حسن الستري وسماهر سيف اليزل وعبدالله السويدي
أكد وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة أن مملكة البحرين كانت ميناء وملجأ للتسامح والتعايش والتنوع الفكري، وهذا التعايش مستمر إلى اليوم رغم الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة.
وقال الوزير، "إن حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد يؤكد دائماً ويدعم ويحفظ وينشر هذه الصورة الجميلة لمملكة البحرين"، منوهاً بأن تأسيس مركز الملك حمد العالمي للحوار والتعايش السلمي ما هو إلا شيء من هذا القبيل.
جاء ذلك في مداخلة له في المنتدى النيابي للتسامح 2017 الذي أقيم الخميس تحت رعاية رئيس مجلس النواب أحمد الملا، ومشاركة واسعة من أعضاء مجلسي النواب والشورى، وعدد من أعضاء الجمعيات الأهلية العاملة في مجالات حقوق الإنسان والتسامح والتعايش السلمي والحوار بين الأديان، ورجال دين من مختلف الطوائف والديانات، وعدد من رؤساء البعثات الدبلوماسية المتواجدة في البحرين، والإعلاميين، والمتخصصين.
وبين وزير الخارجية، أن المواطن البحريني بات يفتخر بوطنيته قبل ديانته ومذهبه، فهي المنطقة التي تتعايش فيها الأديان تاريخياً، ولن يستطيع الإرهاب أن يمس وحدة الوطن، متمنيا التوفيق للمنتدى الذي يمس أحد أجمل مواضيع وطننا العزيز.
وقال الوزير في تصريح على هامش الفعالية "إن التسامح صفة معروفة ومتأصلة في المجتمع البحريني، وهذه خير رسالة ترسلها للمنطقة في ظل الظروف التي تعيشها المنطقة".
من جهته، قال رئيس لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب عبدالرحمن بومجيد، إن مملكة البحرين شهدت نقلة نوعية في مجال التسامح والتعايش على كافة المستويات، حيث سعت ومنذ بداية المشروع الإصلاحي، إلى ترسيخ تلك المبادئ المتعلقة بثقافة التسامح والتعايش، ما كان له الأثر الكبير في تطور مؤشرات الخدمات في شتى المجالات التنموية، ومارست كافة الوزارات والأجهزة الحكومية دوراً كبيراً في ترسيخ هذا المبدأ الإنساني، بين المواطنين والمقيمين، بفضل برامجها التوعوية والتعليمية والخدمية، والتي تحمل في طياتها التقارب والعيش المشترك بين الجميع، وترسيخ احترام حقوق الإنسان وحرياته، السياسية والدينية والثقافية والاجتماعية، وتدعيم مكانة البحرين كمنارة للتسامح والتعايش.
كما ساهمت وزارة الخارجية برئاسة الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة في إيصال الرسالة الدبلوماسية البحرينية للعالم، في المحافل الدولية والإقليمية، واجتماعات منظمة الأمم المتحدة وغيرها.
وذكر بومجيد أن انعقاد المنتدى في نفس اليوم الذي يصادف اليوم العالمي للتسامح، في ظل ما تتمتع به البحرين من قيم رفيعة، وعادات أصيلة، وثقافة راسخة، تاريخية ومعاصرة، غدت أحد أبرز ثوابت المجتمع البحريني، في التسامح والتعايش واحترام التعددية الدينية والمذهبية.
وأضاف أن ما أكد عليه دستور البحرين وميثاق العمل الوطني، وعبر عنه المشروع الإصلاحي الرائد، في العهد الزاهر، لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، ومبادراته السامية في تشجيع الحوار بين الحضارات والثقافات والأديان، ودعم السلم والأمن والاستقرار الإقليمي والدولي، ومناهضة التطرف والكراهية الدينية والطائفية والعنصرية.
