مختلف الأديان والثقافات في تعزيز التسامح ونبذ العنف والتطرف والإرهاب وتحقيق الأمن والسلام لشعوب المنطقة والعالم.
وأكد البطريرك الماروني بشارة الراعي بعد اجتماعه مع الحريري، أن رئيس الوزراء اللبناني سيعود إلى لبنان قريبا، مشيرا إلى أنه مقتنع بأسباب الاستقالة.
وقال لصحافيين إثر لقاءات عقدها مع مسؤولين سعوديين ردا على سؤال عما إذا كان الحريري يخطط للعودة إلى لبنان، "أكيد وبأسرع ما يمكن.. وربما الآن ونحن هنا".
وسئل عن الاستقالة ومدى اقتناعه بها، فقال "هل أنا غير مقتنع؟ أنا مقتنع كل الاقتناع بأسبابها".
وشكلت المواقف والتصريحات الأخيرة للبطريرك الماروني صفعة لمحور إيران في لبنان.
وكان الحريري أعلن في مقابلة تلفزيونية مساء الأحد أن تدخل إيران، في الشؤون اللبنانية وفي شؤون الدول العربية، ووقوف فريق لبناني هو حزب الله إلى جانبها، هو أحد أبرز أسباب استقالته. ودعا حزب الله اللبناني الذي يقاتل إلى جانب النظام السوري، إلى الانسحاب من نزاعات المنطقة، لا سيما من سوريا واليمن.
وأكد أنه مستعد لـ "تسوية نهائية" مع حزب الله في حال تعهده بتحييد لبنان عن نزاعات المنطقة.
وأعلن الحريري استقالته من منصبه من الرياض بصورة مفاجئة في 4 نوفمبر.
ولم يقبل رئيس الجمهورية ميشال عون بعد الاستقالة.
ووصل الراعي إلى العاصمة السعودية مساء الاثنين في زيارة وصفتها الرياض بالتاريخية.
وتوقف الإعلام اللبناني أيضا عند أهمية الزيارة. وجرى خلال الاستقبال "استعراض العلاقات الأخوية بين المملكة ولبنان، والتأكيد على أهمية دور مختلف الأديان والثقافات في تعزيز التسامح ونبذ العنف والتطرف والإرهاب وتحقيق الأمن والسلام لشعوب المنطقة والعالم"، وفقا لوكالة الأنباء السعودية الرسمية. وحضر اللقاء وزير الداخلية السعودي الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف بن عبدالعزيز ووزير الخارجية عادل الجبير ووزير الدولة لشؤون الخليج العربي ثامر السبهان.
كما اجتمع الراعي بولي العهد الأمير محمد وبحث معه "العلاقات الأخوية بين المملكة ولبنان".
وترتدي زيارة الراعي إلى السعودية دلالات رمزية كبيرة نظرا لما يمثله البطريرك من ثقل تمثيلي بالنسبة إلى مسيحيي الشرق وما تمثله المملكة المحافظة بالنسبة إلى مسلمي العالم أجمع لوجود أهم مقدسات المسلمين فيها.
وعرف عن السعودية منذ نشأتها بأنها أرض السلام وملتقى الأديان، ودائمًا تسعى إلى أن تكون رسول الخير، وتدعو إلى التعايش بين الشعوب، والتعايش كمفهوم يقوم على أساس الثقة والاحترام المتبادل بين أصحاب الديانات المختلفة والذي يكون هدفه هو تحقيق تلك الغايات التي يتفق عليها الطرفان المختلفان أو حتى مجموعة الأطراف التي ترغب في التعايش بل أنها تقوم باتباعه وتنفيذه عن اقتناع لديها وبكامل رغبتها وباختيارها الكامل.
واستطاع الملك عبدالعزيز آل سعود، رحمه الله، وهو الباني والمؤسس للدولة السعودية الحديثة، وسار من بعده على نهجه ونظام حكمه أبناؤه أن يقودوا بنجاح متميز سياسة السعودية الخارجية في عالم تعقدت فيه العلاقات الدولية، وتميزت بالصراعات والمنازعات والمتناقضات.
