الهوية هي الجزء الأصيل من عملية الدفع نحو نجاح القوة الناعمة وأدواتها الفاعلة، وقد وضعت أبوظبي هويتها كمدينة الفكر والثقافة والحوار بوضوح تام، وبرهنت على ذلك من خلال تميز مؤتمراتها ونشاطاتها الثقافية والفكرية، ولكن القوة الناعمة تلك لمستها بيدي أمس في عودتي، وفي مطار أبوظبي تحديداً، إذ استوقفتني المكتبة العامة هناك. بعد أن التقيت بوزيرة القوة الناعمة وأعني معالي نورة الكعبي – وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة الإماراتية، شابة عربية الملامح ناعمة، لكنها صلبة كحد السكين في كلماتها المؤثرة التي تغرسها في الأذهان.. تلك هي القوة الناعمة.
رأيت المكتبة وفيها كتب من لغات مختلفة، ولمست تضافر الجهود بين القطاع العام والقطاع الخاص من شركات الأثاث تحديداً، والتي اضطلعت بمهمة توفير الطاولات والكراسي والسجاد، بألوان جاذبة وديكورات مفرحة محببة، لتجعل من مكتبة المطار واحة مريحة للنفس، فتكمل المهمة بدورها وزارة الثقافة بإمداد تلك المكتبة بالكتب غذاء شهياً للعقل. وجدت المكتبة منتشرة في أرجاء المطار لكنني أتوقعها أيضاً في أماكن أخرى من مدينة أبوظبي لما تحظى به المدينة من ثقل ثقافي وفكري. ولأكون منصفة شاهدت كتباً توضع في مجمعات بعض العواصم الخليجية -ومنها البحرين- لكن بما أن الوقت هو عدو المسافر، إما يطارده أو يكون مطارداً به، فخير ما يقضي به هذا الوقت هو قراءة كتاب مفيد، ولذلك اختيار المطار كواجهة للتسويق عن ثقافة المكتبات والكتب هو ما استرعى انتباهي. وعندما تفحصت الكتب لم أجد كتباً إعلامية وتسويقية مباشرة عن الإمارات، لكن وجود الكتاب نفسه دافع لغرس أن الإمارات بلد الكتب والثقافة والفكر، وهذا أمر جيد. ومن الجدير القول إنه من المؤسف أنني لم أشاهد ازدحاماً في تلك المنطقة المخصصة للقراءة رغم ازدحام المطار وحركة المسافرين، ولعل ذلك يعود إلى جدّة الفكرة، والتي قد تقابلها بعض العقبات في البداية، ومن ذلك أنه لم يكن أحد يشير إلى المكتبة مع المسافرين من كافة الأطياف، ولم يكن هناك ما يكفي من لوحات إرشادية توضح أن بإمكانهم الجلوس والقراءة. لا أعتقد أن الإمارات بما تملكه من خير -أدام الله عليها نعمه وزادها من فضله- ستحمل هم أن يضع مسافر كتاباً أعجبه في حقيبته، إذ سيبقى هذا الكتاب ذكرى من أبوظبي، البلد التي تنشر العلم على هيئة كتب، ولكن ذلك سيمنح الإمارات سمعة جديدة كبلد على خارطة بلدان الثقافة والمعرفة.
* اختلاج النبض:
الإمارات وجدت طريقها نحو القوة الناعمة، ويبدو أنه مقدر علينا أن يكون السبق للإمارات لنحذو حذوها ليس في المجتمعات التجارية وسياحة التسوق وحسب، وإنما حتى في العلم والفكر، رغم كل ما نملكه من إمكانيات.
رأيت المكتبة وفيها كتب من لغات مختلفة، ولمست تضافر الجهود بين القطاع العام والقطاع الخاص من شركات الأثاث تحديداً، والتي اضطلعت بمهمة توفير الطاولات والكراسي والسجاد، بألوان جاذبة وديكورات مفرحة محببة، لتجعل من مكتبة المطار واحة مريحة للنفس، فتكمل المهمة بدورها وزارة الثقافة بإمداد تلك المكتبة بالكتب غذاء شهياً للعقل. وجدت المكتبة منتشرة في أرجاء المطار لكنني أتوقعها أيضاً في أماكن أخرى من مدينة أبوظبي لما تحظى به المدينة من ثقل ثقافي وفكري. ولأكون منصفة شاهدت كتباً توضع في مجمعات بعض العواصم الخليجية -ومنها البحرين- لكن بما أن الوقت هو عدو المسافر، إما يطارده أو يكون مطارداً به، فخير ما يقضي به هذا الوقت هو قراءة كتاب مفيد، ولذلك اختيار المطار كواجهة للتسويق عن ثقافة المكتبات والكتب هو ما استرعى انتباهي. وعندما تفحصت الكتب لم أجد كتباً إعلامية وتسويقية مباشرة عن الإمارات، لكن وجود الكتاب نفسه دافع لغرس أن الإمارات بلد الكتب والثقافة والفكر، وهذا أمر جيد. ومن الجدير القول إنه من المؤسف أنني لم أشاهد ازدحاماً في تلك المنطقة المخصصة للقراءة رغم ازدحام المطار وحركة المسافرين، ولعل ذلك يعود إلى جدّة الفكرة، والتي قد تقابلها بعض العقبات في البداية، ومن ذلك أنه لم يكن أحد يشير إلى المكتبة مع المسافرين من كافة الأطياف، ولم يكن هناك ما يكفي من لوحات إرشادية توضح أن بإمكانهم الجلوس والقراءة. لا أعتقد أن الإمارات بما تملكه من خير -أدام الله عليها نعمه وزادها من فضله- ستحمل هم أن يضع مسافر كتاباً أعجبه في حقيبته، إذ سيبقى هذا الكتاب ذكرى من أبوظبي، البلد التي تنشر العلم على هيئة كتب، ولكن ذلك سيمنح الإمارات سمعة جديدة كبلد على خارطة بلدان الثقافة والمعرفة.
* اختلاج النبض:
الإمارات وجدت طريقها نحو القوة الناعمة، ويبدو أنه مقدر علينا أن يكون السبق للإمارات لنحذو حذوها ليس في المجتمعات التجارية وسياحة التسوق وحسب، وإنما حتى في العلم والفكر، رغم كل ما نملكه من إمكانيات.