وتطرق بومجيد في كلمته، أن تدشين مركز الملك حمد العالمي للحوار والتعايش السلمي، و"إعلان مملكة البحرين" كوثيقة عالمية لتعزيز الحرية الدينية برعاية من جلالة الملك المفدى وبحضور ممثلين من البيت الأبيض وهيئة الأمم المتحدة والعديد من الشخصيات الإعلامية والاجتماعية. وإيمانا من مملكة البحرين بأهمية مشاركة المجتمع الدولي في تكريس قيم ومبادئ التسامح والتعايش وحقوق الإنسان، انضمت إلى العديد من الاتفاقيات الإقليمية والدولية، وأجريت العديد من التعديلات على القوانين الوطنية والإجراءات المحلية، لضمان احترام قيم التسامح والحقوق والواجبات، وهو ما يعكس التزام حكومة مملكة البحرين بتلك الوثائق والاتفاقيات الحقوقية، الدولية والأساسية.
وأكد بومجيد أن مجلس النواب قام بدور بارز في نشر ثقافة التسامح والتعايش، وفق منظومة تشريعية ورقابية، من خلال التعاون المشترك والمثمر مع الحكومة، بجانب تطوير دور الدبلوماسية البرلمانية في المشاركات الخارجية لأعضاء البرلمان البحريني في المؤتمرات والندوات المتعلّقة بمبدأ التسامح والتعايش والحوار، على نطاق البرلمانات والمنظمات والهيئات الإقليمية والدولية، وإبراز تجربة وإنجازات مملكة البحرين، ومبادرات جلالة الملك المفدى في هذا المجال.
وأوضح أن التسامح المنشود لن يتحقق في ظل الإرهاب المقيت الذي ينشر الدمار والفساد حيثما حل، وفي ظل ممارسات الدول والمنظمات التي تموله وتمنحه الشرعية، وتحرض عليه في المنصات الإعلامية، وفي ظل ازدواجية بعض المواقف الحقوقية وتسييسها، وفي ظل التدخلات الإيرانية السافرة في دول المنطقة وسعيها الى إثارة الفتن والخلاف والكراهية، فكما أن للتسامح فرص وإيجابيات، فأمامه كذلك تحديات ومعوقات.
وتابع "لذا كان لزاماً أن نمارس دورنا، كل في موقعه، لتعزيز قيم التسامح والتعايش، والتصدي لكافة الممارسات التي تحول دون تحقيق تلك المبادئ الرفيعة على المستوى المحلي والعالمي الإنساني".
فيما قال نائب رئيس مجلس أمناء مركز عيسى الثقافي الشيخ خالد بن خليفة آل خليفة في كلمته، إن البحرين هي ميناء ومرسى للتنوع الديني والتعايش السلمي بين مختلف الأطياف منذ القدم، وبدأ هذا المشروع مرتكزاً على قاعدة رسمية وواقع مجتمع يعيش على التسامح الديني.
وأكد أن ما يميز البحرين ليس فقط التعدد في المذاهب والأديان، ولكن كثرة المذاهب وتنوعها رغم ضيق المساحة، ففي البحرين تصغر الرقعة ولكن يمكن أن ترى المساجد والكنائس والمآتم على بعد أمتار قليلة من بعضها .
وتابع: "البحرين المنطقة التي تتعايش فيها كل الأديان وما رأيناه في الأعوام الماضية أمر دخيل عليها، وإن مبادرات البحرين التي توالت بتوجيه من جلالة الملك في 2001، من تأييد البحرين لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة لتسمية عام 2001 كعام للحوار بين الحضارات، واعتماد برنامج عالمي بخصوصه ، وفي عام 2002 استضافت البحرين المؤتمر الحواري الإسلامي المسيحي بعنوان دور الأديان في تحقيق التعايش السلمي في المجتمعات المعاصرة، وفي 2003 مؤتمر تقريب بين المذاهب.
وقال الشيخ خالد بن خليفة "كما استضافت منتدى الفكر العربي في 2005 بعنوان "الوسطية بين التنظير والتطبيق"، وفي عام 2008 نظمت "منتدى الحوار بين الحضارات"، إضافة إلى مشاركة جلالة الملك في اجتماع رفيع المستوى بالجمعية العامة للأمم المتحدة.