ومن أهم ميزات القيادة السعودية، في التعامل بين الدول في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية الإيمان العميق بأن السلام العالمي هدف من أهداف سياستها الخارجية، فهي تدعو باستمرار إلى أسس أكثر شفافية للعدالة في التعامل بين الدول في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها باعتبارها السبيل الوحيد إلى الازدهار والرخاء والاستقرار في العالم.
وقد أطلق العاهل السعودي الراحل الملك عبدالله بن عبد العزيز ال سعود، رحمه الله، دعوته لحوار الأديان.
ومفهوم التعايش الذي تنادي به السعودية، لا يقتصر على النواحي الفكرية والعقدية، بل يتخطاه إلى الوفاق على رؤى مشتركة لمعالجة القضايا السياسية والاقتصادية والأمنية بمنظور أممي عالمي تفرضه المصالح العليا لدول وشعوب العالم، وتتلاشى في نطاقه الرؤى والمصالح الضيقة والمحدودة
وأكد خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، أكثر من مرة، على أهمية العمل على التواصل والحوار بين أتباع الأديان والثقافات المختلفة لتعزيز مبادئ التسامح، ومكافحة الغلو والتطرف، وتحقيق الأمن والسلم الدوليين.
وحول أهمية العمل على التواصل والحوار بين أتباع الأديان والثقافات لتعزيز مبادئ التسامح، أكد الملك سلمان بن عبد العزيز خلال زيارته الأخيرة إلى إندونيسيا واستقباله الرئيس الإندونيسي وأبرز الشخصيات الإسلامية والأديان الأخرى، أن الحوار بين الأديان هدف سعت المملكة إلى تحقيقه وتحويله إلى واقع ملموس بين سائر الدول الإسلامية، لما يتمتع به من مضامين أساسية لدعم التضامن الإسلامي بين المسلمين. مفهوم الحوار بين أتباع الأديان والثقافات يمثل مدخلا صائبا لتعزيز مبادئ التسامح والاعتدال بين سائر الأديان وصولا إلى تعزيز التعاون والتعاضد والتضامن بين كافة الدول الإسلامية.
وخلال الجولة الآسيوية لخادم الحرمين الشريفين، أعلن في بيان رسمي مشترك مع الحكومة الماليزية عن إنشاء مركز عالمي للسلام يكون مقره ماليزيا باسم "مركز الملك سلمان للسلام العالمي"، تأكيداً مع السعودية على تقديمها كل ما من شأنه دعم السلام في العالم سواء من خلال مبادراتها أو من خلال دعمها ومساندتها للقرارات الدولية والحراك العالمي في هذا المجال. ويعد مركز الملك سلمان للسلام العالمي الذي سيتم دعمه من قبل مبادرة أخرى لا تقل أهمية للسعودية وهي "مركز الحرب الفكرية" بوزارة الدفاع السعودية، ورابطة العالم الإسلامي، حيث سيدعمان بالتعاون مع الجهات المعنية في الحكومة الماليزية انطلاق ذلك في غضون 90 يوماً من تاريخ الإعلان. وعملت السعودية على تأسيس مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، بتوجيه من الملك سلمان بن عبد العزيز، هو مركز سعودي دولي مخصص للأعمال الإغاثية والإنسانية الدولية.
وأكد الدكتور عبدالله الربيعة المشرف العام على المركز، أن حجم المساعدات التي قدمتها المملكة سواء الإنسانية أو من خلال القروض والمنح للبلدان النامية، بلغ في عام 2014 نحو 54 مليار ريال سعودي بنسبة 1.9 % من الدخل القومي الإجمالي للمملكة، محتلة بذلك المركز الأول، مشيرا إلى أن المساعدات الإنسانية لم تقتصر على المخصصات الرسمية وإنما شملت المبادرات الإنسانية وحملات الإغاثة الشعبية بدعوة رسمية.
