ياسمين العقيدات

أظهر أستبيان أعدته "الوطن" أن 16% من المراهقين المستطلعة آراؤهم أصبحوا من فئة المدخنين بسبب رؤيتهم والدهم يدخن، فيما قال 30% من 800 شاركوا في الاستطلاع إن تدخين والدهم جعلهم يفكرون بالتدخين فقط دون الانجراف خلف التجربة والإدمان.

وقال شاب في الـ25 من العمر "من أسباب إدماني التدخين رؤية والدتي المدخنة منذ الصغر وعدم منعي من التجربة أمامها".

في حين قال شاب آخر في الـ30 من العمر "كثير من أفراد عائلتي مدخنون لذلك كان من الصعب في فترة المراهقة عدم خوض التجربة إلى أن أدمنتها".

كذلك قال شاب آخر في الـ23 من العمر "دخنت لأني كنت أرى والدي يدخن بشراهة منذ الصغر. فأخذت علبة السجائر وجربتها ثم لم أستطع التوقف بعدها".

الشخصية السيكوباتية

فيما قال الاختصاصي النفسي محمود عبدالعال إن "عادة التدخين تبدأ غالباً في سن المراهقة التي تمتد من 12 إلى 20 سنة. وتتميز هذه المرحلة بالخضوع لعصبة الأصدقاء وقوانينها خصوصاً في مرحلة المدرسة والجامعة، فإذا كانت هذه العصبة من الأصدقاء المدخنين فإن ذلك ينتقل إلى جميع أو بعض أفراد هذه الجماعة إما تقليداً أو خضوعاً لإثبات الذات. ويزيد احتمال الإدمان إذا كان الوالد خصوصاً من المدخنين. فعادة التدخين تبدأ بوجود نماذج مقربة من المراهقين واتخاذ الوالد قدوة فيعتقد المراهق بأن كل ما يفعله والده صحيح فيبدأ تقليده، ومن الأسباب أيضاً الأب الذي لا يدرك مصلحة أبنائه ويرسلهم لشراء علبة السجائر مما يؤثر على اعتقادهم بأن هذا الفعل رخص لهم التدخين دون خوف أو عقاب".

و لفت عبدالعال إلى دراسات "أثبتت أن الأشخاص ذوي المشكلات السلوكية أكثر الأفراد تناولاً للمواد المسببة للإدمان وخصوصاً التدخين. وقد يلجأ البعض إلى التدخين بسبب الحالة النفسية كالقلق الشديد والاكتئاب أو الدخول في أزمات نفسية شديدة كفقدان عزيز أو غيرها. ونجد أن بعض أنماط الشخصية تسهم أيضاً في إدمان التدخين خصوصاً الشخصية السيكوباتية (شخصية تحب السيطرة وتتصف بالعدوانية) وتلعب العلاقات الأسرية بين الوالدين وخصوصاً الأسرة المفككة وحالات الطلاق والعنف الاسري دوراً أيضاً في إدمان التدخين. وأحياناً يدمن الفرد التدخين لمجرد تجربته دون أسباب، وهناك أسباب أخرى كالأزمات الاقتصادية والحروب وتسويق السجائر وغياب الوعي الصحي".