وفي عام 2017 تم إطلاق إعلان مملكة البحرين وإنشاء مركز الملك حمد العالمي للحوار بلوس أنجلوس، الذي يهدف لتنمية التوعية الدينية وهو مركز شامل يوضح أهمية ما تستحقه البحرين من احترام دولي في هذا المجال ويعتبر هذا المركز منارة للاتصال بين دول العالم وسنكون كبحرينيين سفراء للتعايش السلمي.
من جانبه أكد عضو المجلس الأعلى للقضاء وإمام جامع عالي الكبير الشيخ ناصر العصفور، إن المنتدى يتناول محور التسامح، ونحن الآن أكثر حاجة من أي وقت مضى لطرح وبحث هذه المفاهيم التي هي جزء من المنظومة القيمية التي لها تأثيرها على حياة الإنسان على المستوى الفردي والاجتماعي.
وقال: "إن التسامح مبدأ عظيم يمثل قيمة إنسانية كبرى، ويعني السمو بالنفس الإنسانية لدرجة عالية، فالنفوس الكبيرة هي التي لا تعرف الأحقاد وتعلو فوق المواقف وتحمل العطف والمودة للناس".
وتابع العصفور "أن التسامح ليس ضعفاً ولا هزيمة بل رفعة وانتصار وقوة، وحين نتحدث عن مفهوم التسامح، فهو لا ينفصل عن روح المودة، والدين كما إنه مبادئ وقيم هو أخلاق وسلوك وممارسة ومعاملة، وهذا ما يميز الإنسان المؤمن وليس الشكل.
وذكر أن شيوع المحبة من قواعد الإيمان، ولو تحقق هذا الأمر لتغيرت حياتهم إلى واقع مختلف وتوقفت الصراعات وعاش الناس في أمان، فبقدر ما تحمل من حب وتسامح للآخرين فهم سيبادلونك نفس الشعور والإحساس، مؤكداً أنه يجب على الإنسان أن يبادر بنفسه ولا ينتظر الآخرين.
وأضاف في حياة النبي "ص" شواهد على التسامح والصفح وكانت سبباً في إسلام الكثير، فالدين رقي وأخلاق وإنسانية وحب وتسامح، ومبادئه تدعو إلى التعايش، ولكن المشكلة حين يحرف وتشوه صورته ويستخدم لنشر العصبية وخدمة أهداف فئوية وطائفية".
وقال "عانت أوروبا من الصراعات الدينية، وبالنهاية لم يجدوا إلا التسامح للبناء والإعمار، والعرب كانوا بالقرون الماضية متسامحين ومنفتحين ولكننا في القرن 21 نجد حالة الانغلاق والتشدد أكثر من السابق".
بدوره، قال وكيل الشؤون الإسلامية بوزارة العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف د.فريد المفتاح، إن التسامح محور التعايش، فالتسامح من أجل العيش المشترك والاحترام المتبادل يطمح له كل إنسان"، مثمناً للمنظمات الدولية وعلى رأسها الأمم المتحدة الاحتفال بهذا اليوم، ترسيخاً للتسامح الذي هو جوهر دعوة الأنبياء والمرسلين.
وبين أن الاختلاف بين البشر اختلاف فطري ولا ينبغي أن يؤخذ الاختلاف والتعدد مطية لمثيري الأحقاد وللكراهية والعداوات بين البشر، بل ينبغي أن يكون الاختلاف والتنوع مصدراً للإثراء الحضاري والرقي الفكري، فالتنوع إثراء للحضارة الإنسانية والتسامح عنوان للحضارات منذ بزوغ التاريخ ولكي نجعل التسامح قاعدة فلابد من تحقيق التعايش.
وذكر أن البحرين التي اختار أهلها الإسلام طواعية عاشوا مع بعض وعاشوا جيلاً بعد جيل بالتسامح الديني والثقافي والتنوع حضاري مع مختلف الأديان والثقافات، وستظل البحرين واحة للتعايش والتسامح في ظل نموذج إنساني مفعم بالتنوع والتعددية تقدمه البحرين منذ عصور، وسيقف الشعب صفاً واحداً ملتفاً حول قيادته، في وجه التدخلات السافرة.