* مواقف البطريرك الماروني صفعة جديدة لمحور ايران في لبنان
* الراعي من الرياض: الحريري يعود قريباً إلى لبنان ومقتنع بأسباب استقالته
* السعودية.. مملكة التسامح تؤكد أهمية الحوار بين الأديان لتعزيز مبادئ التسامح
الرياض - إبراهيم بوخالد، بيروت - بديع قرحاني
استقبل خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وولي العهد السعودي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق للموارنة، الثلاثاء في الرياض، في أول زيارة يقوم بها بطريرك ماروني إلى السعودية، وجاءت بعد أيام على تقديم رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري استقالته احتجاجا على تدخلات إيران ومواقف "حزب الله" في لبنان. وجرى خلال الاستقبال، استعراض العلاقات الأخوية بين السعودية ولبنان، والتأكيد على أهمية دور مختلف الأديان والثقافات في تعزيز التسامح ونبذ العنف والتطرف والإرهاب وتحقيق الأمن والسلام لشعوب المنطقة والعالم.
وأكد البطريرك الماروني بشارة الراعي بعد اجتماعه مع الحريري، أن رئيس الوزراء اللبناني سيعود إلى لبنان قريبا، مشيرا إلى أنه مقتنع بأسباب الاستقالة.
وقال لصحافيين إثر لقاءات عقدها مع مسؤولين سعوديين ردا على سؤال عما إذا كان الحريري يخطط للعودة إلى لبنان، "أكيد وبأسرع ما يمكن.. وربما الآن ونحن هنا".
وسئل عن الاستقالة ومدى اقتناعه بها، فقال "هل أنا غير مقتنع؟ أنا مقتنع كل الاقتناع بأسبابها".
وشكلت المواقف والتصريحات الأخيرة للبطريرك الماروني صفعة لمحور إيران في لبنان.
وكان الحريري أعلن في مقابلة تلفزيونية مساء الأحد أن تدخل إيران، في الشؤون اللبنانية وفي شؤون الدول العربية، ووقوف فريق لبناني هو حزب الله إلى جانبها، هو أحد أبرز أسباب استقالته. ودعا حزب الله اللبناني الذي يقاتل إلى جانب النظام السوري، إلى الانسحاب من نزاعات المنطقة، لا سيما من سوريا واليمن.
وأكد أنه مستعد لـ "تسوية نهائية" مع حزب الله في حال تعهده بتحييد لبنان عن نزاعات المنطقة.
وأعلن الحريري استقالته من منصبه من الرياض بصورة مفاجئة في 4 نوفمبر.
ولم يقبل رئيس الجمهورية ميشال عون بعد الاستقالة.
ووصل الراعي إلى العاصمة السعودية مساء الاثنين في زيارة وصفتها الرياض بالتاريخية.
وتوقف الإعلام اللبناني أيضا عند أهمية الزيارة. وجرى خلال الاستقبال "استعراض العلاقات الأخوية بين المملكة ولبنان، والتأكيد على أهمية دور مختلف الأديان والثقافات في تعزيز التسامح ونبذ العنف والتطرف والإرهاب وتحقيق الأمن والسلام لشعوب المنطقة والعالم"، وفقا لوكالة الأنباء السعودية الرسمية. وحضر اللقاء وزير الداخلية السعودي الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف بن عبدالعزيز ووزير الخارجية عادل الجبير ووزير الدولة لشؤون الخليج العربي ثامر السبهان.
كما اجتمع الراعي بولي العهد الأمير محمد وبحث معه "العلاقات الأخوية بين المملكة ولبنان".
وترتدي زيارة الراعي إلى السعودية دلالات رمزية كبيرة نظرا لما يمثله البطريرك من ثقل تمثيلي بالنسبة إلى مسيحيي الشرق وما تمثله المملكة المحافظة بالنسبة إلى مسلمي العالم أجمع لوجود أهم مقدسات المسلمين فيها.
وعرف عن السعودية منذ نشأتها بأنها أرض السلام وملتقى الأديان، ودائمًا تسعى إلى أن تكون رسول الخير، وتدعو إلى التعايش بين الشعوب، والتعايش كمفهوم يقوم على أساس الثقة والاحترام المتبادل بين أصحاب الديانات المختلفة والذي يكون هدفه هو تحقيق تلك الغايات التي يتفق عليها الطرفان المختلفان أو حتى مجموعة الأطراف التي ترغب في التعايش بل أنها تقوم باتباعه وتنفيذه عن اقتناع لديها وبكامل رغبتها وباختيارها الكامل.
