لقطتان نشرتهما مطبوعة» النجمة الأسبوعية « التابعة لشركة « بابكو « يعود تاريخهما إلى يناير من عام 1963 لمباراة في دوري الدرجة الأولى لكرة القدم بين النسور ( الأهلي ) والتاج ( المنامة ) جعلتاني أستعيد ذكريات تلك السنوات التي يحلو لنا أن نطلق عليها عبارة « الزمن الجميل «..
هذه العبارة التي يسخر منها البعض من الجيل الحالي ويقلبونها إلى عبارة «زمن الحرس القديم « من دون أن يتحققوا من صدق معانيها بمقارنتها مع وضعنا الرياضي الحالي !
أول ما جذبني في اللقطتين هو ذلك الحشد الجماهيري الذي كان يملأ مدرجات إستاد الاتحاد بالمحرق وهو مشهد كنا قد اعتدنا عليه في أغلب المباريات الكروية في ذلك الزمان علما بأن الدخول للمباريات لم يكن مجانيا !
شريط طويل من الذكريات مر أمامي سريعا وأنا أتأمل في تلك اللقطات، فتذكرت كيف كان التزامنا بشروط العضوية في الأندية وكيف كان الالتزام بتسديد الاشتراكات الشهرية وكيف كانت تسير اجتماعات مجالس إدارات الأندية والاتحادات الرياضية من التزام وانضباط ومحاسبة من يتغيب عنها بدون عذر وكيف كان يطبق النظام على كل من يتخلف عن الحضور لثلاثة اجتماعات متتالية بالإعفاء من منصبه الإداري وإحلال العضو الاحتياطي بدلا عنه !
حتى اللاعبون كانوا يتعرضون إلى العقوبات والإيقاف في حال عدم التزامهم بتسديد الاشتراك أو الإخلال بلوائح النادي الداخلية مهما كانت أهميتهم في الفريق ولم تكن هناك تفرقة أو تمييز بين عضو وآخر ولذلك كانت روح الولاء والانتماء متأصلة في كل من ينتسب إلى النادي من إداريين ولاعبين وجماهير، بل إن هذا الانتماء يمتد حتى إلى عشاق النادي، غير الأعضاء الرسميين.
الجماهير كانت تعد العدة وتفرغ نفسها لمتابعة مباريات الفريق وتلاحقه أينما يذهب متحملين أسعار التذاكر وأجرة المواصلات وكل ما يعترضهم من مشقة..
زمن كان فيه الناس يمارسون الرياضة من أجل الرياضة، كانوا متمسكين بمبادئهم وعاداتهم وتقاليدهم وولائهم وإخلاصهم لانديتهم ولذلك كانت الرياضة أحد أبرز وسائل التقارب والتلاحم الاجتماعي..
تعالوا الآن نقارن كل تلك الحالات سالفة الذكر مع نظيراتها في هذا الزمان الذي سيطرت عليه الماديات سنجد أن أغلب الأندية تحولت إلى ممتلكات خاصة ولم نعد نسمع عن الاجتماعات الأسبوعية أو الشهرية لمجالس الإدارات وبرزت ظاهرة « الون مان شو « والقرارات الفردية ونظام العضوية فيها أصبح انتقائيا ولم يعد العضو ملتزما بتسديد اشتراكه إلا عندما يحل موعد الانتخابات وفي كثير من الأندية يتولى بعض المترشحين دفع الاشتراكات عن الأعضاء طلبا لنيل أصواتهم !
لم يعد اللاعب مطالبا بدفع الاشتراك بل أصبح يشترط راتبا أو مكافأة شهرية لكي يقبل تمثيل النادي تحت غطاء « الاحتراف « الغائب، اما اللاعب المتميز فيتحول إلى «طاووس» يصول ويجول دون حسيب ولا رقيب !
ولم تعد الجماهير تتمتع بنفس الولاء للنادي بل أصبحت المطالبات المادية أحد اشتراطاتها لحضور المباريات ومع ذلك تحولت مدرجاتنا إلى مقاعد مهجورة حتى عندما يكون المنتخب الوطني طرفا !
تحت غطاء الاحتراف الغائب سيطرت الماديات على كل ركن من أركان الرياضة عندنا وبرزت ظاهرة الصراعات الشخصية التي وصلت إلى درجة الخصومة الشخصية والعياذ بالله !