وقال المفتاح "سيظل تلاحم أبناء البحرين حصنا حصينا لوطنهم، وسيصنعون بتنوعهم واحة سلام وأرضاً حضارية راقية خصبة للأمن والأمان والاستقرار وسينكرون كل التدخلات في شؤونها، سيكون التسامح دوماً عنواناً ونهجاً راسخاً لدى أبناء البحرين.
وقال راعي الكنيسية الإنجيلية الوطني القس هاني عزيز: "في هذا اليوم نحتفل معاً ومع العالم بيوم التسامح العالمي..التسامح ليس غريباً على البحرين فنحن رضعناه من حليب أمهاتنا، وتوارثنا التسامح من الأجداد والآباء ويعيشه الآن الأبناء في كمال وسلام".
وتابع: "أود أن أضع معنى بسيط عن التعايش، هو أننا نعيش في وحدة متنوعة، كما إن هناك أموراً تخل بالتسامح ألا وهي فقدان السلام والجهل والصراعات وضياع القدوة".
وذكر أن هناك 3 مبادئ للتعايش، أولها أن كل شخص له الحق أن يعيش على هذه الأرض سواء مسلمين أو يهود أو حتى ملحدين، وثانيها أننا جميعاً لنا أب واحد هو آدم وأم واحدة هي حواء فكلنا من تراب وإلى تراب نعود، وثالثاً أن تحب لأخيك ما تحبه لنفسك.
ولفت إلى أن التسامح ليس فقدان ذاكرة إنما إطلاق عفو مجاني إلى الشخص المسيء إليك، لأن التسامح ينمي روح المواطنة والارتماء بحضن الوطن، لأنه بدون الوطن لن يكون هناك كنيسة أو مسجد أو معبد.
إلى ذلك، أكدت رئيس المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان ماريا خوري، أن تدشين مركز حمد العالمي للحوار بين الأديان والتعايش السلمي يهدف لتعزيز الحرية الدينية للجميع، دعت للاحتفال بمبادئ التسامح، إيماناً بحقوق الإنسان
وبينت أن ممارسة التسامح لا تعني أن يتخلى المرء عن معتقداته، فالتسامح إقرار بأن البشر مختلفون في معتقداتهم ولهم الحق بالعيش بسلام، كما إن السلام مع الناس يتولد من المحبة، مؤكدة أن التشريعات البحرينية كفلت للفرد كافة حقوقه بغض النظر عن انتماءاته الدينية.
ولفتت إلى أن مملكة البحرين حاضنة للتسامح الديني ومنذ عقود طويلة، لافتة إلى قابلية البحرين لاحتضان هذا النوع من التنوع، ونحن مطالبون بتعزيز التسامح ونقله للأجيال القادمة عبر المناهج الدينية والخطاب الديني والإعلامي، لكي نحافظ على تجربتنا البحرينية في التسامح.
وقالت عضو مجلس الشورى نانسي خضوري: "نذكر جميع الشرائع والعقائد الدينية أن الإنسان يخلق حراً ليعيش حراً، مواد دستور البحرين تحفظ له هذا الحق، فبالتالي يتمتع جميع سكان البحرين بالحرية الشخصية والدينية التامة، وهذا يعزز التألف والترابط في المجتمع الذي يتميز بروح الأخوة والمساواة.
وتابعت: نحن نعيش في بلد يحترم الاختلاف موضحة أن مساعدات حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، لها دور كبير في استمرارية هذا التعايش.
وأضافت: " أن البحرين تعايش الاختلاف الديني والعرقي منذ القرن الـ19 وسمحت بوجود الكنائس والمعابد على أرضها في العشرينيات من القرن الماضي، وهناك الكثير من الاحتفالات التي تقام، والتي يظهر من خلالها أن البحرين تمنح الحريات، وتسمح بهذا الكم من الاختلاط على أرضها".