واستطاع الملك عبدالعزيز آل سعود، رحمه الله، وهو الباني والمؤسس للدولة السعودية الحديثة، وسار من بعده على نهجه ونظام حكمه أبناؤه أن يقودوا بنجاح متميز سياسة السعودية الخارجية في عالم تعقدت فيه العلاقات الدولية، وتميزت بالصراعات والمنازعات والمتناقضات.
ومن أهم ميزات القيادة السعودية، في التعامل بين الدول في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية الإيمان العميق بأن السلام العالمي هدف من أهداف سياستها الخارجية، فهي تدعو باستمرار إلى أسس أكثر شفافية للعدالة في التعامل بين الدول في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها باعتبارها السبيل الوحيد إلى الازدهار والرخاء والاستقرار في العالم.
وقد أطلق العاهل السعودي الراحل الملك عبدالله بن عبد العزيز ال سعود، رحمه الله، دعوته لحوار الأديان.
ومفهوم التعايش الذي تنادي به السعودية، لا يقتصر على النواحي الفكرية والعقدية، بل يتخطاه إلى الوفاق على رؤى مشتركة لمعالجة القضايا السياسية والاقتصادية والأمنية بمنظور أممي عالمي تفرضه المصالح العليا لدول وشعوب العالم، وتتلاشى في نطاقه الرؤى والمصالح الضيقة والمحدودة
وأكد خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، أكثر من مرة، على أهمية العمل على التواصل والحوار بين أتباع الأديان والثقافات المختلفة لتعزيز مبادئ التسامح، ومكافحة الغلو والتطرف، وتحقيق الأمن والسلم الدوليين.
وحول أهمية العمل على التواصل والحوار بين أتباع الأديان والثقافات لتعزيز مبادئ التسامح، أكد الملك سلمان بن عبد العزيز خلال زيارته الأخيرة إلى إندونيسيا واستقباله الرئيس الإندونيسي وأبرز الشخصيات الإسلامية والأديان الأخرى، أن الحوار بين الأديان هدف سعت المملكة إلى تحقيقه وتحويله إلى واقع ملموس بين سائر الدول الإسلامية، لما يتمتع به من مضامين أساسية لدعم التضامن الإسلامي بين المسلمين. مفهوم الحوار بين أتباع الأديان والثقافات يمثل مدخلا صائبا لتعزيز مبادئ التسامح والاعتدال بين سائر الأديان وصولا إلى تعزيز التعاون والتعاضد والتضامن بين كافة الدول الإسلامية.
وخلال الجولة الآسيوية لخادم الحرمين الشريفين، أعلن في بيان رسمي مشترك مع الحكومة الماليزية عن إنشاء مركز عالمي للسلام يكون مقره ماليزيا باسم "مركز الملك سلمان للسلام العالمي"، تأكيداً مع السعودية على تقديمها كل ما من شأنه دعم السلام في العالم سواء من خلال مبادراتها أو من خلال دعمها ومساندتها للقرارات الدولية والحراك العالمي في هذا المجال. ويعد مركز الملك سلمان للسلام العالمي الذي سيتم دعمه من قبل مبادرة أخرى لا تقل أهمية للسعودية وهي "مركز الحرب الفكرية" بوزارة الدفاع السعودية، ورابطة العالم الإسلامي، حيث سيدعمان بالتعاون مع الجهات المعنية في الحكومة الماليزية انطلاق ذلك في غضون 90 يوماً من تاريخ الإعلان. وعملت السعودية على تأسيس مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، بتوجيه من الملك سلمان بن عبد العزيز، هو مركز سعودي دولي مخصص للأعمال الإغاثية والإنسانية الدولية.
وأكد الدكتور عبدالله الربيعة المشرف العام على المركز، أن حجم المساعدات التي قدمتها المملكة سواء الإنسانية أو من خلال القروض والمنح للبلدان النامية، بلغ في عام 2014 نحو 54 مليار ريال سعودي بنسبة 1.9 % من الدخل القومي الإجمالي للمملكة، محتلة بذلك المركز الأول، مشيرا إلى أن المساعدات الإنسانية لم تقتصر على المخصصات الرسمية وإنما شملت المبادرات الإنسانية وحملات الإغاثة الشعبية بدعوة رسمية.