هل استوعبتم الآن لماذا يحلو لنا أن نطلق على وضعنا الرياضي السابق عبارة « الزمن الجميل « ؟!
هذه العبارة التي يسخر منها البعض من الجيل الحالي ويقلبونها إلى عبارة «زمن الحرس القديم « من دون أن يتحققوا من صدق معانيها بمقارنتها مع وضعنا الرياضي الحالي !
أول ما جذبني في اللقطتين هو ذلك الحشد الجماهيري الذي كان يملأ مدرجات إستاد الاتحاد بالمحرق وهو مشهد كنا قد اعتدنا عليه في أغلب المباريات الكروية في ذلك الزمان علما بأن الدخول للمباريات لم يكن مجانيا !
شريط طويل من الذكريات مر أمامي سريعا وأنا أتأمل في تلك اللقطات، فتذكرت كيف كان التزامنا بشروط العضوية في الأندية وكيف كان الالتزام بتسديد الاشتراكات الشهرية وكيف كانت تسير اجتماعات مجالس إدارات الأندية والاتحادات الرياضية من التزام وانضباط ومحاسبة من يتغيب عنها بدون عذر وكيف كان يطبق النظام على كل من يتخلف عن الحضور لثلاثة اجتماعات متتالية بالإعفاء من منصبه الإداري وإحلال العضو الاحتياطي بدلا عنه !
حتى اللاعبون كانوا يتعرضون إلى العقوبات والإيقاف في حال عدم التزامهم بتسديد الاشتراك أو الإخلال بلوائح النادي الداخلية مهما كانت أهميتهم في الفريق ولم تكن هناك تفرقة أو تمييز بين عضو وآخر ولذلك كانت روح الولاء والانتماء متأصلة في كل من ينتسب إلى النادي من إداريين ولاعبين وجماهير، بل إن هذا الانتماء يمتد حتى إلى عشاق النادي، غير الأعضاء الرسميين.
الجماهير كانت تعد العدة وتفرغ نفسها لمتابعة مباريات الفريق وتلاحقه أينما يذهب متحملين أسعار التذاكر وأجرة المواصلات وكل ما يعترضهم من مشقة..
زمن كان فيه الناس يمارسون الرياضة من أجل الرياضة، كانوا متمسكين بمبادئهم وعاداتهم وتقاليدهم وولائهم وإخلاصهم لانديتهم ولذلك كانت الرياضة أحد أبرز وسائل التقارب والتلاحم الاجتماعي..
تعالوا الآن نقارن كل تلك الحالات سالفة الذكر مع نظيراتها في هذا الزمان الذي سيطرت عليه الماديات سنجد أن أغلب الأندية تحولت إلى ممتلكات خاصة ولم نعد نسمع عن الاجتماعات الأسبوعية أو الشهرية لمجالس الإدارات وبرزت ظاهرة « الون مان شو « والقرارات الفردية ونظام العضوية فيها أصبح انتقائيا ولم يعد العضو ملتزما بتسديد اشتراكه إلا عندما يحل موعد الانتخابات وفي كثير من الأندية يتولى بعض المترشحين دفع الاشتراكات عن الأعضاء طلبا لنيل أصواتهم !
لم يعد اللاعب مطالبا بدفع الاشتراك بل أصبح يشترط راتبا أو مكافأة شهرية لكي يقبل تمثيل النادي تحت غطاء « الاحتراف « الغائب، اما اللاعب المتميز فيتحول إلى «طاووس» يصول ويجول دون حسيب ولا رقيب !
ولم تعد الجماهير تتمتع بنفس الولاء للنادي بل أصبحت المطالبات المادية أحد اشتراطاتها لحضور المباريات ومع ذلك تحولت مدرجاتنا إلى مقاعد مهجورة حتى عندما يكون المنتخب الوطني طرفا !
تحت غطاء الاحتراف الغائب سيطرت الماديات على كل ركن من أركان الرياضة عندنا وبرزت ظاهرة الصراعات الشخصية التي وصلت إلى درجة الخصومة الشخصية والعياذ بالله !
هل استوعبتم الآن لماذا يحلو لنا أن نطلق على وضعنا الرياضي السابق عبارة « الزمن الجميل « ؟!