أكد وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة أن مملكة البحرين كانت ميناء وملجأ للتسامح والتعايش والتنوع الفكري، وهذا التعايش مستمر إلى اليوم رغم الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة.
وقال الوزير، "إن حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد يؤكد دائماً ويدعم ويحفظ وينشر هذه الصورة الجميلة لمملكة البحرين"، منوهاً بأن تأسيس مركز الملك حمد العالمي للحوار والتعايش السلمي ما هو إلا شيء من هذا القبيل.
جاء ذلك في مداخلة له في المنتدى النيابي للتسامح 2017 الذي أقيم الخميس تحت رعاية رئيس مجلس النواب أحمد الملا، ومشاركة واسعة من أعضاء مجلسي النواب والشورى، وعدد من أعضاء الجمعيات الأهلية العاملة في مجالات حقوق الإنسان والتسامح والتعايش السلمي والحوار بين الأديان، ورجال دين من مختلف الطوائف والديانات، وعدد من رؤساء البعثات الدبلوماسية المتواجدة في البحرين، والإعلاميين، والمتخصصين.
وبين وزير الخارجية، أن المواطن البحريني بات يفتخر بوطنيته قبل ديانته ومذهبه، فهي المنطقة التي تتعايش فيها الأديان تاريخياً، ولن يستطيع الإرهاب أن يمس وحدة الوطن، متمنيا التوفيق للمنتدى الذي يمس أحد أجمل مواضيع وطننا العزيز.
وقال الوزير في تصريح على هامش الفعالية "إن التسامح صفة معروفة ومتأصلة في المجتمع البحريني، وهذه خير رسالة ترسلها للمنطقة في ظل الظروف التي تعيشها المنطقة".
من جهته، قال رئيس لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب عبدالرحمن بومجيد، إن مملكة البحرين شهدت نقلة نوعية في مجال التسامح والتعايش على كافة المستويات، حيث سعت ومنذ بداية المشروع الإصلاحي، إلى ترسيخ تلك المبادئ المتعلقة بثقافة التسامح والتعايش، ما كان له الأثر الكبير في تطور مؤشرات الخدمات في شتى المجالات التنموية، ومارست كافة الوزارات والأجهزة الحكومية دوراً كبيراً في ترسيخ هذا المبدأ الإنساني، بين المواطنين والمقيمين، بفضل برامجها التوعوية والتعليمية والخدمية، والتي تحمل في طياتها التقارب والعيش المشترك بين الجميع، وترسيخ احترام حقوق الإنسان وحرياته، السياسية والدينية والثقافية والاجتماعية، وتدعيم مكانة البحرين كمنارة للتسامح والتعايش.
كما ساهمت وزارة الخارجية برئاسة الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة في إيصال الرسالة الدبلوماسية البحرينية للعالم، في المحافل الدولية والإقليمية، واجتماعات منظمة الأمم المتحدة وغيرها.
وذكر بومجيد أن انعقاد المنتدى في نفس اليوم الذي يصادف اليوم العالمي للتسامح، في ظل ما تتمتع به البحرين من قيم رفيعة، وعادات أصيلة، وثقافة راسخة، تاريخية ومعاصرة، غدت أحد أبرز ثوابت المجتمع البحريني، في التسامح والتعايش واحترام التعددية الدينية والمذهبية.
وأضاف أن ما أكد عليه دستور البحرين وميثاق العمل الوطني، وعبر عنه المشروع الإصلاحي الرائد، في العهد الزاهر، لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، ومبادراته السامية في تشجيع الحوار بين الحضارات والثقافات والأديان، ودعم السلم والأمن والاستقرار الإقليمي والدولي، ومناهضة التطرف والكراهية الدينية والطائفية والعنصرية.
وتطرق بومجيد في كلمته، أن تدشين مركز الملك حمد العالمي للحوار والتعايش السلمي، و"إعلان مملكة البحرين" كوثيقة عالمية لتعزيز الحرية الدينية برعاية من جلالة الملك المفدى وبحضور ممثلين من البيت الأبيض وهيئة الأمم المتحدة والعديد من الشخصيات الإعلامية والاجتماعية. وإيمانا من مملكة البحرين بأهمية مشاركة المجتمع الدولي في تكريس قيم ومبادئ التسامح والتعايش وحقوق الإنسان، انضمت إلى العديد من الاتفاقيات الإقليمية والدولية، وأجريت العديد من التعديلات على القوانين الوطنية والإجراءات المحلية، لضمان احترام قيم التسامح والحقوق والواجبات، وهو ما يعكس التزام حكومة مملكة البحرين بتلك الوثائق والاتفاقيات الحقوقية، الدولية والأساسية.
وأكد بومجيد أن مجلس النواب قام بدور بارز في نشر ثقافة التسامح والتعايش، وفق منظومة تشريعية ورقابية، من خلال التعاون المشترك والمثمر مع الحكومة، بجانب تطوير دور الدبلوماسية البرلمانية في المشاركات الخارجية لأعضاء البرلمان البحريني في المؤتمرات والندوات المتعلّقة بمبدأ التسامح والتعايش والحوار، على نطاق البرلمانات والمنظمات والهيئات الإقليمية والدولية، وإبراز تجربة وإنجازات مملكة البحرين، ومبادرات جلالة الملك المفدى في هذا المجال.
وأوضح أن التسامح المنشود لن يتحقق في ظل الإرهاب المقيت الذي ينشر الدمار والفساد حيثما حل، وفي ظل ممارسات الدول والمنظمات التي تموله وتمنحه الشرعية، وتحرض عليه في المنصات الإعلامية، وفي ظل ازدواجية بعض المواقف الحقوقية وتسييسها، وفي ظل التدخلات الإيرانية السافرة في دول المنطقة وسعيها الى إثارة الفتن والخلاف والكراهية، فكما أن للتسامح فرص وإيجابيات، فأمامه كذلك تحديات ومعوقات.
وتابع "لذا كان لزاماً أن نمارس دورنا، كل في موقعه، لتعزيز قيم التسامح والتعايش، والتصدي لكافة الممارسات التي تحول دون تحقيق تلك المبادئ الرفيعة على المستوى المحلي والعالمي الإنساني".
فيما قال نائب رئيس مجلس أمناء مركز عيسى الثقافي الشيخ خالد بن خليفة آل خليفة في كلمته، إن البحرين هي ميناء ومرسى للتنوع الديني والتعايش السلمي بين مختلف الأطياف منذ القدم، وبدأ هذا المشروع مرتكزاً على قاعدة رسمية وواقع مجتمع يعيش على التسامح الديني.
وأكد أن ما يميز البحرين ليس فقط التعدد في المذاهب والأديان، ولكن كثرة المذاهب وتنوعها رغم ضيق المساحة، ففي البحرين تصغر الرقعة ولكن يمكن أن ترى المساجد والكنائس والمآتم على بعد أمتار قليلة من بعضها .
وتابع: "البحرين المنطقة التي تتعايش فيها كل الأديان وما رأيناه في الأعوام الماضية أمر دخيل عليها، وإن مبادرات البحرين التي توالت بتوجيه من جلالة الملك في 2001، من تأييد البحرين لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة لتسمية عام 2001 كعام للحوار بين الحضارات، واعتماد برنامج عالمي بخصوصه ، وفي عام 2002 استضافت البحرين المؤتمر الحواري الإسلامي المسيحي بعنوان دور الأديان في تحقيق التعايش السلمي في المجتمعات المعاصرة، وفي 2003 مؤتمر تقريب بين المذاهب.
وقال الشيخ خالد بن خليفة "كما استضافت منتدى الفكر العربي في 2005 بعنوان "الوسطية بين التنظير والتطبيق"، وفي عام 2008 نظمت "منتدى الحوار بين الحضارات"، إضافة إلى مشاركة جلالة الملك في اجتماع رفيع المستوى بالجمعية العامة للأمم المتحدة.
وفي عام 2017 تم إطلاق إعلان مملكة البحرين وإنشاء مركز الملك حمد العالمي للحوار بلوس أنجلوس، الذي يهدف لتنمية التوعية الدينية وهو مركز شامل يوضح أهمية ما تستحقه البحرين من احترام دولي في هذا المجال ويعتبر هذا المركز منارة للاتصال بين دول العالم وسنكون كبحرينيين سفراء للتعايش السلمي.
من جانبه أكد عضو المجلس الأعلى للقضاء وإمام جامع عالي الكبير الشيخ ناصر العصفور، إن المنتدى يتناول محور التسامح، ونحن الآن أكثر حاجة من أي وقت مضى لطرح وبحث هذه المفاهيم التي هي جزء من المنظومة القيمية التي لها تأثيرها على حياة الإنسان على المستوى الفردي والاجتماعي.
وقال: "إن التسامح مبدأ عظيم يمثل قيمة إنسانية كبرى، ويعني السمو بالنفس الإنسانية لدرجة عالية، فالنفوس الكبيرة هي التي لا تعرف الأحقاد وتعلو فوق المواقف وتحمل العطف والمودة للناس".
وتابع العصفور "أن التسامح ليس ضعفاً ولا هزيمة بل رفعة وانتصار وقوة، وحين نتحدث عن مفهوم التسامح، فهو لا ينفصل عن روح المودة، والدين كما إنه مبادئ وقيم هو أخلاق وسلوك وممارسة ومعاملة، وهذا ما يميز الإنسان المؤمن وليس الشكل.
وذكر أن شيوع المحبة من قواعد الإيمان، ولو تحقق هذا الأمر لتغيرت حياتهم إلى واقع مختلف وتوقفت الصراعات وعاش الناس في أمان، فبقدر ما تحمل من حب وتسامح للآخرين فهم سيبادلونك نفس الشعور والإحساس، مؤكداً أنه يجب على الإنسان أن يبادر بنفسه ولا ينتظر الآخرين.
وأضاف في حياة النبي "ص" شواهد على التسامح والصفح وكانت سبباً في إسلام الكثير، فالدين رقي وأخلاق وإنسانية وحب وتسامح، ومبادئه تدعو إلى التعايش، ولكن المشكلة حين يحرف وتشوه صورته ويستخدم لنشر العصبية وخدمة أهداف فئوية وطائفية".
وقال "عانت أوروبا من الصراعات الدينية، وبالنهاية لم يجدوا إلا التسامح للبناء والإعمار، والعرب كانوا بالقرون الماضية متسامحين ومنفتحين ولكننا في القرن 21 نجد حالة الانغلاق والتشدد أكثر من السابق".
بدوره، قال وكيل الشؤون الإسلامية بوزارة العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف د.فريد المفتاح، إن التسامح محور التعايش، فالتسامح من أجل العيش المشترك والاحترام المتبادل يطمح له كل إنسان"، مثمناً للمنظمات الدولية وعلى رأسها الأمم المتحدة الاحتفال بهذا اليوم، ترسيخاً للتسامح الذي هو جوهر دعوة الأنبياء والمرسلين.
وبين أن الاختلاف بين البشر اختلاف فطري ولا ينبغي أن يؤخذ الاختلاف والتعدد مطية لمثيري الأحقاد وللكراهية والعداوات بين البشر، بل ينبغي أن يكون الاختلاف والتنوع مصدراً للإثراء الحضاري والرقي الفكري، فالتنوع إثراء للحضارة الإنسانية والتسامح عنوان للحضارات منذ بزوغ التاريخ ولكي نجعل التسامح قاعدة فلابد من تحقيق التعايش.
وذكر أن البحرين التي اختار أهلها الإسلام طواعية عاشوا مع بعض وعاشوا جيلاً بعد جيل بالتسامح الديني والثقافي والتنوع حضاري مع مختلف الأديان والثقافات، وستظل البحرين واحة للتعايش والتسامح في ظل نموذج إنساني مفعم بالتنوع والتعددية تقدمه البحرين منذ عصور، وسيقف الشعب صفاً واحداً ملتفاً حول قيادته، في وجه التدخلات السافرة.
وقال المفتاح "سيظل تلاحم أبناء البحرين حصنا حصينا لوطنهم، وسيصنعون بتنوعهم واحة سلام وأرضاً حضارية راقية خصبة للأمن والأمان والاستقرار وسينكرون كل التدخلات في شؤونها، سيكون التسامح دوماً عنواناً ونهجاً راسخاً لدى أبناء البحرين.
وقال راعي الكنيسية الإنجيلية الوطني القس هاني عزيز: "في هذا اليوم نحتفل معاً ومع العالم بيوم التسامح العالمي..التسامح ليس غريباً على البحرين فنحن رضعناه من حليب أمهاتنا، وتوارثنا التسامح من الأجداد والآباء ويعيشه الآن الأبناء في كمال وسلام".
وتابع: "أود أن أضع معنى بسيط عن التعايش، هو أننا نعيش في وحدة متنوعة، كما إن هناك أموراً تخل بالتسامح ألا وهي فقدان السلام والجهل والصراعات وضياع القدوة".
وذكر أن هناك 3 مبادئ للتعايش، أولها أن كل شخص له الحق أن يعيش على هذه الأرض سواء مسلمين أو يهود أو حتى ملحدين، وثانيها أننا جميعاً لنا أب واحد هو آدم وأم واحدة هي حواء فكلنا من تراب وإلى تراب نعود، وثالثاً أن تحب لأخيك ما تحبه لنفسك.
ولفت إلى أن التسامح ليس فقدان ذاكرة إنما إطلاق عفو مجاني إلى الشخص المسيء إليك، لأن التسامح ينمي روح المواطنة والارتماء بحضن الوطن، لأنه بدون الوطن لن يكون هناك كنيسة أو مسجد أو معبد.
إلى ذلك، أكدت رئيس المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان ماريا خوري، أن تدشين مركز حمد العالمي للحوار بين الأديان والتعايش السلمي يهدف لتعزيز الحرية الدينية للجميع، دعت للاحتفال بمبادئ التسامح، إيماناً بحقوق الإنسان
وبينت أن ممارسة التسامح لا تعني أن يتخلى المرء عن معتقداته، فالتسامح إقرار بأن البشر مختلفون في معتقداتهم ولهم الحق بالعيش بسلام، كما إن السلام مع الناس يتولد من المحبة، مؤكدة أن التشريعات البحرينية كفلت للفرد كافة حقوقه بغض النظر عن انتماءاته الدينية.
ولفتت إلى أن مملكة البحرين حاضنة للتسامح الديني ومنذ عقود طويلة، لافتة إلى قابلية البحرين لاحتضان هذا النوع من التنوع، ونحن مطالبون بتعزيز التسامح ونقله للأجيال القادمة عبر المناهج الدينية والخطاب الديني والإعلامي، لكي نحافظ على تجربتنا البحرينية في التسامح.
وقالت عضو مجلس الشورى نانسي خضوري: "نذكر جميع الشرائع والعقائد الدينية أن الإنسان يخلق حراً ليعيش حراً، مواد دستور البحرين تحفظ له هذا الحق، فبالتالي يتمتع جميع سكان البحرين بالحرية الشخصية والدينية التامة، وهذا يعزز التألف والترابط في المجتمع الذي يتميز بروح الأخوة والمساواة.
وتابعت: نحن نعيش في بلد يحترم الاختلاف موضحة أن مساعدات حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، لها دور كبير في استمرارية هذا التعايش.
وأضافت: " أن البحرين تعايش الاختلاف الديني والعرقي منذ القرن الـ19 وسمحت بوجود الكنائس والمعابد على أرضها في العشرينيات من القرن الماضي، وهناك الكثير من الاحتفالات التي تقام، والتي يظهر من خلالها أن البحرين تمنح الحريات، وتسمح بهذا الكم من الاختلاط على أرضها".